اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
سهمك أخضر
أحضرها إلى بلاده، بعد عدة محاولات فاشلة. وعقبة كئود - ومفازة مهلكة، كادت أن تتبخر معها آماله.
كان يرى فيها زوجته السابقة، المضحية المتفانية. لبؤة جسور ترمي بنفسها في المهالك، بحثا عن فريسة. ثم تضعها بين يديه ليأكل منها، قبلها وقبل أبنائها. فهي تقدم هواه على هواها، ورغبته على رغبتها.
ولكن هذه ترى فيه سهم استثماري جيد، مؤشره في ارتفاع مستمر، ودربه دائم الاخضرار. أمان وضمان لحياتها، وفرصة للعيش الرغيد لا تعوض لعشيرتها. ذئبة دخيلة خبيثة، ليس بينها وبينه قرابة نسبيه، ولا علاقة اجتماعيه.
تجلت لها حقيقته، مع انسلاخ الظلمة وخروج النهار، وذهاب الليل وانبلاج النور. فقد رفض مساعدة أهلها ماديا، وامتنع عن استئجار خادمة لها. متعللا أن وجودها ما هو إلا لخدمته!
متناسيا أنها زوجة جديدة، ومتغافلا عن تغير العرف الاجتماعي السائد حولهما. وأنها ليست مجرد خادمة تقوم على خدمته دون مقابل.
بقي معتقدا أنها سوف تتحمله، كما صبرت عليه زوجته المغفور لها وأم أولاده. التي كانت حمما وبراكين خامدة، وجوفها يغلي كغلي الحميم. بسبب سوء معاملته، وشح ذات يده.
ذلك هو نهج أمهاتنا وجداتنا الأوائل، ترى نفسها في حياة زوجها. وتتحمل الضيم والهوان، من اجل الحفاظ على بيتها وأطفالها.
لكن هذه مطالبها مبيتة، وأولوياتها مرسومة سلفا. وليست مستعدة، للمجازفة من اجل صفقة خاسرة.
احتدم النزاع والصراع بينهما. فهو بخيل يعد الهللات، حتى على الملبس والمأكل. وهي ترى فيه بئر من ذهب، يتوجب عليها استخراجه.
بعد مرور شهور قليلة، طفح بها الكيل فطلبت الطلاق، واستعدت للعودة إلى وطنها.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية