اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي أخواتي الكرام احببت أن اسلط الضوء على شخصية البهلول رضوان الله تعالى
عليه . الكثير من الناس يسمعون بهذا الاسم ولا يعرفون هل هو شخصية حقيقية أو لا
والبعض الآخر يعرف انها شخصية حقيقية ولكن صاحبها مجنون .
والحقيقة هي : البهلول .. هذا الرجل العظيم .
اسمه : وهب بن عمرو ، والبهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها ،
فقد كان جميلاً فكهًا .
كان البهلول يتصف بصفتين :
الأولى : موقعه العلمي والاجتماعي
الثانية : قرابته من هارون الرشيد
وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعمّاله ، حتى أنه
كان يدخل عليه في أي وقتٍ شاء ويتكلم بما يريد ، فكان مصداقًا للقول المعروف:
" المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه "
وإليكم قصته مع التظاهر بالجنون ...
كان الخليفة العباسي - هارون الرشيد - حريصًا كل الحرص على الملك العضوض بحيث
كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفيه وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر .
وكان محبوب قلوب المؤمنين آنذاك الإمام موسى الكاظم على رأس هؤلاء
المخالفين ، حيث كان يشكل خطرًا كبيرًا على هارون الرشيد .. حاول الرشيد جاهدًا في
كسب تأييد علماء المسلمين المبرّزين وإقناعهم بالإفتاء بخروج موسى الكاظم عليه
السلام ومروقه عن الدين ، وبذلك كان يمهد أرضية المواجهة مع الإمام ولما كان
البهلول من علماء ذلك الوقت أراد هارون الرشيد اجباره على التوقيع في ورقة أصدر
فيها أمره بقتل الإمام الكاظم ذهب البهلول إلى الإمام وأخبره بذلك وطلب
منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة ، فأمره الإمام أن يتظاهر بالجنون
ليكون في أمان من سطوة هارون تظاهر البهلول بالجنون ، وكان بهذه الذريعة يهزأ
ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية والمزاح .
.........................
وإليكم طرفة وعبرة من قصص البهلول ...
أتى البهلول يوماً إلى قصر هارون فرأى المسند والمتكأ الذي هو مكان هارون خالياً،
وما رأى هارون، فجلس في مكانه لحظة، فرأته الخدمة الخاصة، فضربوه وسحبوه عن
مكان الخليفة.
فلما خرج هارون من داخل قصره رأى البهلول جالساً يبكي، فسأل الخدم...
فقالوا: جلس في مكانك فضربناه وسحبناه.
فزجرهم ونهرهم، وقال له: لا تبك.
فقال: يا هارون لا أبكي على حالي ولكن أبكي على حالك، أنا جلست في مكانك هذا
لحظة واحدة فحصل لي هذا الضرب الشديد، وأنت جالس في هذا المكان طول عمرك
فكيف يكون حالك؟
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
تُشكر أخي الكريم على اللفتة الطبية عن هذا الرجل الصالح ، و ما عرفتُ عنه إلا كل خير
ولكن .. بالنسبة لقصة تظاهره بالجنون قرأت قصة أخرى لا أذكر تفاصيلها سأنقلها لكم في وقت لاحق ..
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال صاحب الروضات : روي أن هارون الرشيد أراد أن يولي أحدا قضاء بغداد فشاور أصحابه فقالوا : لا يصلح لذلك إلا بهلول .
فاستدعاه وقال : أيها الشيخ الفقيه أعنا على عملنا هذا .
قال : بأي شيء أعينك ؟
قال : بعمل القضاء .
قال : أنا لا أصلح لذلك .
قال : أطبق أهل بغداد على أنك صالح لهذا العمل .
فقال : سبحان الله إني أعرف بنفسي منهم ، ثم أني في إخباري عن نفسي بأني لا أصلح للقضاء لا يخلو أمري من وجهين : إما أن أكون صادقا فهو ما أقول ، وإن كنت كاذباً فالكاذب لا يصلح لهذا العمل .
فألحوا عليه وشددوا عليه ، وقالوا : لا ندعك أو تقبل هذا العمل .
قال : إن كان ولا بد فأمهلوني الليلة حتى أفكر في أمري ، فأمهلوه .
فخرج من عندهم فلما أصبح في اليوم الثاني تجانن ، وركب قصبة ، ودخل السوق وكان يقول : طرقوا خلوا الطريق لأبطأكم فرسي .
فقال الناس : جن بهلول .
فقيل لهارون الرشيد فقال : ما جن ولكن فر بدينه منا .
وبقي على ذلك إلى أن مات وكان من عقلاء المجانين _ رحمه الله _