اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
جذب الأنظار
عبرنا الحدود، فوق الجسر الممتد على صفحة المياه الدافئة. بعد سقوط قرص الشمس، وغياب نوره. وانتشار ظلمة الليل، وأتساع رقعتها. مع طيب الهواء، ونعومة نسيمه. واعتدال الحرارة، وانخفاض درجاتها.
برفقة أخي وبسيارته، وبناء على دعوة منه ورغبة. بعد مرور حولا كاملا، لم أغادر فيه البلاد. فكانت دعوة للتغير، وقتلا لرتابة الحياة اليومية والعملية.
ولدت من جديد، وأعطيت روح أخرى. واخذ التفاؤل يعمني، وبدأ الحياة من جديد يحتويني. وعبورنا في وسط الأسبوع، سهل الإجراءات الرسمية - وأنهاها سريعا.
على الطريق برزت أول علامات حادث مروري، عكرت صفو تلك الرحلة، وأمر ما استحلى منها.
سيارة متوقفة، على جانبه الأيسر. وقوف غير مألوف، مع تموج جانبها الأيمن وتعرجه. والتصاق شيئا ليس منها، حجما وشكلا.
بتقدمنا رأينا مصدر ذلك الجزء وبقيته. لقد انخلع من باب سيارة أخرى، شاركت في الحادث - وتسببت فيه.
مررنا بصعوبة، وتحركنا كما تزحف السحالي. لم نستطع رؤية ما يجرى، ولم نتمكن من الوقوف للمساعدة.
سيارات كثيرة - وأناس أكثر متجمهرة. أتت من كل حدب وصوب، لا لتساعد - وتخفف من زحمة المرور. ولا لتواسي المصابين، وتجلو بعض همومهم.
بل صحفيون ونظارة ومراسلون، يتلقطون الأخبار - ويتصيدون السبق الصحفي. ليعودوا كالفراش المنتشر، لتسويد صحائف مجالسهم. يزيدون ويعيدون، لجذب الأنظار - ولفت الانتباه إلى أنفسهم.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية