اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مذكرات العتبات المقدسة(01) بداية المشوار
كانت فكرة زيارة العتبات المقدسة للأئمة الأطهار تراود زائرنا منذ فترة طويلة، كما تراود معظم الشيعة، الذين يرون في زيارتهم اكبر المنح الإلهية. ولكن عزمه الضعيف وإرادته الخاوية، لم تسعفاه لبلوغ ما يتمنى.
فلقد كانت الأخبار المفجعة التي كان يشاهدها على شاشة التلفاز، من قتل وتدمير وتفجير وتهجير، تضاعف من خوفه، وتعيقه من أخذ خطوته الأولى، كطفل يرى في المشي تقدماً وتطورا، لكن خوفه من الوقوع اكبر من أن يحتمل.
مقابل هذه المناظر المنفرة، تلك المناظر الجذابة المنقولة من العتبات المقدسة الطاهرة، وهي تعج بملايين الزائرين الذين يأتون من كل فج عميق، تدعوه إليها، وتلهب قلبه بالحنين. فكان حاله بين مد وجزر، تتقاذفه أمواج الشوق من شاطئ لآخر.
في هذه السنة 1436 هجرية، ومع توقف الدراسة في نهاية شهر شعبان، توقف ذهاب الطلاب إلى مدارسهم، فتوقف عمله، وأخذ الفراغ القاتل يلاحقه، ويغزو مخيلته. فتوقفت حركته وتجمد نشاطه، كما يتوقف محرك سيارة عن الدوران لوقوفها فترة طويلة دون عمل.
فلم يكن أمامه من مخرج لحالته تلك إلا السفر قاصداً أهل البيت ، للقضاء على معظم أوقات فراغه، وتأدية واجب الزيارة.
فكان عليه تحديد وجهة سفره، واختيار الإمام الذي يتوق لرؤيته.
بقلم: حسين نوح مشامع