اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
تطاير العقل والشماغ
اعتادوا الخروج بعد أداء الصلاة جماعة، ليجتمعوا أمام المسجد عند الظهيرة، حول مائدة من نعائم الله. تضمهم على الألفة والمحبة، وتجمعهم على الضحكة والفكاهة.
لكن ذلك اليوم بدا غير مألوفا، ينذر بالرعد والعواصف. وغزت فيه السماء ظلمة سوداء حالكة، وانتشرت في جنباتها جبال الغيوم الكثيفة. وشاهت الوجوه، وتعكر صفوها، وركبها الهم والغم.
كما احتدم النزاع - وارتفعت الأصوات في نقاش حاد. كل يريد إثبات فكرته، وإقرار نظرته ونظريته. يدافع عنها دفاع المستميت، دون إعطاء الطرف الآخر فرصة للتعبير عن رأيه.
ككتاب منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من لدن عزيز حكيم. فلم تؤثر فيهم تلك الروحانية التي استلهموها من صلاتهم، ولم تمنعهم عن الولوج في المهاترات.
فلقد أقرت التمديدات الصحية، وتخلصوا من البيارات بعد طول انتظار. وبدأ العمل فيها، بعد دفع الرسوم المترتبة عليها.
تعجل البعض بدفع مبالغ إضافية خلاف لما اتفق عليه، حرصا منهم على سرعة التنفيذ ودقته. أوقع البقية في حرج عظيم، وضائقة مالية لا قبل لهم بها. وعكر الاجواء. لكن فضل الله ورحمته شملتهم في اللحظات الأخيرة، فوقتهم شر تطاير العقل والشماغ.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف – السعودية