اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفتيات في خطر
ولت فترة الظهيرة، ودخل وقت العصر. خف وهج الشمس، ومال قرصها نحو الغروب. بداية زوال يوم حاضر، وقرب دخول يوم جديد. اخذ التجار في التوافد على ساحة السوق الشعبي، والانتشار في أرجاءه، واحدا بعد آخر. يكونون ممرات وأزقة، ويستغلون كل بقعة مهما صغرت. يثبتون ما لديهم من أدوات العرض، في مواقعهم المعهودة. يعرضون ما معهم من أصناف البضائع والمقتنيات.
دبت في المكان الحياة والحركة، واخذ الناس يتقاطرون، ذكور وإناث - رجال ونساء - أطفال وكبار - وشباب وشيبة. وبمرور الوقت، زاد الزحام. كانت هناك تنتقل من معرض لأخر، ومن بسطة لأخرى. تبحث عن شيء ما، حال الكثير من منهم حولها. فراشة جميلة تطير وسط حديقة غناء، تنقل حبوب اللقاح بين الأشجار - وتمتص رحيق أزهارها.
كان هناك في سيارته الفارهة، يجوب تلك الممرات الضيقة. يتباهى بنفسه، ويضايق الاخرين ويزعجهم. لم تدم مناوراته طويلا، حتى التقط صقرنا فريسته. متدرب ومتمرس، ذو معرفة في اصطياد ضحاياه ولو من شاهق. فهوى ليتأكد من شكلها، ويدقق في عمرها. ومن إنها وحيدة، ولا يوجد من يحرسها!
بعد أن أكمل دراسته الميدانية، وضع خطته موضع التنفيذ. متناسيا عادات المجتمع وتقاليده، وخشية الله وتقواه - وسطوة القانون وهيبته. بدأت المطاردة بين كر وفر، وكلام معسول - وإشارات وغمزات. لم تستسلم، ولم تعلن سقوط عرشها. عندها قرر النزول من سيارته، ومطاردتها على ارض الواقع.
أخذ يتابعها ويجري خلفها، وهي تحاول الاختباء - والفرار من أمامه. لم تجد مجالا للتخلص منه، ولا طريقة لتنجو بنفسها. أخذت تصرخ وتستنجد وتستغيث، فهب لها أهل السوق. أحاطوا به من كل جانب، وخلصوها منه - وتركوها تعود الى أهلها.
أعطوه درسا في الأدب، بين ضربا ورفسا ولطما. أوثقوه وتركوه جانبا مع أحدهم، وعادوا إلى اعمالهم. لكنه استطاع فك وثاقه، والتغلب على حارسه والفرار. قبل ان يتمكنوا من تسليمه الى رجال الشرطة، لينال جزاءه الأوفى، جراء ما اجترحت يداه - ونتيجة لما سولت له نفسه.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية