|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
كيف يأتي للمهدي هذا العمر الطويل ؟
بتاريخ : 25-Jun-2008 الساعة : 11:49 AM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هل بالامكان ان يعيش الانسان قرونا كثيره كما هو المفترض فى هذا القائد المنتظر لتغيير العالم، الذى يبلغ عمره الشريف فعلا اكثر من الف ومائه واربعين سنه، اى حوالى(14) مره بقدر عمر الانسان الاعتيادى الذى يمر بكل المراحل الاعتياديه من الطفوله الى الشيخوخه؟ كلمه الامكان هنا تعنى احد ثلاثه معان: الامكان العملى، والامكان العلمى، والامكان المنطقى او الفلسفى.
واقصد بالامكان العملى: ان يكون الشىء ممكنا على نحو يتاح لى او لك، او لانسان آخر فعلا ان يحققه، فالسفر عبر المحيط، والوصول الى قاع البحر، والصعود الى القمر، اشياء اصبح لها امكان عملى فعلا. فهناك من يمارس هذه الاشياء فعلا بشكل وآخر.
واقصد بالامكان العلمى: ان هناك اشياء قد لا يكون بالامكان عمليا لى او لك، ان نمارسها فعلا بوسائل المدنيه المعاصره، ولكن لا يوجد لدى العلم ولا تشير اتجاهاته المتحركه الى ما يبرر رفض امكان هذه الاشياء ووقوعها وفقا لظروف ووسائل خاصه، فصعود الانسان الى كوكب الزهره لا يوجد فى العلم ما يرفض وقوعه، بل ان اتجاهاته القائمه فعلا تشير الى امكان ذلك، وان لم يكن الصعود فعلا ميسورا لى او لك، لان الفارق بين الصعود الى الزهره والصعود الى القمر ليس الا فارق درجه، ولا يمثل الصعود الى الزهره الا مرحله تذليل الصعاب الاضافيه التى تنشا من كون المسافه ابعد، فالصعود الى الزهره ممكن علميا وان لم يكن ممكنا عمليا فعلا((73)). وعلى العكس من ذلك الصعود الى قرص الشمس فى كبد السماء فانه غير ممكن علميا، بمعنى ان العلم لا امل له فى وقوع ذلك، اذ لا يتصور علميا، وتجريبيا امكانيه صنع ذلك الدرع الواقى من الاحتراق بحراره الشمس، التى تمثل اتونا هائلا مستعرا باعلى درجه تخطر على بال انسان.
واقصد بالامكان المنطقى او الفلسفى: ان لا يوجد لدى العقل وفق ما يدركه من قوانين قبليه - اى سابقه على التجربه - ما يبرر رفض الشىء والحكم باستحالته.
فوجود ثلاث برتقالات تنقسم بالتساوى وبدون كسر الى نصفين ليس له امكان منطقى، لان العقل يدرك - قبل ان يمارس اى تجربه - ان الثلاثه عدد فردى وليس زوجا، فلا يمكن ان تنقسم بالتساوى، لان انقسامها بالتساوى يعنى كونها زوجا، فتكون فردا وزوجا فى وقت واحد، وهذا تناقض، والتناقض مستحيل منطقيا. ولكن دخول الانسان فى النار دون ان يحترق، وصعوده للشمس دون ان تحرقه الشمس بحرارتها ليس مستحيلا من الناحيه المنطقيه، اذ لا تناقض فى افتراض ان الحراره لا تتسرب من الجسم الاكثر حراره الى الجسم الاقل حراره، وانما هو مخالف للتجربه التى اثبتت تسرب الحراره من الجسم الاكثر حراره الى الجسم الاقل حراره الى ان يتساوى الجسمان فى الحراره.
وهكذا نعرف ان الامكان المنطقى اوسع دائره من الامكان العلمى، وهذا اوسع دائره من الامكان العملى.
ولا شك فى ان امتداد عمر الانسان آلاف السنين ممكن منطقيا، لان ذلك ليس مستحيلا من وجهه نظر عقليه تجريديه، ولا يوجد فى افتراض من هذا القبيل اى تناقض،لان الحياه كمفهوم لاتستبطن الموت السريع، ولانقاش فى ذلك.
كما لا شك ايضا ولا نقاش فى ان هذا العمر الطويل ليس ممكنا امكانا عمليا، على نحو الامكانات العمليه للنزول الى قاع البحر او الصعود الى القمر، ذلك لان العلم بوسائله وادواته الحاضره فعلا، والمتاحه من خلال التجربه البشريه المعاصره، لا تستطيع ان تمدد عمر الانسان مئات السنين، ولهذا نجد ان اكثر الناس حرصا على الحياه وقدره على تسخير امكانات العلم، لا يتاح لهم من العمر الا بقدر ما هو مالوف.
واما الامكان العلمى فلا يوجد علميا اليوم ما يبرر رفض ذلك من الناحيه النظريه((74)). وهذا بحث يتصل فى الحقيقه بنوعيه التفسير الفسلجى لظاهره الشيخوخه والهرم لدى الانسان، فهل تعبر هذه الظاهره عن قانون طبيعى يفرض على انسجه جسم الانسان وخلاياه - بعد ان تبلغ قمه نموها ان تتصلب بالتدريج وتصبح اقل كفاءه للاستمرار فى العمل، الى ان تتعطل فى لحظه معينه، حتى لو عزلناها عن تاثير اى عامل خارجى؟ او ان هذا التصلب وهذا التناقص فى كفاءه الانسجه والخلايا الجسميه للقيام بادوارها الفسيولوجيه، نتيجه صراع مع عوامل خارجيه كالميكروبات او التسمم الذى يتسرب الى الجسم من خلال ما يتناوله من غذاء مكثف؟ او ما يقوم به من عمل مكثف او اى عامل آخر؟ وهذا سوال يطرحه العلم اليوم على نفسه، وهو جاد فى الاجابه عنه، ولا يزال للسوال اكثر من جواب على الصعيد العلمى.
فاذا اخذنا بوجهه النظر العلميه التى تتجه الى تفسير الشيخوخه والضعف الهرمى، بوصفه نتيجه صراع واحتكاك مع موثرات خارجيه معينه، فهذا يعنى ان بالامكان نظريا، اذا عزلت الانسجه التى يتكون منها جسم الانسان عن تلك الموثرات المعينه، ان تمتد بها الحياه وتتجاوز ظاهره الشيخوخه وتتغلب عليها نهائيا.
واذا اخذنا بوجهه النظر الاخرى، التى تميل الى افتراض الشيخوخه قانونا طبيعيا للخلايا والانسجه الحيه نفسها، بمعنى انها تحمل فى احشائها بذره فنائها المحتوم، مرورا بمرحله الهرم والشيخوخه وانتهاء بالموت.
اقول :
اذا اخذنا بوجهه النظر هذه، فليس معنى هذا عدم افتراض اى مرونه فى هذا القانون الطبيعى، بل هو - على افتراض وجوده - قانون مرن، لاننا نجد فى حياتنا الاعتياديه، ولان العلماء يشاهدون فى مختبراتهم العلميه، ان الشيخوخه كظاهره فسيولوجيه لا زمنيه، قد تاتى مبكره، وقد تتاخر ولا تظهر الا فى فتره متاخره، حتى ان الرجل قد يكون طاعنا فى السن ولكنه يملك اعضاء لينه، ولا تبدو عليه اعراض الشيخوخه كما نص على ذلك الاطباء((75)). بل ان العلماء استطاعوا عمليا ان يستفيدوا من مرونه ذلك القانون الطبيعى المفترض، فاطالوا عمر بعض الحيوانات مئات المرات بالنسبه الى اعمارها الطبيعيه، وذلك بخلق ظروف وعوامل توجل فاعليه قانون الشيخوخه.
وبهذا يثبت علميا ان تاجيل هذا القانون بخلق ظروف وعوامل معينه امر ممكن علميا، ولئن لم يتح للعلم ان يمارس فعلا هذا التاجيل بالنسبه الى كائن معقد معين كالانسان، فليس ذلك الا لفارق درجه بين صعوبه هذه الممارسه بالنسبه الى الانسان وصعوبتها بالنسبه الى احياء اخرى. وهذا يعنى ان العلم من الناحيه النظريه وبقدر ما تشير اليه اتجاهاته المتحركه لا يوجد فيه ابدا ما يرفض امكانيه اطاله عمر الانسان، سواء فسرنا الشيخوخه بوصفها نتاج صراع واحتكاك مع موثرات خارجيه او نتاج قانون طبيعى للخليه الحيه نفسها يسير بها نحو الفناء.
ويتلخص من ذلك: ان طول عمر الانسان وبقاءه قرونا متعدده امر ممكن منطقيا وممكن علميا، ولكنه لا يزال غير ممكن عمليا، الا ان اتجاه العلم سائر فى طريق تحقيق هذا الامكان عبر طريق طويل.
وعلى هذا الضوء نتناول عمر المهدى عليه الصلاه والسلام وما احيط به من استفهام او استغراب، ونلاحظ:
انه بعد ان ثبت امكان هذا العمر الطويل منطقيا وعلميا، وثبت ان العلم سائر فى طريق تحويل الامكان النظرى الى امكان عملى تدريجا، لا يبقى للاستغراب محتوى الا استبعاد ان يسبق المهدى العلم نفسه، فيتحول الامكان النظرى الى امكان عملى فى شخصه قبل ان يصل العلم فى تطوره الى مستوى القدره الفعليه على هذا التحويل، فهو نظير من يسبق العلم فى اكتشاف دواء ذات السحايا او دواء السرطان.
واذا كانت المساله هى انه كيف سبق الاسلام - الذى صمم عمر هذا القائد المنتظر - حركه العلم فى مجال هذا التحويل؟ فالجواب : انه ليس ذلك هوالمجال الوحيدالذى سبق فيه الاسلام حركه العلم.
اوليست الشريعه الاسلاميه ككل قد سبقت حركه العلم والتطور الطبيعى للفكر الانسانى قرونا عديده؟((76)) اولم تناد بشعارات طرحت خططا للتطبيق لم ينضج الانسان للتوصل اليها فى حركته المستقله الا بعد مئات السنين؟ اولم تات بتشريعات فى غايه الحكمه، لم يستطع الانسان ان يدرك اسرارها ووجه الحكمه فيها الا قبل برهه وجيزه من الزمن؟ اولم تكشف رساله السماء اسرارا من الكون لم تكن تخطر على بال انسان، ثم جاء العلم ليثبتها ويدعمها؟ فاذا كنا نومن بهذا كله، فلماذا نستكثر على مرسل هذه الرساله - سبحانه وتعالى - ان يسبق العلم فى تصميم عمر المهدى؟((77)) وانا هنا لم اتكلم الا عن مظاهر السبق التى نستطيع ان نحسها نحن بصوره مباشره، ويمكن ان نضيف الى ذلك مظاهر السبق التى تحدثنا بها رساله السماء نفسها.
ومثال ذلك انها تخبرنا بان النبى(ص) قد اسرى به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، وهذا الاسراء((78))اذا اردنا ان نفهمه فى اطار القوانين الطبيعيه، فهو يعبر عن الاستفاده من القوانين الطبيعيه بشكل لم يتح للعلم ان يحققه((79)) الا بعد مئات السنين، فنفس الخبره الربانيه التى اتاحت للرسول(ص) التحرك السريع قبل ان يتاح للعلم تحقيق ذلك، اتاحت لاخر خلفائه المنصوصين العمر المديد، قبل ان يتاح للعلم تحقيق ذلك.
ح- نعم، هذا العمر المديد الذى منحه اللّه تعالى للمنقذ المنتظر يبدو غريبا فى حدود المالوف حتى اليوم فى حياه الناس، وفى ما انجز فعلا من تجارب العلماء.
ولكن! اوليس الدور التغييرى الحاسم الذى اعد له هذا المنقذ غريبا فى حدود المالوف فى حياه الناس، وما مرت بهم من تطورات التاريخ؟ اوليس قد انيط به تغيير العالم، واعاده بنائه الحضارى من جديد على اساس الحق والعدل؟ فلماذا نستغرب اذا اتسم التحضير لهذا الدور الكبير ببعض الظواهر الغريبه والخارجه عن المالوف كطول عمر المنقذ المنتظر؟ فان غرابه هذه الظواهر وخروجها عن المالوف مهما كان شديدا، لا يفوق بحال غرابه نفس الدور العظيم الذى يجب على اليوم الموعود انجازه. فاذا كنا نستسيغ ذلك الدور الفري((80)) تاريخيا على الرغم من انه لا يوجد دور مناظر له فى تاريخ الانسان، فلماذا لا نستسيغ ذلك العمر المديد الذى لا نجد عمرا مناظرا له فى حياتنا المالوفه؟ ولا ادرى! هل هى صدفه ان يقوم شخصان فقط بتفريغ الحضاره الانسانيه من محتواها الفاسد وبنائها من جديد، فيكون لكل منهما عمر مديد يزيد على اعمارنا الاعتياديه اضعافا مضاعفه؟ احدهما مارس دوره فى ماضى البشريه وهو النبى نوح، الذى نص القرآن الكريم ((81))على انه مكث فى قومه الف سنه الا خمسين عاما، وقدر له من خلال الطوفان ان يبنى العالم من جديد.
والاخر يمارس دوره فى مستقبل البشريه وهو المهدى الذى مكث فى قومه حتى الان اكثر من الف عام وسيقدر له فى اليوم الموعود ان يبنى العالم من جديد.
فلماذا نقبل نوح الذى ناهز الف عام على اقل تقدير ولا نقبل المهدى؟
المصدر: ( بحث حول الامام المهدي(سلام الله عليه وعجل الله فرجه) )
لسماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره)
|
توقيع العاديات |
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحاَ(1)فالموريات قدحا(2) فالمغيرات صبحا(3)فأثرن به نقعا(4)فوسطن به جمعا(5)ان الانسان لربه لكنود(6)وانه على ذلك لشهيد(7)وانه لحب الخير لشديد(8)افلا يعلم اذا بعثر مافي القبور(9)وحصل ما في الصدور(10)ان ربهم بهم يومئذ لخبير(11)
صدق الله العلي العظيم
|
|
|
|
|