عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
سر اللقاء المهدوي
بتاريخ : 24-Jul-2008 الساعة : 11:53 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بركات الظهور : إن لوجود الإمام الغائب (ع) ظاهرا ً ما بين شيعته وموالية بركات تكوينة تكن منتشرة على بسيطة هذا الوجود فعند مراجعة الشوق لتفسير مطلبه نجده دائما ً ما يوعز اللقاء كمبدأ مهم في أصل مبتناه و تأسيسية , ليترجم رسول الله (ص) تلك الحال إلى نعم إلهية محسوسة متمثلة بوجود الإمام المنتظر (عج) مابين أوساطنا إذ أنه قال: ( والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به و يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن جللها السحاب)[, ليبحث العاشق عن سبل اللقاء قاصداً سلكها , وعن طرق الوصال باغيا ً خوضها , لتكن للنفس حينها قابلة التشرف برؤيا محياه كما هو ديدن بعض العلماء جارية على وفق هذا النمط . ولا نزاع في أصل الفكرة بمرجع الفطرة بوجود الإمام (ع) وأهمية وجوده على نشأة هذا العالم , وإنما لا يعود الخلاف ما بين طوائف الملل والنحل إلا في أصل ولادته وكيفية امتداد نشأته , ولذا كان مهما ً على من أراد التشرف باللقاء لأن يتحلى ببعض الصفات لينال مطلبه وإرادته وسيأتي البيان في إيضاحها :
أولا ً ... الشوق للقاء , ومن قصص العشاق نرى كم هو المفهوم ظاهرا ً متجليا ًَ إلى مصداق واضح على التكوين الخارجي , لتزداد ألم الفرقة وحرارة لوعة الهجران لتتكالب حينها دواعي النفس الهائمة لتحصيل طرق اللقاء وتيسيرها , متفاوتة مابين أعمال عبادية متمثلة بالمواظبة عليها بأربعين أربعاء , في مسجد السهلة أو في المسجد الكائن بجمكران وغيرها من أعمال ,وحينا سال طالب علما استاذه عن طريقة مثلى للتشرف للقاء الصاحب (ع) , فأجاب قائلا ً : ( إذا ماعلمت إنه يراك فأنك ستراه ) , فسأل العارف الشيخ قائلا ً : ( أفهمت) , فقال : ( نعم ) , فقال له العارف : ماذا فهمت ؟! , فقال : فهمت إني متى ماستحظرت وجود الإمام المغيب (ع) مع العلم مني بأنه يراني فسوف أمتثل لأمره , وسأكون ذا قابلية حينها للتشرف للقاء ) .
ثانيا ً ... التوسل إلى الله : بتحقيق معادلة متزنة بتطبيق ما أمر به المولى عز وجل عباده وافترضه فإن المتبع لهذا المسلك سينال ما يرمي إليه وسيحققه إذ أن للانقطاع في التوسل إلى الله أثر أجلى للتشرف باللقاء بعد إجابة المجيب عز وجل للدعاء , إذ ينقل بأن رجل كان يوسم بالجنون في مدينته إذ أنه كان يلاعب الصبية ويمازحهم , ولما علم بخلو المسجد من المصلين ذهب إليه قاصدا ً الصلاة فيه , وكان يوجد في المسجد أحد العلماء فما إن سمع بصوت مقبل من الخارج حتى تخفى ليرى من هو القادم , ولما دخل المجنون في المسجد حتى أخذ يتلفت برأسه يمينا ً ويسارا , ولما علم بخلو المسجد من المصلين أخذ يبكي ويدعو الإله عز وجل بكل انقطاع وحسرة , وحينما فرغ من الصلاة أمسكه العالم طالباً منه تبيان حقيقته , فتظاهر عليه بالجنون , فأصر عليه العالم مقسما ً عليه قائلا ً : ( بحق من جننت لأجله نبأني عن خبرك ) , ولما سمع هذا القسم حتى أستعبر وبكى , وقال : (كنت من الذين يتشرفون بلقاء الإمام المغيب (عج) كثيراً , وكان جماله قد أخذ مأخذه مني عن كل جمال زائل , إلى أن نظرت إلى فتاة بنظرة الريبة فحرمت من اصل الوصال . وكما ينقل أيضا ً على لسان العارف الكبير السيد السبزواري ( قدس ) أنه قال : لما قصدنا الحج وسار بنا ركب الغافلة إلى أن كنا في صميم الطريق انتهى وقود الراحلة ونفدت المؤونة وتعطلت الغافلة , وضج من كان معنا بالبكاء وأنقطع بهم الأمل من الخلاص والإنجاء , فتذكرت حينها أن لصلاة جعفر أثر في دفع الكرب والبلاء وقضاء الحوائج , فامتثلت مصليا ً وما إن فرغت من الصلاة , حتى سمعت صوت أحد الركاب يقول لي : يا سيد تأهب فسننطلق الآن فقد نجينا , فسأله السيد عن مقولته ذي , فقال : جاء رجل فارس , من أحدى الجهات , وقد زودنا بالمؤونة ودلنا على الطريق , وطلب منا إن نبلغك السلام . ولنفهم حينها أهمية مغزى هذه الرواية النقولة عن أبي عبدالله (ع) إذ قال : إِذَا ضَلَلْتَ عَنِ الطَّرِيقِ فَنَادِ يَا صَالِحُ )أَوْ( يَا أَبَا صَالِحٍ أَرْشِدُونَا إِلَى الطَّرِيقِ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ)[3], لتكن له نعم المعين على دفع الكرب وتيسير سبل الخلاص من مساوئ الهلكة .
ثالثا ً ... توثيق العلاقة وتوكيد الصلة : إن لتأصيل العاشق وثيقة العلاقة بينه وبين معشوقه الإمام المهدي (ع) , سبب أبهر لتكوين أسس متينة قوامها القابلية باللقاء , كا لتصدق باسم الإمام (ع) في كل يوم أو بإهداء ثواب الأعمال المخلصة إليه من تلاوة للقرآن ومن صلاة نافلة وما سواها من أعمال بر وخير . إذ وكما يحكى أيضا ً بأن رجلا ً صاحب معارف عليا بطرق حسابية دقيقة قصد بيت السيد حسين بحر العلوم , وكان الناس يسئلونه وكان يجيب عن كافة تساؤلاتهم بكل تحر ودقة , فأخذ السيد بالحديث معه قائلا ً : سأسألك الآن سؤالا ً وستعجز عن الإجابة , فقال له : أسأل , فقال : أين هو مكان الإمام المغيب الآن يا ترى ؟ , فأخذ الرجل بالحساب والبحث وأطال فيه , فقال : أن الذي تقصدونه هو في بيت الشيخ محمد طه النجفي , فأخذوا بالبدار قاصدين بيت الشيخ فانتحى كل منهم مسلك مخالف في الزقاق لقصد التشرف برؤيا الإمام المغيب (عج) ما إذا مر من أحداهن , ولما إن رؤوا رجل أعرابي تركوه ودخلوا على الشيخ ورأوه يبكي , فسألوه عن سبب بكائه , فقال : كنت منقطا ً بالدعاء إلى ربي متوسلا ً بالإمام علي (ع) , لأن يرشدني بالشهادة مقرا ًعلى إنصاف حكمي وعدل قضائي , بإخبار الإمام المهدي (ع) وشهادة منه , ولما كان اليوم حتى دخل علي رجل أعرابي وأخذ بسؤالي عن بعض الأسئلة وكنت أجيب عليه ألا أنه قد استشكل علي بعض الأمور بكل دقة وتحرً فتعجبت من أمره , ولما انتهينا من الكلام ربت على كتفي قائلا ًلي : أنت مرضي عندنا , إلى أن غاب عن ناظري فعلمت أنه الإمام المهدي (ع) )
|