اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نرى التكنلوجيا تتطور حين بعد حين وكل هذا العلم من آل بيت محمد سلام الله عليهم هاهو علم الكيمياء يرتقي على يد جابر ابن حيان
ولكن منه هو معلم هذا العالم ؟؟؟
أتعلمون أن هذا العالم تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق لنترككم مع هذا البحث :
الكيمياء ... و ابن حيان ... والإمام جعفر الصادق ؟؟؟
ما علاقة هذه الكلمات مع بعضها البعض ؟؟؟
ذكر علم الصادق عليه السّلام بالكيمياء كثير من المؤلّفين، وأن تلميذه جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي أخذ عنه هذا العلم، وألّف خمسمائة رسالة فيه في ألف ورقة، وهي تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليه السّلام .
وللقدماء والمتأخّرين من المستشرقين كلام كثير في شأن جابر وقد ذكره
ابن النديم في الفهرست ص 498 - 503، وأطال فيه الكلام وذكر له من الكتب والرسائل في مختلف العلوم لا سيّما الكيمياء والطبّ والفلسفة والكلام شيئاً كثيراً لا يكاد يتّسع وقت الانسان في العمر الطبيعي لتأليفها، نعم إِلا لأفذاذ في الدهر منحوا ذكاءً وفطنةً مفرطين وانكبّوا على الكتابة والتّأليف، وذكر أن له تآليف على مذاهب الشيعة ومن ثمّ استظهر تشيّعه ولعلّ أخذه عن الصادق وائتمان الصادق به على هذا العلم شاهد على تشيّعه.
وذكره في الذريعة في عداد مؤلّفي الشيعة في 2/ 451 - 452 عند ذكره لكتابه (الايضاح) في الكيمياء.
ولو تصفّحت شيئاً من رسائله التي نشرها المستشرق «كراوس» لأيقنت بتشيّعه وأخذه عن الامام الصادق، لأَنه أخذ عنه كإمام مفترض الطاعة متّبع الرأي، ولعرفت أنه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب، بل الكلام وغيره.
وقد اكبر مؤلفو الاسلام منزلة جابر وعدّوه مفخرة من مفاخر الاسلام ولا بدع فإن من تزيد مؤلّفاته على ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم، وجلّها من العلوم النظريّة والطبيعيّة التي تحتاج الى زمن طويل في تجاربها وتطبيقها - هذا عدا الفلسفة والكلام - لجدير بالتقدير والإكبار وأن يكون مفخرة يعتزّ به.
وقد كبر على المستشرقين أن يكون عربي مسلم ومن أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة وتكون نظريّاته الاُسس العامّة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه وحديثه، فصاروا يخبطون في تعرّضهم لكتبه كحاطب ليل، فمرَّة يشكّون في وجوده، وتارة في زمانه، واُخرى فيما نسب اليه من تلك الكتب، ورابعة في نسبة البعض ممّا يرويه عن استاذه الصادق عليه السّلام، وخامسة في التبويب والوضع والاسلوب لأنه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر، الى غير ذلك،
وقد فنّد بعض تلك الشكوك والمزاعم الكاتب إِسماعيل مظهر صاحب مجلة العصور فيما نشره في المقتطف (68 / 544 - 551 ومن 617 - 625) وجلى في هذه الحلبة الاستاذ أحمد زكي صالح فيما كتبه في مجلة الرسالة المصريّة السنة الثامنة (ص 1204 - 1206 ومن 1235 - 1237 ومن 1268 - 1270 ومن 1299 - 1302)، ولقد فنَّد تلك الأوهام والمزاعم تفنيداً حكيماً علميّاً.
وصرّح مراراً بتشيّعه، وقال في مناقشة رأي الاستاذ (كراوس) ص 1299: ومن الجليّ الواضح لدى كلّ من درس علم الكلام أن فِرَق الشيعة كانت أنشط الفِرق الاسلاميّة حركة، وكانت أولى من أسّس المذاهب الدينيّة على اُسس فلسفية، حتّى أن البعض ينسب فلسفة خاصّة لعليّ بن أبي طالب.
وكان هذا الكلام من أحمد زكي لتصحيح ما يُنسب الى جابر من المقارنة بين الآراء الكلاميّة والفلسفيّة.
وجملة القول أنه قد أصبح من الواضح تشيّع جابر وتقدّمه في عدّة علوم لا سيّما الكلام والفلسفة والطبّ والكيمياء والطبيعيّات عامّة، وما كادت لتكون آراؤه الاُسّ العامّ لدعائم علم الكيمياء إِلا لأنه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الامام الصادق عليه السّلام.
وكنت قد جمعت عدَّة مصادر عن جابر لا تبسط في ترجمته غير أني اكتفيت بهذا الوجيز عن الإطالة فيها، فإنّا لو استقصينا الكلام على كلّ ما يقتضي التوسعة في البحث عنه لكان هذا الكتاب عدّة أجزاء، وهو وإِن كان لا يخلو من فائدة، غير أنه يكون أبعد عن حياة الصادق الخاصّة.