|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
فدك بمعناها الحقيقي والرمزي
بتاريخ : 25-Jun-2008 الساعة : 11:27 AM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فدك: قريه فى الحجاز، بينها وبين المدينه يومان، وقيل ثلاثه، وهى ارض يهوديه فى مطلع تاريخها الماثور. وكان يسكنها طائفه من اليهود، ولم يزالوا على ذلك حتى السنه السابعه حيث قذف اللّه بالرعب فى قلوب اهليها فصالحوا رسول اللّه(ص) على النصف من فدك وروى انه صالحهم عليها كلها.
فدك فى ادوارها الاولى(عصر الخلفاء):
وابتدا بذلك تاريخها الاسلامى، فكانت ملكا لرسول اللّه(ص)، لانها مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، ثم قدمها لابنته الزهراء، وبقيت عندها حتى توفى ابوها(ص) فانتزعها الخليفه الاول(رضى اللّه) - على حد تعبير صاحب الصواعق المحرقه - واصبحت من مصادر الماليه العامه وموارد ثروه الدوله يومذاك، حتى تولى عمر الخلافه فدفع فدكا الى ورثه رسول اللّه(ص) وبقيت فدك عند آل محمد(ص) الى ان تولى الخلافه عثمان بن عفان فاقطعها مروان بن الحكم على ما قيل، ثم يهمل التاريخ امر فدك بعد عثمان فلا يصرح عنها بشىء. ولكن الشىء الثابت هو ان امير المومنين عليا انتزعها من مروان على تقدير كونها عنده فى خلافه عثمان - كسائر ما نهبه بنو اميه فى ايام خليفتهم.
فى عهد امير المومنين(ع):
وقد ذكر بعض المدافعين عن الخليفه فى مساله فدك ان عليا لم يدفعها عن المسلمين بل اتبع فيها سيره ابى بكر، فلو كان يعلم بصواب الزهراء وصحه دعواها ما انتهج ذلك المنهج.
ولا اريد ان افتح فى الجواب بحث التقيه على مصراعيه واوجه بها عمل امير المومنين، وانما امنع ان يكون امير المومنين(ع) قد سار على طريقه الصديق، فان التاريخ لم يصرح بشىء من ذلك، بل صرح بان امير المومنين كان يرى فدك لاهل البيت، وقد سجل هذا الراى بوضوح فى رسالته الى عثمان بن حنيف كما سياتى.
فمن الممكن انه كان يخص ورثه الزهراء وهم اولادها وزوجها بحاصلات فدك، وليس فى هذا التخصيص ما يوجب اشاعه الخبر، لان المال كان عنده واهله الشرعيون هو واولاده. كما يحتمل انه كان ينفق غلا تها فى مصالح المسلمين برضى منه ومن اولاده عليهم الصلاه والسلام، بل لعلهم اوقفوها وجعلوها من الصدقات العامه.
فى فتره الامويين:
ولما ولى معاويه بن ابى سفيان الخلافه امعن فى السخريه واكثر من الاستخفاف بالحق المهضوم، فاقطع مروان بن الحكم ثلث فدك، وعمر بن عثمان ثلثها، ويزيد ابنه ثلثها الاخر، فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم ايام ملكه، ثم صفت لعمر بن ب؟؟عبدالعزيز بن مروان، فلما تولى هذا الامر رد فدك على ولد فاطمه(عليهاالسلام) وكتب الى واليه على المدينه ابى بكر بن عمرو بن حزم يامره بذلك، فكتب اليه: (ان فاطمه(عليهاالسلام) قد ولدت فى آل عثمان وآل فلان وفلان فعلى من ارد منهم؟ فكتب اليه: اما بعد، فانى لو كتبت اليك آمرك ان تذبح بقره لسالتنى ما لونها فاذا ورد عليك كتابى هذا فاقسمها فى ولد فاطمه(عليهاالسلام) من على(ع)، فنقمت بنواميه ذلك على عمر بن عبدالعزيز وعاتبوه فيه وقالوا له: (هجنت فعل الشيخين). وقيل: انه خرج اليه عمر بن قيس فى جماعه من اهل الكوفه فلما عاتبوه على فعله قال لهم: (انكم جهلتم وعلمت، ونسيتم وذكرت، ان ابا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حدثنى عن ابيه عن جده ان رسول اللّه(ص) قال: (فاطمه بضعه منى يسخطها مايسخطنى، ويرضينى ما ارضاها) وان فدك كانت صافيه على عهد ابى بكر وعمر ثم صار امرها الى مروان فوهبها لعبدالعزيز ابى فورثتها انا واخوتى عنه فسالتهم ان يبيعونى حصتهم منها فمن بائع وواهب حتى استجمعت لى فرايت ان اردها على ولد فاطمه)، فقالوا له: (فان ابيت الا هذا فامسك الاصل واقسم الغله، ففعل).
ثم انتزعها يزيد بن عبدالملك من اولاد فاطمه فصارت فى ايدى بنى مروان حتى انقرضت دولتهم.
فى فتره العباسيين:
فلما قام ابو العباس السفاح بالامر وتقلد الخلافه ردها على عبداللّه بن الحسن بن الحسين بن على بن ابى طالب ثم قبضها ابو جعفر المنصور فى خلافته من بنى الحسن وردها المهدى بن المنصور على الفاطميين ثم قبضها موسى بن المهدى من ايديهم.
ولم تزل فى ايدى العباسيين حتى تولى المامون الخلافه فردها على الفاطميين سنه (210هـ) وكتب بذلك الى قثم بن جعفر عامله على المدينه: (اما بعد، فان اميرالمومنين بمكانه من دين اللّه وخلافه رسوله(ص) والقرابه به اولى من استن سنته، ونفذ امره، وسلم لمن منحه منحه وتصدق عليه بصدقه منحته وصدقته، وباللّه توفيق امير المومنين وعصمته واليه فى العمل بما يقربه اليه رغبته، وقد كان رسول اللّه(ص) اعط ى فاطمه بنت رسول اللّه فدك وتصدق بها عليها، وكان ذلك امرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول اللّه(ص) ولم تزل تدعى منه ما هو اولى به من صدق عليه، فراى امير المومنين ان يردها الى ورثتها ويسلمها اليهم تقربا الى اللّه تعالى باقامه حقه وعدله والى رسول اللّه(ص) بتنفيذ امره وصدقته، فامر باثبات ذلك فى دواوينه والكتاب به الى عماله، فلئن كان ينادى فى كل موسم بعد ان قبض اللّه نبيه(ص) ان يذكر كل من كانت له صدقه او هبه او عده ذلك فيقبل قوله وتنفذ عدته، ان فاطمه(رضى اللّه عنها) لاولى بان يصدق قولها فيما جعل رسول اللّه(ص) لها، وقد كتب امير المومنين الى المبارك الطبرى -مولى امير المومنين يامره برد فدك على ورثه فاطمه بنت رسول اللّه(ص) بحدودها وجميع حقوقها المنسوبه اليها وما فيها من الرقيق والغلات وغير ذلك، وتسليمها الى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين ابن على بن ابى طالب ومحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب لتوليه امير المومنين اياهما القيام بها لاهلها. فاعلم ذلك من راى امير المومنين وما الهمه اللّه من طاعته ووفقه له من التقرب اليه والى رسوله(ص) واعلمه من قبلك، وعامل محمد بن يحيى ومحمد بن عبد اللّه بما كنت تعامل به المبارك الطبرى، واعنهما على ما فى عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها ان شاء اللّه والسلام.
ولما بويع المتوكل على اللّه انتزعها من الفاطميين واقطعها عبد اللّه بن عمر البازيار وكان فيها احدى عشره نخله غرسها رسول اللّه(ص) بيده الكريمه، فوجه عبداللّه بن عمر البازيار رجلا يقال له: بشران بن ابى اميه الثقفى الى المدينه فصرم تلك النخيل ثم عاد الى البصره ففلج.
وينتهى آخر عهد الفاطميين بفدك بخلافه المتوكل ومنحه اياها عبداللّه ابن عمر البازيار.
هذه المامه مختصره بتاريخ فدك المضطرب الذى لا يستقيم على خط ولا يجمع على قاعده، وانما حاكت اكثره الاهواء، وصاغته الشهوات على ما اقتضته المطامع والسياسات الوقتيه، وعلى هذا فلم يخل هذا التاريخ من اعتدال واستقامه فى احايين مختلفه، وظروف متباعده، حيث توكل فدك الى اهلها واصحابها الاولين. ويلاحظ ان مشكله فدك كانت قد حازت اهميه كبرى بنظر المجتمع الاسلامى واسياده، ولذا ترى حلها يختلف باختلاف سياسه الدوله، ويرتبط باتجاه الخليفه العام نحو اهل البيت مباشره، فهو اذا استقام اتجاهه، واعتدل رايه، رد فدك على الفاطميين، واذا لم يكن كذلك وقع انتزاع فدك فى اول القائمه من اعمال ذلك الخليفه.
القيمه المعنويه والماديه لفدك:
ويدلنا على مدى ما بلغته فدك من القيمه المعنويه فى النظر الاسلامى قصيده دعبل الخزاعى التى انشاها حينما رد المامون فدك ومطلعها:
اصبح وجه الزمان قد ضحكا برد مامون هاشم فدكا وقد بقيت كلمه بسيطه وهى ان فدك لم تكن ارضا صغيره او مزرعا متواضعا كما يظن البعض، بل الامر الذى اطمئن اليه انها كانت تدر على صاحبها اموالا طائله تشكل ثروه مهمه وليس على بعد هذا ان احدد الحاصل السنوى منها وان ورد فى بعض طرقنا الارتفاع به الى اعداد عاليه جدا.
ويدل على مقدار القيمه الماديه لفدك امور:
(الاول) ما سياتى من ان عمر منع بكر من ترك فدك للزهراء لضعف الماليه العامه مع احتياجها الى التقويه لما يتهدد الموقف من حروب الرده وثورات العصاه.
ومن الجلى ان ارضا يستعان بحاصلاتها على تعديل ميزانيه الدوله، وتقويه مالياتها فى ظروف حرجه كظرف الثورات والحروب الداخليه لا بد انها ذات نتاج عظيم.
(الثانى) قول الخليفه لفاطمه فى محاوره له معها حول فدك:
(ان هذا المال لم يكن للنبى(ص) وانما كان مالا من اموال المسلمين يحمل النبى به الرجال وينفقه فى سبيل اللّه)، فان تحميل الرجال لا يكون الا بمال مهم تتقوم به نفقات الجيش.
(الثالث) ما سبق من تقسيم معاويه فدك اثلاثا، واعطائه لكل من يزيد ومروان وعمرو بن عثمان ثلثا، فان هذا يدل بوضوح على مدى الثروه المجتناه من تلك الارض، فانها بلا شك ثروه عظيمه تصلح لان توزع على امراء ثلاثه من اصحاب الثراء العريض والاموال الطائله.
(الرابع) التعبير عنها بقريه كما فى معجم البلدان، وتقدير بعض نخيلها بنخيل الكوفه فى القرن السادس الهجرى كما فى شرح النهج لابن ابى الحديد.
|
توقيع العاديات |
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحاَ(1)فالموريات قدحا(2) فالمغيرات صبحا(3)فأثرن به نقعا(4)فوسطن به جمعا(5)ان الانسان لربه لكنود(6)وانه على ذلك لشهيد(7)وانه لحب الخير لشديد(8)افلا يعلم اذا بعثر مافي القبور(9)وحصل ما في الصدور(10)ان ربهم بهم يومئذ لخبير(11)
صدق الله العلي العظيم
|
|
|
|
|