اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كربلاء مشروع الهي
ولأن كربلاء مشروع الالهي فقد عرضت على الأنبياء جميعهم وتم إعلام كل الأنبياء بحقيقة إستشهاد الامام الحسين فالروايات تقول أن النبي آدم وخلال بحثه عن حواء مر بكربلاء فتعثر فسالت الدماء من قدمه فقال يارب هل فعلت ذنبا ، قال لا إنما أردت أن تواسي سبط النبي الخاتم الذي يستشهد في تلك الأرض ،
كذلك النبي نوح حين أراد أن يبني السفينة فأنزل له جبرائيل خمسة مسامير فقال يارب مالي ارى هذا المسمار رطبا محمرا قال هذا مسمار سبط النبي الخاتم فأردت أن تواسيه ... فبكى نوح آلما على مصاب الحسين،
أيضا خليل الله إبراهيم الذي قدم إبنه قربانا فداءا للحسين وما تقدم ذكره فقال له الله يا إبراهيم أيهما أوجع لقلبك ان يذبح ولدك بيدك أم يقتل سبط حبيبي محمد على يد أشر الخلق وهم يدعون أنهم من أمته ، قال لا يارب قتل الحسين أوجع لقلبي ،ولكنه رأى رقبة اسماعيل محمرة بكى إبراهيم وقال يا رب أنما فعلت ما فعلت تقربا إلى حبيبك محمد.
لو فكرنا بعمل مقارنة بسيطة بين النبي موسى والحسين... نقول! إذا كان النبي موسى أسمر البشرة وكانت معجزته أن تخرج يده بيضاء من غير سوء فنجد أن الحسين كان نوره ظاهرا في جبين الزهراء أثناء حمله... مع أن مقام الزهراء أعلى من مقام الحسين فهي حجة الله على ألأئمة .
وإن كان موسى قد ضرب بعصاه على الصخر فأنبجس عنها إثنى عشر عينا فالحسين لم يضرب على الصخر ولكن تفجرت الصخور دما عبيطا " كلما رفعوا حجرا وجدوا تحته دما " .
هكذا كانت سنن الانبياء في مصاب الحسين ولذلك نرى أن الله أشركه في أمور كثيرة فهو خامس المذكورين بآية التطهير ، خامس المذكورين بآية المباهلة ، خامس المذكورين بآية القربى وهو خامس المذكورين في سورة الانسان وهم ستة حيث معهم فضة خادمة الزهراء .
روي عن الإمام الصادق أنه قال: ((إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد جُعل بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فجٍّ عميق، وجُعِلْتُ حرم الله وأمنه! فأوحى الله إليها: كفّي وقري! فوعزتي ما فضلُ ما فُضِّلتِ فيما أعطيتُ أرض كربلاء إلا بمنزلة إبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فُضلتِ، ولولا من تضمنت أرض كربلاء ما خلقتُكِ ولا خلقتُ البيت الذي به أفتخرتِ فقرّي وأستقري وكوني ذَنَباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولامستكبر على أرض كربلاء وإلا أسخْتُكِ فهويتِ في نارِ جهنم)).
قدسية أرض كربلاء
الرواية المتقدمة تؤكد على جلالة أرض كربلاء وقدسيتها بحيث فاقت في الفضل سائر البقاع بما فيها أرض الكعبة (مكة المشرفة) بل لامجال أصلاً للمقايسة بين البقعتين كما لامجال للمقايسة بين قطرة ماء من بحر وبين لجّة البحر بكامله، والسر في ذلك: أنه لما أقتضت كينونة الحسين بتوفر شرائط القابلية ومتمماتها الفوز بدرجة الشهادة العظمى في طاعة الله عزوجل، وقابل الله عزوجل بغاية الخضوع والإنكسار ونهاية الخشوع والتذلل، بحيث خضع كل خاضع بخضوعه، وخشع كل خاشع بخشوعه، فظهرت آثار الربوبية في الجلال والعظمة فيه (سلام الله عليه)
وكانت تربته شفاء من كل داء؛ لحملها نور التجلي الذي اندكّت به، فاندكاك جبل طور سيناء في الظاهر إنما هو من فاضل اندكاك أرض كربلاء لأن اندكاك الطور إنما كان بنور مثل الإبرة أشرق من أحد الكروبيين، وهو رجل من الروحانيين من شيعة آل محمد.
بينما اندكاك أرض كربلاء هو بأصل النور - أي نور شيعة آل محمد - فأين هذا من ذاك؟! ولذلك سرى النور في كل ذرة من ذرات تلك التربة الزكية فطهرها عن الكدورات ونقّاها عن كل الكثافات فصيّرها إكسيراً أحمراً مُذهباً لكل الأوساخ والنكبات. ومن هذه الجهة تُطهَّر كل أرض يوم القيامة إلا أرض كربلاء، فإنها قد تطهرت وتنظفت عند الزلزلة العظمى والداهية الكبرى حينما وقع عليها جسد الحسين .