اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
معنىٰ الإمامة،
إنَّ الإمامة منصب إلهي وواسطة الفيض، وأداء مهام الإمامة لا يشترط فيه أن يكون الإمام ظاهراً ومعروفاً، فقد ورد أنَّ الإمام المهدي فيه سُنَّة من نبيّ الله يوسف ، لأنَّه يعرف الناس وهم لا يعرفونه(1)، فهو يقوم بتمام دوره من دون أن يعرفه الناس كما قام نبيّ الله يوسف بدوره من دون أن يعرفه أحد.
فلا يقال: ما هي فائدة وجود الإمام وهو غائب؟ فإنَّه يقال: إنَّه واسطة الفيض، وواسطة وصول الخير، كما أنَّ معرفته شرط في صحَّة الأعمال لقوله وسلم: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»(2)، فلا بدَّ من وجوده حتَّىٰ نعرفه وإن كان غائباً. ثمّ إنَّ ليلة القدر مستمرّة فعلىٰ من تنزل الملائكة والروح؟ تنزل علىٰ قلبه المقدَّس(3).
ثمّ إنَّ سُنَّة الغيبة هي سُنَّة الأنبياء ، فنبيّ الله موسىٰ غاب عن قومه، وكذلك يوسف وآخرون غابوا أيضاً، وهؤلاء هم حجج الله تعالىٰ علىٰ الخلق، ولذلك لا بدَّ أن تسـري سنن الأنبياء علىٰ الإمام المهدي لأنَّه حجَّة الله في أرضه كما كان الأنبياء حجج الله.
ومن سنن الأنبياء أنَّهم قاموا بأدوار خفيّة عظمىٰ يتوقَّف عليها صلاح المجتمع من دون أن يُعرفوا، وكذلك يقوم الإمام المهدي بأدوار خفيّة في غيبته
المصدر
(1) راجع: الإمامة والتبصرة: 121/ ح 117.
(2) رواه الخاصّة والعامّة بألفاظ مختلفة، فراجع: المحاسن للبرقي 1: 154/ ح 78؛ قرب الإسناد: 351؛ الكافي 1: 377/ باب من مات وليس له إمام.../ ح 3؛ كمال الدين: 409/ باب 38/ ح 9؛ مسند أحمد 4: 96؛ صحيح ابن حبّان 10: 434؛ المعجم الكبير للطبراني 19: 388؛ مسند أبي يعلىٰ 13: 366/ ح 7375؛ وغيرها من المصادر.
(3) عن ابن عبّاس، عن أمير المؤمنين أنَّه قال: «إنَّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنَّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وإنَّ لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله وسلم»، فقلت: من هم؟ فقال: «أنا وأحد عشـر من صلبي أئمّة محدَّثون». (الكافي 1: 247/ باب في شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر/ ح 2).