اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلي على محمد وال محمد
الامام زيد بن علي شخصية اسلامية فذه نتكلم عنه في سطور قليله او نقطة في بحر هذه الشخصيات نسأل الله ان يرزقنا شفاعة محمد وال محمد عليه و عليهم افضل الصلاة و التسليم
نسبه الشريف
الإمام زيد الشهيد بن علي زين العابدين ابن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب ناصر رسول رب العالمين عليه وعلى آبائه السلام
ولادته
وُلد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ) بالمدينة المنوّرة ، بعد طلوع الفجر سنة ست وستين ، أو سبع وستين من الهجرة
.صفاته :
كان تام الخلق ، طويل القامة ، جميل المنظر ، أبيض اللون ، وسيم الوجه ، واسع العينَين ، مقرون الحاجبيَن ، كَثُّ اللحية ، عريض الصدر ، بعيدُ ما بين المنكبين ، دقيق المسربة ، واسع الجبهة ، أقنى الأنف ، أسود الرأس واللحية ، إلاّ أنّ الشيب خالط عارضَيه .
وكان الوابشي يقول : إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه .
علمه ومناظراته :
نشأ في حجر أبيه الإمام السجاد ( ) ، وتخرّج على يده وعلى يد الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام ، فأفحم العلماء وأكابر المناظرين من سائر الملل والأديان .
وكان عنده ما تحمله آباؤه الهداة من سرعة الجواب والوضوح في البيان ، ممزوجاً ببراعة في الخطاب ، فبلغ من ذلك كلّه مقاماً لم يترك لأحدٍ مُلتحَداً عن الإذعان له وبالنبوغ ، حتّى أنّك تجد المتنكبين عن خطّة آبائه ( ) لم تدع لهم الحقيقة من ندحة عن الاعتراف بفضله الظاهر .
فهذا أبو حنيفة يقول : شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله ، فما رأيت في زمانه أفقَه منه ولا أسرع جواباً ولا أبيَن قولاً .
وممّن عثرنا على كلامه من أصحابنا الإمامية كأبي إسحاق السبيعي ، والأعمش ، والشيخ المفيد ، وميرزا عبد الله ، المعروف بالأفندي ، وكذلك أبو الحسن العمري ، والسيّد علي خان ، والحر العاملي ، والمحدّث النوري وجدناه مصرّحاً بفضله في العلم وتبصُّره بالمناظرات .
وحدّث خالد بن صفوان قال : أتينا زيد بن علي ( ) وهو يومئذ بالرصافة ، فدخلنا عليه في نفر من أهل الشام وعلمائهم ، وجاءوا برجل قد انقاد له أهل الشام في البلاغة والنظر في الحجج ، وكلَّمنا زيدَ بن علي ( ) في الجماعة وقلنا : إنّ الله مع الجماعة ، وإنّ أهل الجماعة حجّة الله على خلقه ، وإن أهل القِلّة هم أهل البدع والضلالة .
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمّد وآله ، وتكلّم بكلام ما سمعتُ قرشياً ولا عربياً أبلغَ موعظةً ، ولا أظهر حُجّةً ، ولا أفصح لهجة منه .
ثمّ أخرج كتاباً قاله في الجماعة والقِلة ذكر فيه مِن كتاب الله ما يذم الكثير ويمدح القلّة ، وأنّ القليل في الطاعة هم أهل الجماعة ، والكثير في المعصية هم أهل البدع ، فأُفحم الشاميُّ وانخذل الشاميون فما أجابوا بقليل ولا كثير ، وخرجوا من عنده صاغرين منكِّسين رؤوسهم حياء وخجلاً .
ثمّ أقبلوا على صاحبهم يعذلونه ويقولون : زعمتَ أنّك لا تدع له حُجةً إلاّ رددتَها وكسرتها ، حتّى إذا تكلّم خرست ، فما تنطق بقليل ولا بكثير .
فقال : وَيلَكم ، كيف أكلّم رجلاً حاججني بكتاب الله ، أفأستطيع أن أرد كلام الله تعالى ؟! فكان خالد بن صفّوان يقول بعد ذلك : ما رأيت رجلاً في الدنيا قرشياً ولا عربياً يزيد في العقل والحجج على زيد بن علي ( ) .
زهده وعبادته :
كان زيد بن علي ( ) يصلّي الفريضة ، ثمّ يصلّي ما شاء الله ، ثمّ يقوم على قدمَيه يدعو الله إلى الفجر يتضرّع له ، ويبكي بدموعٍ جارية حتّى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر قام وصلّى الفريضة ، ثمّ جلس للتعقيب إلى أن يتعالى النهار .
ثمّ يقوم في حاجته ساعة ، فإذا كان قرب الزوال قعد في مُصَلاَّه سبح الله ومجدّه إلى وقت الصلاة ، وقام فصلّى الأولى وجلس هنيئة ، وصلّى العصر وقعد في تعقيبه ساعة ، ثمّ سجد سجدة ، فإذا غابت الشمس صلّى المغرب والعتمة ، وكان يصوم في السنة ثلاثة أشهر .
خُطبه :
كان زيد معروفاً بفصاحة المنطق وجزالة القول ، والسرعة في الجواب وحسن المحاضرة ، والوضوح في البيان والإيجاز في تأدية المعاني على أبلغ وجه .
وكان كلامه يشبه كلام جدّه علي بن أبي طالب ( ) بلاغةً وفصاحة ، فلا بِدعَ إِذاً إن عَدَّهُ الجاحظ من خطباء بني هاشم ، ووصفه أبو إسحاق السبيعي والأعمش بأنّه أفصح أهل بيته لِساناً ، وأكثرهم بياناً .
ويشهد له أنّ هشام بن عبد الملك لم يزل منذ دخل زيد الكوفة يبعث الكتاب أثر الكتاب إلى عامل العراق ، يأمره بإخراج زيد من الكوفة ، ومنع الناس من حضور مجلسه ، لأنّه الجذّاب للقلوب بعِلمه الجم وبيانه السهل ، وأنّ له لساناً أقطع من السيف ، وأبلغ من السحر والكهانة .