اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجاب والعلمانية
سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الحسني(دام ظله)
بعد إصدار القرار الصليبي الكافر من الرئيس الفرنسي والذي مفاده منع لبس الحجاب الشرعي على النسوة العاملات وبعد تأييد أئمة الضلال ورموز الكفر إمام جامع الأزهر هل يصح لنا التعامل(بيع وشراء) المواد الفرنسية من مأكولات واشربة وملابس وغيرها باعتبارها دولة معادية للدين الإسلامي وأيضاً المواد المصرية باعتبارها مناصرة لها؟ أفتونا مأجورين
بسمه تعالى:
يمكن الالتفات في هذا المقام إلى عدة أمور:
أولاً: إن قرار منع الحجاب يكشف زيف وكذب الشعارات التي رفعها ويرفعها الغرب الكافر، فمثل هذا القرار فيه مصادرة واضحة وصريحة لحرية الفرد الشخصية وللحرية الفكرية وحرية المعتقد، وهذا إعلان للدكتاتورية والتسلط العلماني الغربي الصليبي.
ثانياً: أهنيء المسلمين والمسلمات خصوصا النساء المحجبات وبصورة أخص النساء المحجبات في بلاد الغرب، على النصر العظيم الذي يكشف فشل المخططات الصهيونية الصليبية الكافرة في تهديم الإسلام والقضاء عليه وعلى المسلمين عن طريق نشر الفساد والإباحية في صفوف المسلمين بصورة عامة والنساء بالخصوص فكرّسوا كل ما عندهم من أفكار ومفكرين وكتّاب ووسائل إعلام مقروءة ومسموعة ومرئية وسلطوا العملاء الضالين على رقاب المسلمين وصُرفت الأموال والأموال لكن يأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره، ففشلت مخططاتهم ليس فقط في البلدان الإسلامية بل أنتقل الفكر الإسلامي الرسالي والحجاب الإسلامي إلى بلدانهم وأصبح يهز مضاجعهم فليس أمامهم إلا الأسلوب الوحشي الدكتاتوري باستعمال القوة بوسائلها المختلفة.
ثالثاً: إذا كان ادعاؤهم(الكاذب) أن العلمانية أقيمت على أساس فصل الدين عن السياسة وأنهم يريدون منع كل ما يشير الدين ويميزه سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، فأننا نكشف كذبهم وخداعهم ونثبت للجميع أن الحرب ضد الإسلام والمسلمين، بأن نوّجه لهم السؤال بل الأسئلة ومنها: لماذا تجعلون يومي السبت والأحد(الخاصين باليهود والنصارى) للأجازة والتعطيل الأسبوعي؟ ولماذا لا يضاف يوم الجمعة معهما؟ أو لماذا لا يحصل التغيير فيكون(مثلاً) يوما الثلاثاء و الأربعاء للأجازة والتعطيل الأسبوعي؟ ولماذا يعطل كل شيء عندكم ويتفرغ الجميع في أعياد الميلاد ويحضر تلك المراسيم مسئولو الدولة ويصور ويبث إلى كافة أنحاء العالم على هذه الحالة؟ ومثل تلك الإجراءات واضحة وفاضحة في إعلان نصرانية الدولة أو نصرانيتها ويهوديتها.
رابعاً: من أراد أن يصدر فتوى بتحريم التعامل بالمواد الفرنسية من بيع أو شراء، لكونها معادية للإسلام، فبالأولى عليه أن يصدر فتوى بتحريم التعامل بالمواد الأمريكية لكونها معادية للإسلام أيضاً بل أكثر عداءاً لكونها تحتل بلدنا وتحتضن وتؤيد وتساند الصهاينة المحتلين وما يصدر عنهم، وحسب ظاهر الحال فأنه لا فائدة ولا ثمرة مترتبة على المقاطعة، بل أن الضرر متوقع على أصحابنا المؤمنين لو حصلت المقاطعة في هذه الظروف، وعليه يجوز لك التعامل في هذه المرحلة. والله العالم.
محمود الحسني
1/ ذي الحجة/ 1424 هـ