اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
خـشـوع الـصــلاة
الخشوع في الصلاة هو التواضع والتذلل وهو روح الصلاة ومما يتوقف عليه كمالها لأن :
1 – ان الصلاة مناجاة لله تعالى ولا تكون هناك مناجاة والقلب لاهٍ منشغل فإذا كان قلب العبد محجوباً عن الذات المقدسة بحجاب الغفلة فما أبعد هذا عن المقصود بالصلاة التي شـُرِعَتْ لصقل القلب وتجديد ذكر الله تعالى ودوامه .
فـعن الإمام الصادق () : عن آبائه () عن النبي ( وسلم ) بـعد أن صلى صـلاة وجـهـر فيها بالقراءة ……
قال ( وسلم ) : { ما بال أقوام يُتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يُتلى عليهم منه ولا يترك } (أي ولا يدرون ما يُترك) ، هكذا هلكت بنوا إسرائيل حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم ولا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه ) .
2 – ان الصلاة ثناء وحمد وشكر لله تعالى لأن من أجزاء الصلاة القراءة والذكر والدعاء ، فإذا كان القلب محجوباً عن الله بحجاب الغفلة فلا يرى الله ولا يشاهده ، فلا دعاء ولا ثناء ولا حمد فلا صلاة بل مجرد تحريك لسان بحكم العادة فـعن النبي المصطفى ( وسلم ) : {بالصلاة يبلغ العبد إلى الدرجة العليا ، لأَنَّ الصَّلاةَ تـَسْبِيحٌ وَتـَهْلِيلٌ وَتـَحْمِيدٌ وَتـَكْبِيرٌ وَتـَمْجِيدٌ وَتـَقْدِيسٌ وقولٌ وَدَعْوَةٌ} .
3- الوقوف في الصلاة بأدب والركوع والسجود وغيرها من أفعال الصلاة وأجزائها يقصد بها التعظيم والتمجيد للمولى جلت عظمته ، فمع عدم الخشوع للجوارح أو مع غفلت القلب عن الله تعالى ، فلا وجود للتعظيم ولمْ يبقَ إلا مجرد حركات وسكنات مجردة ، وقد أشار المولى لتلك المعاني كما ورد عن النبي الأكرم ( وسلم )
( من حبس نفسه في صلاة الفريضة فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها ، ثم مجد الله عز وجل وعظمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما ، كتب الله له كأجر الحاج المعتمر وكان من أهل عليين )
عن النبي ( وسلم ) : ( ولا صلاة لمن لا يتم ركوعها وسجودها ) وعن الإمام الصادق () : ( اعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود إذا كنتم في الصلاة ) .
4 – الصلاة وسيلة تربوية شرعية لتربية الشخصية من خلال استحضار الحقائق الربانية ، بعد الإقرار بالعبودية واستحضار أن الله هو الخالق والمربي والمحيي والمميت والرازق والمنعم في الدنيا والآخرة ، وكذلك التربية من خلال إقرار المصلي على نفسه بالعبودية الصالحة للمولى المطلق ( جل جلاله ) والإقرار بعدم الخضوع والإنقياد لإبليس والنفس والهوى ولا لأي شيء من مغريات الدنيا ، ومن الواضح ان الغفلة عن تلك المعاني وعدم استحضارها لا يحقق التربية الإسلامية الصالحة المرجوة من تشريع الصلاة إقامتها فالواجب علينا الحفاظ على الصلاة وقبولها وذلك بالحفاظ على روحها وشروط كمالها من خلال تحقيق الخشوع في الصلاة ، وقد أشار الإسلام إلى الترغيب في صلاة الخاشعين والحث والتأكيد عليها ومدح حضور القلب والإقبال في الصلاة ، وكذلك أشار إلى ذم الغفلة والتفكر فـي أمور الدنيا والوساوس الشيطانية ، وبعبارة أخرى يُقال ان لا يحضر في القلب إلا ما يهتم به الإنسان ، فإذا كان همك الدنيا وزينتها وما يرتبط بها ، كان قلبك مشغولاً بها دائماً سواء في الصلاة أم في غيرها ، بالتأكيد فإن إبليس وأتباعه يزدادون همة ً وسعياً في غواية الإنسان أثناء عباداته وفي الصلاة مسألة واضحة جداً ، ولعلاج ذلك نذكر بعض الأمور :-
الأول :- الإطلاع مع التفكر وأخذ العضة والعبرة مما ورد عن أهل البيت () في وصف الدنيا وانها دار إختبار وفناء وأن الآخرة هي دار القرار والدوام ، والصلاة هي المنهاج والهدى والإيمان ونور المعرفة ، وقبول الأعمال ، وزاد للمؤمن من الدنيا إلى الآخرة فينبغي الإتيان بالصلاة التامة المقبولة فتكون نجاة للبدن من النار وجوازاً على الصراط ومفتاحاً للجنة .
1 - عن أمير المؤمنين () : ( طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشتغلْ قلبه بما تراه عيناه ، ولمْ ينسَ ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أُعطي غيره ) .
2 - عن أمير المؤمنين ( ) : ( تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها ، وأستكثروا منها و تقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً …….. وإنها لتحتّ الذنوب حتّ الورق ….. وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ، و لا قرة عين من ولد ، ولا مال ، يقول الله سبحانه
2 - عن النبي (( وسلم)) ( لا ينظر الله إلى صلاة لا يحضر الرجل فيها قلبه مع بدنه ) .
3 - روي عن النبي الأكرم (( وسلم)) رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته فقال (( وسلم)) : ( أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ) .
الثالث : الاطلاع على ما ورد من المولى في الترغيب والحث على الصلاة الخاشعين ومدح اصحابها ومن ذلك
1- عن بعض ازواج الرسول (( وسلم)) : { كان النبي ( وسلم) يحدثنا ونحدثه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه } .
2- روي عن أمير المؤمنين (( )) إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون فقيل له ما لكَ يا أمير المؤمنين ؟
فيقول ( ): { جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والارض والجبال فأبينَّ أن يحملنها وأشفقنَّ منها وحملها الإنسان } .
3- روي { انه وقع نصل في رجل أمير المؤمنين ( ) فلم يمكن أحد من إخراجه ، وقالت فاطمة ( ) : أخرجوه في حالة صلاته فإنه لا يحس حينئذ ما يجري عليه ، فأُخرِجَ وهو في صلاته فلم يحس به أصلاً ) .
4- عن النبي ( وسلم ) : { من صلى ركعتين لم يحدث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غفر له ما تقدم من ذنبه } .
5- عن أمير المؤمنين ( ) : { طوبى لمن اخلص الله العبادة والدعاء ولم يشتغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينسَ ذكر الله وما تسمع اذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره } .
6 - عن الإمام الصادق() : { لا يجتمع الرغبة والرهبة في قلب وإلا وجبت له الجنة ، وإذا صليت فأقبل بقلبك على الله (عز وجل) فإن ليس من عبدٍ مؤمن يقبل بقلبه على الله (عز وجل ) في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين وأيده مع مودتهم إياه بالجنة } .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تسلم عزيزي على السطور المضيئة.
لو تسمح لي بإضافة:
قوله تعالى ﴿ فَـوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُـمْ عَـنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾.
إذا فسرنا الصلاة بالولاية باطنا.
يعني: الويل لمن هم ساه عن الولاية وهمه حطام الدنيا ، فلا يعرف من الدين إلا اسمه ورسمه فقط.
ولهذا ورد عن مولانا الآية الكبرى :
(من كان ظاهره في ولايتي أكبر من باطنه خفت موازينه).
شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.