اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إشكالية تغيّر الشريعة:
يُطرَح اليوم في الفضائيات نظرية تقول بأنَّ كلّ شـيء في هذا العالَم متغيِّر، والعالم في تطوّر يوماً بعد يوم، فشـريعة موسىٰ نسخت الشـرائع التي كانت قبلها، وشريعة عيسىٰ نسخت شريعة موسىٰ وكان بينهما ما يقارب ألف وستمائة سنة، وشريعة نبيّنا وسلم نسخت شريعة عيسىٰ وكان بينهما ما يقارب خمسمائة سنة، هنا يأتي سؤال حاصله أنَّه إذا كانت الفترة بين موسىٰ وعيسىٰ الوجيزة، وهكذا الفترة بين عيسىٰ ونبيّنا وسلم الوجيزة أيضاً اقتضت أن يغيِّر الله تعالىٰ الشـريعة ويأتي بشـريعة جديدة، فكيف نبقىٰ علىٰ شريعة الإسلام أكثر من ألف سنة، ومن يدري لعلَّ الإمام المهدي لا يظهر إلَّا بعد آلاف السنين، فالغيب لا يعلمه إلَّا الله؟ وهل بإمكان الشـريعة الإسلاميّة أن تلبّي جميع حاجات الإنسان حتَّىٰ الإنسان الذي يأتي بعد آلاف السنين؟
فاليوم هناك من يسعىٰ لبثِّ هذه الشبهة في أوساط المجتمع، ويحاول أن يفصل الدين عن الحياة، بل يحاول التشكيك في الإمام المهدي ، ويقول: نحن لسنا بحاجة إلىٰ الإمام المهدي إلَّا في زمن ظهوره، وأمَّا الآن فلسنا بحاجة إليه، وكذلك لسنا بحاجة إلىٰ البكاء علىٰ الحسين أيضاً، بل أكثر ، يرىٰ البعض بأنَّنا لسنا بحاجة إلىٰ الصلاة والحجّ وغيرها من العبادات، فالإنسان اليوم أصبح فكره ناضجاً وباستطاعته أن يحلَّ مشاكله بفكره وعقله، فلسنا بحاجة إلىٰ شريعة سماوية تُعيِّن التكليف علينا.
راجع: تفسير القمّي 1: 165؛ الكافي 8: 121/ ح 93؛ كمال الدين: 161/ باب 9/ ح 20، و227/ باب 22/ ح 20.
يتبع