[عباس المحمدي]

السيد الشهيد محمد صادق الصدر (رحمه الله) يؤكد حجية الرؤيا الصادقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان العلماء العاملين دائما مهتمين بالغيب اكثر من غيرهم لذلك فهم يستمدون قدرتهم على العمل من الامداد الغيبي فرغم محاربة العلماء غير العاملين و الطواغيت لهم لا يعبأون بأي شيء ما داموا مع الله سبحانه وتعالى؛ فيمكن اعتبار العلاقة مع الله بعدة اسباب وطرق ومن تلك الاسباب هو مقدار الاعتداد بالرؤيا الصادقة عند العلماء فهو مؤشر ومقياس يمكن من خلاله ان نعرف العالم العامل المرتبط مع الله من غير العامل البعيد عن الله؛ فلقد انكر اغلب علماء هذا الزمان الرؤيا الصادقة ولم يعتبروا لها أية حجية تذكر في عقائدهم رغم تواتر الروايات الصحيحة عنهم (ع) حول الرؤيا الصادقة ((ان كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة)) فلم يعبأوا بها لانها كانت في حق السيد احمد الحسن (ع) ولو كانت بحق احدهم لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها.
والخوض في حجية الرؤيا الصادقة من خلال آراء العلماء موضوع طويل لا يتسع المقام للخوض فيه فنكتفي بطرح رأي السيد محمد صادق الصدر (رحمه الله) بالرؤيا الصادقة التي يضعها في خانة المعجزات في حالة انطباقها مع الواقع:ــ
قال السيد الصدر ((واود ان اشير في المقام الى انه ليس هناك أي دليل عقلا ولا شرعا على بطلان كل الاحلام جملة وتفصيلا، نعم لاشك في ان اكثرها زائف ولا حقيقة له، وانما هو ناشيء عن نوازع نفسية لا شعورية لدى الفرد. ولكن مما لاشك فيه وجود الاحلام المطابقة للواقع، والتي يجد الفرد تطبيقها في عالم اليقظة بنحو او بآخر وانكار ذلك مكابرة واضحة على الوجدان وانت حر بأعطاء أي تفسير لذلك عدا الصدفة المحضة التي يُقطع بعدمها، نتيجة للكثرة الكاثرة من الاحلام الصادقة على مر التأريخ.
فإذا اقترن الحلم بأمر زائد على مجرد المطابقة للواقع كان ــ ولا شك ــ من قبيل المعجزات، كما لو دعا لك شخص في المنام فشفيت في اليقظة، او وعدك بتحقيق امر فتحقق، او اخبرك بشيء لم تكن تعلمه وكان حاصلا حقيقة))الغيبة الصغرى ص 101 طبعة النجف
وقد حصلت حالات كثيرة جدا يصعب احصاؤها وتقصيها من هذا النوع الذي يشير اليه السيد الصدر في كلامه وهذه الحالات تؤيد دعوة الامام المهدي (ع) واصحابها موجودون ومستعدون للقسم على ما تحقق من غيبيات كثيرة تحققت وانطبقت في ارض الواقع فلماذا لا يصدق احد بهذه المعجزات الربانية ؟ ليس السبب إلا لان العلماء غير العاملين لم يقرّوها !! فاذا لم يرجع الناس الى اهل البيت (ع) ورواياتهم التي تؤكد هذا المنهج فليرجعوا الى منهج السيد الصدر الذي يقر الرؤيا الصادقة وخصوصا من التزموا بمنهج السيد الصدر ولم يخرجوا عن خطه !!!
وهذه رؤيا فيها معجزة عظيمة حدثت عندما ذهب وفد الى احد المناطق الريفية وكان الوفد مؤلفاً من تسعة اشخاص بعضهم من الحوزة للتبليغ عن دعوة الامام المهدي (ع) وعندما توجهت السيارة نحو احدى المزارع استقبل الوفد شخص مستوقفاً السيارة وعندما توقفت السيارة صعد وهو يكثر الصلوات مبتهجا فرحا واخذ افراد الوفد بالاحضان واحدا واحدا واخذ الوفد الى ديوانه وعندما سألوه عن سبب كل هذه الحفاوة قال ((اني كنت منتظركم منذ الصباح فقد جاءني الامام المهدي (ع) في الرؤيا ليلة البارحة واخبرني ان استقبل انصاره صباحا وانا منتظر منذ الصباح واعددت كل شيء لاستقبالكم منذ الفجر))
منقول من جريدة (الصراط المستقيم) www.almahdyoon.org