اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
معنى الإخـلاص
قلنا سابقاً ان حقيقة الإخلاص من أسرار الله تعالى ، أما الإخلاص في اللغة فهو التمحيص والتصفية والتجديد والتخليص ، والإخلاص في الطاعة .
والإخلاص هو ترك الرياء وتجريد النفس عن طلب المنـزلة في قلوب الناس قد استعمل الشارع المقدس بعض المعاني للدلالة على الإخلاص بالمعنى الظاهري بالمطابقة أو الإلتزام ، منها :
1 – الإخلاص ضد الرياء : فهو ترك الرياء
ويشهد لهذا ما ورد عن الإمام الرضا () عن آبائه عن جده أمير المؤمنين () : { الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله جهل إلا ما عُمِلَ به ، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً ، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يُختم له } .
2 – الإخلاص هو التوحيد :
لأن الرياء شرك ، ولأن الإخلاص ضد الرياء ، ولأن الشرك ضد التوحيد ، فينـتج أن الإخـلاص تـوحيد ويـشـير إلى الـمقدمة الاولى ( أن الرياء شرك ) :
وما ورد عن النبي الأكرم ( وسلم) : { إني تخوفت على اُمتي الشرك ، أمْا إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولا حجراً ، ولكنهم يراؤون بأعمالهم } .
3 – الإخلاص هو موافقة ومطابقة السر مع العلن
وهنـا يبتني عـلى الإخـلاص ضد الرياء وهو عدم مطـابقة السر للعلن ، ويشير لهذا ما ورد عن النبي المصطفى () : {سيأتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يُستجاب لهم } .
عن أمير المؤمنين () : { ثلاث عـلامات للمرائـي
1 – ينشط إذا رأى النـاس .
2 – ويكسل إذا كان وحده .
3 – ويحب ان يُحمد في كل أمـوره } .
4 – الإخلاص هو النية والإصابة وخشية الله :
ويشير إلى هذا ما ورد عن الإمام الصادق () في قول الله (عز وجل) ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [6]
قال () : { ليس يعني أكثركم عملاً ، لكن أصوبكم عملاً ، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة .
ثم قال () : الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحداً إلا الله (عز وجل) ،
والنية أفضل من العمل ألا وإن النية هـي العمل ، ثم تلا قـوله تعالى : ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ….﴾ [7] يعني على نيته }.
ما ورد عن الإمام الباقر () : { ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً ، إلا زهّده الله تعالى في الدنيا ، وبصّره داءها ودواءها وأثبت الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه } .
وما ورد عن النبي الأكرم ( وسلم ) : { من أخلص أربعين يوماً فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه } .
5 – الإخلاص هو قبول الأعمال :
وذلك لأن الإخلاص ضد الرياء ، والأخير فساد العمل وعدم قبوله يشير إلى هذا ، وما ورد عن النبي ( وسلم ) : { أن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذا صعد بحسناته ، يقول الله (عز وجل) اجعلوها في سجين أنه ليس إياي أراد به } .
وقال ( وسلم) : { لا يقبل الله عملاً فيه مثقال ذرة من رياء } .
6 – الإخلاص هو التحرر من إغواء الشيطان وأضاليله:
ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى : ﴿ قالَ فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [8] .
7 – الإخـلاص حـب الله :
فالحب هو التجرد والإخلاء عن كل شاغل سوى الله تعالى ، ويشير لهذا ما ورد في الحديث القدسي :
(( يا داود إنك تزعم انك تحبني ، فإن كنت تحبني فأخرج حب الدنيا عن قلبك فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب )).
وعن الإمام الحسين () في دعاء عرفات : { أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك } .
وعن الإمام الصادق (): { حب الله إذا أضاء سر عبد أخلاه عن كل شاغل ، وكل ذكر سوى الله ، …..
والمحب أخلصْ الناس سراً لله ، وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهم عملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً ، تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخر برؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ويعطيهم إذا سألوا بحقه ويدفع عنهم البلايا برحمته ، ولو علم الخلق ما محله عند الله ومنـزله لديه ما تقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه } .
وما ورد عن الإمام الجواد () : { أفضل العبادة الإخلاص }.
9 – الإخلاص هو تـحقير النفس :
ويشير إلى هذا مـا ورد عن النبي الأكرم ( وسلم ) : { يا أبا ذر ، لا يفقه الرجل كل الفقه ، حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها } .