واجبنا في هذه الأزمة : " مقاطعة البضائع الأمريكية " !! المقاطعةنضال مستمر
بتاريخ : 05-Aug-2008 الساعة : 05:27 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
واجبنا في هذه الأزمة : " مقاطعة البضائع الأمريكية " !!
في ظل الحصار الخانق الذي يهدد القطاع ويتسلى بمعاناة أهله فيقرر في لحظةٍ قطع الكهرباء ويعيدها للحظة أخرى , ليمضي على هذه الحال حتى يستنزف الصمود الفلسطيني و يُعذِّب الشعب ويدوس مشاعره وصرخاته ..
وفي ظل هذا الصمت العربي الرسمي عن الوقوف بجدية لنصرة قطاع غزة وفتح المعابر التي تربطها مع العالم الآخر , ولخوف بعض علمائنا من الوقوف في وجه السلطان الجائر ؛ فإننا كشعوب عربية وإسلامية , وجب علينا أن نقول كلمتنا ونكُفَّ عن إلقاء كرة اللوم والذنب على غيرنا من حكام وعلماء " وإن كان كثيرٌ منهم آثمون " !
في البداية وبما أن إسرائيل تستمد قوتها و سلاحها من الدعم الأمريكي , فإنه واجــب علينا مقاطعة البضائع الأمريكية , ومن يشقُّ عليه هذا ؛ فليحضِّر إجابة لله وليحفظها حتى لا ينساها من هول الموقف , وليعتذر من الله وخلقه الذين يتجرَّعون الموت في الأراضي المحتلة بسلاحٍ هو يشارك في ثمنه !!
لتبيان المواد التي وجب علينا مقاطعتها ؛ فإنني سأضيف رابطا لحملة سابقة كُنَّا قد أنشأناها على بساط شبكة فلسطين للحوار , ونرجو من الله أن نعيد العمل بها ...
استمرار المقاطعة "أون لاين" و"أوف لاين" أمر لا ينال منه ما رأته أعين العالم المفقوءة في بغداد، فالعقلاء في العالم أجمع يعرفون أن ما يحدث هناك هو "احتلال لا تحرير".
فما زالت المقاطعة سلاحا إيجابيا في يد المضارين من سياسات أمريكا الإمبريالية، وما أكثرهم، وهذا ما اتخذته المجموعات الإلكترونية هدفًا لها. عدد من الأفراد يختلفون في عدة عوامل، وقد لا يعرف بعضهم البعض، ولكنهم أرادوا أن يثبتوا لأنفسهم أنهم قادرون على الفعل الإيجابي. تلتقي هذه المجموعات عبر الإنترنت لنشر فكرة المقاطعة في إطار الحملة العالمية للمقاطعة والتي يستخدم فيها الإنترنت كوسيلة إعلامية عابرة للقارات، وفي إطار رغبتنا في تطوير حركة المقاطعة لجعلها أكثر إيجابية نتناول تلك المجموعات بالتحليل.
المجموعات تُقاطع أون لاين
فنجد مجموعة mukate3.yahoogroups.com أو"مقاطع" والتي كان شعارها: "لتفعيل وتنمية المقاطعة للبضائع والمصالح الإسرائيلية الأمريكية" مثالاً واضحًا على أهدافها، فجاءت معظم الرسائل لتبرز فكرة المقاطعة وكيفية تطويرها ومدى جدواها. فبعض الرسائل ركزت على مفهوم المقاطعة وتصحيحه لدى البعض، خاصة وأن حركة المقاطعة كثيرًا ما تجد إحباطات ودعاوى بعدم جدواها، وأنها لن تؤثر في القرار الاقتصاد الأمريكي الإسرائيلي أو حتى على القرار السياسي؛ وذلك لانتشار المفهوم الأحادي للمقاطعة وهو ما يتمثل في الامتناع عن شراء المنتجات الأمريكية والصهيونية لإلحاق الضرر أو إضعاف الاقتصاد أو الضغط على القرار السياسي وهذا مفهوم قاصر، فالمقاطعة يمكن أن تكون عملاً سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو ثقافيًّا أو دينيًّا. فعلى سبيل المثال يمكن استخدام المقاطعة في العمل الاقتصادي ليس فقط في أحوال الحروب وإنما في أحوال السلم أيضًا، ويكون الهدف من هذا العمل حماية المنتجات الوطنية بهدف تقوية الاقتصاد وقد طبقته الصين واليابان.
أما في العمل السياسي فغالبًا ما يتم ضمن العقوبات الاقتصادية لمنع التعامل مع دولة ما أو مؤسسات أو أفراد أو تابعين لها بهدف ردع الدولة المعتدية أو الخارجة عن الشرعية الدولية.
وفي العمل الثقافي تتم المقاطعة باعتبارها إعلانًا للرفض والاندماج في نمط حياة معين بهدف الحفاظ على الخصوصية والهوية.
وفي العمل الديني تكون المقاطعة هنا لونًا من ألوان الجهاد لتحقيق معانٍ دينية بهدف تحصيل الثواب وإعلان الانتماء للأمة الإسلامية والاهتمام بقضاياها. إذن المقاطعة هي وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس السلمية أو إعلان الرفض والضغط لتحقيق هدف ما.
كما أن للمقاطعة عامل نفسي إيجابي في إصلاح النفس والتعبير عن الغضب بأفعال إيجابية فاعلة بدلاً من الممارسات العنيفة والسلوكيات المزرية من الصراخ والسب واللعن.
كما أنها تحدٍّ من النزعة الاستهلاكية، وهنا يأتي دور المقاطعة الثقافية؛ إذ إن هذه النزعة أحدثت في المجتمع العربي فيما أسماه البعض العولمة الثقافية حتى في لباسنا وطعامنا.
إلا أنه يجب على المثقفين المقاطعة بوعي حتى لا يصل الأمر إلى تجهيل الآخرين.
وإذا تحدثنا عن المكاسب الاقتصادية فهي تساهم في خلق ظروف ملائمة للابتكار والبحث عن بدائل جديدة وتحريك العقل المسلم للاعتماد على الذات، كما أنها تسهم في إلغاء المنافسة غير المتكافئة مع البضائع الأجنبية في ظل ظروف العولمة واتفاقية الجات والتي تخشى منها الكثير من دول العالم الثالث.
كما أن للمقاطعة دورًا فعَّالاً في الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي، فإذا كانت الحكومات تقمع المتظاهرين وقد تعتقل بعضهم، فكيف ستمنع أو توجه المواطن لشراء سلعة ما؟ مما يعمل على استعادة ولاية الأمة على نفسها، فالشعوب هي التي تأخذ القرار وبيديها تستطيع أن تطبقه فلا مكان لحاكم جائر أو متسلط يفرض على الشعوب ما ترفضه.
كما اهتم الأعضاء برصد أخبار تطورات المقاطعة في الصحف والمواقع العربية مثل (ميدل إيست أون لاين، القدس العربية، السبيل الأردنية، الحياة،... إلخ).
ونقلاً عن ميدل إيست أون لاين جاءت إحدى الرسائل لتركز على المحاولات التي يشهدها العالم الإسلامي لإيجاد بدائل إسلامية للمنتجات الأمريكية مثل مشروب "زمزم كولا" الإيراني و"مكة كولا" الذي لقي رواجًا واسعًا في فرنسا.
كما كان للمواهب حضور إذ شارك بعض الأعضاء برسوم كاريكاتيرية وكتابة الشعر عن المقاطعة والتي تعبر بأسلوب حماسي عن أفكار أصحابها.
إن ما ترمي إليه تلك المجموعة نابع من إيمان صادق بالقضية العربية، فلا مكان بينهم للانفعال والعواطف المبالغ فيها، بل بالعقل ومعرفة مجريات الأمور تسير السفن وتستمر المقاطعة كسلاح سلمي في يد الشعوب.
صرخة عدل
أما مجموعة boycott_american_products.yahoogroups.com أو "مقاطعة المنتجات الأمريكية" فوصفت نفسها بصرخة العدل من أجل المضطهدين من السياسة الأمريكية وخاصة الفلسطينيين، كما انضم إليهم مؤخرًا العراقيين، فما زال دم الشهداء العراقيين في رقبة الأمريكان وذيولهم، وما زالت ذاكرة الأطفال تحمل صور دماء آبائهم وتحشد الغيظ لمن حرموهم الأمن والعلاج والغذاء، فخاب من ظن أن الحرب قد انتهت، ومن يعلم من ستدور عليه الدائرة.
وبدت هذه المجموعة وكأنها تمثل صوت المعارضة الأمريكية فقد اهتمت بإظهار الآراء المعارضة للحرب ضد العراق وخاصة من الجانب الأمريكي.
ففي خطاب وجهته شارلوت الدربون إلى الرئيس الأمريكي بوش في مقاطعة "أروستوك Aroostook" يوم 15 فبراير 2003 حينما سارت الملايين في شوارع العالم احتجاجًا على الحرب ضد العراق، وقفت لتقول وهي بنت في الثانية عشرة من عمرها: "إن هناك 12 مليون طفل في مثل عمرها من العراقيين ربما يكونون أكبر أو أصغر، هؤلاء هم من يجب أن نفكر فيهم، فقد أُقتل مثلهم بالقنابل الذكية أو أموت من الألم وأنا في حاجة لعلاج يساوي 25 دولارًا، أو قد أحطم نفسيًّا مثل الذي قتل أبوه في العراق عام 1991 وهو في عمر 3 سنوات، فما زال يزور قبر أبيه ويحدثه ويستجديه أن يرجع إلى الحياة، فقد ذهب للرجال الذين وضعوه في هذا المكان كل هذا بسبب عقوباتك (يا بوش) ماذا فعل هؤلاء الأطفال ليقتلوا ويدمروا بهذا العنف؟ وتختم خطابها قائلة: (لا للدم، لا للحرب، من فضلكم السلام)".
ولم تكتفِ المجموعة بإظهار الجانب العاطفي، فقد عرضت لكُتاب ومؤلفين أمريكيين تدارسوا الأمر بشيء من العقل. ففي مقال تناقله أعضاء المجموعة نشر في (لوس أنجلوس تايمز) كتب آرثر شليسنجر جرArthur Schlenger jr - وهو مؤرخ ومؤلف كما عمل مساعدا خاصا للرئيس جون كيندي- تحت عنوان (نحن الأمريكان نعيش في الخزي والعار) حيث قال: إن الحرب على العراق غير مبررة، وإن نسبة ضئيلة من الأمريكان غير المثقفين هم الذين يعتقدون أن صدام حسين له علاقة بأحداث 11 سبتمبر، مما جعل العالم يتعاطف مع صدام حسين ضد بوش، فقد يكون نظام صدام ديكتاتوريًّا، ولكنه لم يشترك في الهجوم على أمريكا لكي يعاقب الشعب العراقي بأكمله، حتى إن بعض الدول وصفت بوش بأنه أصبح يشكل خطرًا على السلام أكثر من صدام.
ومما يثير الاستفزاز أنه أصبح معلنًا وبكل بجاحة أن إسرائيل هي الابنة المدللة لدى الإدارة الأمريكية، مما جعل Justin Raimondo (جوستين رياموندو) -المدير التحريري لموقع www.antiwar.com – يكتب في مقال له نشر على الموقع أنه يبدو أن الحرب لم تنته طالما أنها قامت من أجل المصالح الإسرائيلية وأمنها - وهو ما أعلنه كولن باول في أحد تصريحاته - وليس من أجل حماية أمريكا من الإرهاب أو العالم من الدمار (فالعراق كانت البداية وستجر وراءها ما تكرهه إسرائيل).
هذا مما حمّس هذه المجموعة لدعوة أعضائها لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، ووجهت حملة قام بها موقع www.motherearth.com إلى أعضائها بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك الشركات التي دعمت الحرب ماليًّا، واستخدام قوتهم الشرائية للضغط على هذه الشركات لتوقف إمداداتها، كذلك وجهت الدعوة إلى العاملين بتلك الشركات للضغط على هذه الشركات لتغيير موقفها مثل (إسو، مارلبورو، موبيل، كوكاكولا، الخطوط الجوية والبحرية الأمريكية،...)، كما أشارت إلى الشركات التي لها تعاملات اقتصادية مع إسرائيل مثل (جنرال موتورز، جونسون آند جونسون، أنتل،...).
ومن الطريف أن البدائل المقترحة في حملة المقاطعة كان هدفها الأول الاعتناء بصحة الإنسان؛ فلماذا تدخن منتجات مارلبورو؟! فمن الأولى أن تقاطع عادة التدخين لأن التدخين ضار جدا بالصحة، ولماذا تستخدم سيارتك؟ فيمكنك استخدام وسيلة أخرى مما يجعلك تساهم في انخفاض نسبة التلوث أو تستخدم الدراجة أو تسير على قدميك؛ فهذا سلوك صحي جيد.
كما أشارت المجموعة إلى عدة مواقع ذات جنسيات مختلفة والتي لها موقف واضح ضد الحرب وضد بوش مثل:
www.mfso.org وهو موقع أمريكي يمثل صوت أهالي الجنود المشتركين بالحرب
وبهذا استطاعت مجموعة مقاطعة المنتجات الأمريكية التعبير عن رأيها بشيء من التعاطف مع القضايا العربية.
لا تشتر أمريكيًّا
ولأن مجموعة dontbuyusa.yahoogroups.com أو (لا تشتر أمريكيًّا) قد أسستها لجنة العلماء العالمية لنصرة القدس ومقاطعة البضائع الأمريكية والتي تضم علماء مسلمين، فمن الطبيعي أن يغلب عليها الدافع الديني للمقاطعة.
فقد اهتمت المجموعة بتغطية أخبار المؤتمرات الإسلامية مثل مؤتمر دعم الانتفاضة في إيران، حيث جاءت توصياته كالتالي:
مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير جميع الأراضي المحتلة، كما دعا الدول الإسلامية والعربية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، ووقف مسيرة التطبيع معها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس، كما انتقد المشاركون بشدة الولايات المتحدة لدعمها السياسي والعسكري والاقتصادي لإسرائيل، وطلبوا من الدول الإسلامية والعربية مقاطعة المنتجات الأمريكية، كما حث المؤتمر على إنشاء صناديق شعبية وجمع المساعدات عبر الطرق غير الحكومية.
وتطبيقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان".
وجهت هذه المجموعة عدة بيانات إلى الحكومات والحكام في الدول الإسلامية والعربية، وكذلك إلى المؤسسات التجارية وأبناء الأمة الإسلامية بوجه عام تحثهم فيها على نصرة إخوانهم في الدين، فهو واجب عقلي وشرعي وإنساني.
وأكبر سلاح تمتلكه الشعوب الإسلامية الآن هو سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، لا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية شنّت حربًا جائرة على العراق، كما أنها ما زالت تواصل دعمها المطلق للكيان الصهيوني. وهجرة هذه البضائع الأمريكية والإسرائيلية يُعَدّ معنى ساميًا من معاني الهجرة إلى الله ورسوله.
وعود على بدء، فإن ما تمر به الأمة الآن من محن قد فجّر من الإيجابيات ما لا يجب إغفاله، بل علينا أن نُصِرّ على استمراره، فهذه المجموعات هي مثال على الملايين الساخطة على السياسات الأمريكية الإسرائيلية، والتي استطاعت من خلال الإنترنت أن تسجل اعتراضها بالقول والفعل وإصرارها على استمرار حركة المقاطعة إلى أن يظهر الحق