اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وقود الاصلاح الحسيني (16) الشهيد القاسم بن حبيب الأزدي
قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) 207 آل عمران. وقال سبحانه: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر وما بدلوا تبديلا) 23 الحشر.
ويقول الإمام الصادق(عليه السّلام) في الزيارة: ((السّلام عليكم يا أولياء الله وأحبّاءه، السّلام عليكم يا أصفياء الله وأودّاءه، السّلام عليكم يا أنصار دين الله، السّلام عليكم يا أنصار رسول الله، السّلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين، السّلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السّلام عليكم يا أنصار أبي محمّد الحسن بن علي الزكي الناصح، السّلام عليكم يا أنصار أبي عبدالله، بأبي أنتم واُمّي طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم، وفزتم فوزاً عظيماً، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم)).(03)
اوضاع الكوفة:
بعد استشهاد مسلم بن عقيل في الكوفة قام عبيدالله بن زياد بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى كربلاء بواسطة الشرطة، ونشر الجواسيس وعاقب كل من يوجد متجهاً إلى كربلاء، ولذلك لم يصل من أنصار الإمام الحسين(ع) وشيعته من أهل الكوفة إلا كعدد أصابع اليد، لذا قام بعض الشيعة بالالتحاق بجيش عمر بن سعد من أجل الوصول إلى كربلاء، وعندما وصلوا تركوه والتحقوا بالإمام(ع) وبقوا معه حتى استشهدوا بين يديه. (01)
بين أيدينا في هذه الحلقة الجوهرة السادسة عشر من خرزات هذه السلسلة، والتي التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني في كربلاء، رغم إنها وصلت من الكوفة مع جيش ابن سعد لمحاربة الإمام الحسين(ع)، وهذه الجوهرة هي:
الاسم: القاسم بن حبيب الأزدي
الوفاة: سنة61 هـ.
سبب الوفاة: الاستشهاد يوم عاشوراء
سبب الشهرة: نصرته للإمام الحسين واستشهاده معه
اللقب: الأزدي (01)
وجاء فيه شعراً:
متى نعمة أتت للورى بلا قاسم شآبيب رحمة أنزلت على القاسم
بيوم الطفوف قد خامرت لنجل الحبيب ذا نعمة الفدا أبي قاسم
بدت كربلاء لمن بالولاء تحلى مدينة العز والعطا ملجأ لدى النادم
إذا جاءنا من الطف من يوالي محمداً سوف يلتقينا على ولاء الخادم
فهذا دليل حب لمن لديه الجوار أغلى من المغاني ومن هوى الحاكم (02)
هويته:
القاسم بن حبيب الأزدي المتوفى (سنة 61 هـ) من أصحاب الإمام الحسين(ع) الذين استشهدوا معه يوم عاشوراء. وقيل إن اسمه القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي، أو القسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي، من أصحاب الإمام الحسين(ع). وقال أهل السّير عنه: أنَّه كان فارساً معروفاً، وبطلاً موصوفاً، وشجاعاً مذكوراً، وهو من الشّيعة الكوفيّين. ورد ذكره في زيارة الناحية المقدسة باسم: قاسم بن حبيب الأزدي. وورد نّسبته إلى أزد شنوءة، وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. (01)
التحاقه بالإمام الحسين(ع):
خرج القاسم الأزدي مع ابن سعد، فلمّا صار في كربلاء مال إلى الإمام الحسين(ع) أيّام المهادنة، وما زال معه حتّى قتل بين يديه في الحملة الأولى. (01)
شهادته رضي الله عنه:
بقي القاسم الأزدي مع الإمام الحسين(ع) بعد التحاقه به إلى أن نشب القتال يوم الطّفّ، وحمل أصحاب عمر بن سعد على عسكر الإمام(ع)، فتقدّم القاسم بين يديه، فقاتل حتّى قُتل في الحملة الاُولى مع من قُتل. وذكر بعض المؤرخين أنَّه استشهد مبارزة بعد الظهر. (01)
زيارته رضي الله عنه:
ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدسة بقول الإمام المهدي(ع): السَّلَامُ عَلَى قَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ الْأَزْدِي. وكذلك في زيارة سيد الشهداء(ع) في أول يوم من رجب وليلته، والنصف من شعبان، فقد ورد: السَّلامُ عَلى قاسِمِ بْنِ حَبِيب. (01)
وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد "قَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ الْأَزْدِي" مناصراً لأبي الضيم وابو الحرار(ع) ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، بعد انتقاله من معسكر الظلام والظلال، وانقاذ نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، والتحاقه بركب الشهداء، إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: (01)(موقع ويكي شيعة) – (02)(سفائن الامل في الحسين والقلل – محمد صادق الكرباسي) - (03)(معهد الامامين الحسنين)