السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين
روى الشبلنجي في نور الأبصار عن مستدرك الحاكم وصحّحه أنّ النبيّ (
وسلم) قال : حسينٌ منّي وأنا من حسين اللّهم أحبَّ من أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سبطٌ من الأسباط .
وروى ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله (
وسلم)يقول : من سرّه أِّ ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظرْ إلى الحسين بن عليّ .
وروى البخاري يرفعه إلى ابن عمر أنّه سأله رجل عن دم البَعوض ، فقال له : ممّن أنت ؟! فقال : رجل من أهل العراق ، فقال : أُنظروا إلى هذا يسألني عن دم البَعوض ، وقد قتلوا ابن رسول الله وسمعت النبي (
وسلم)يقول : هُما ريحانتاي من الدّنيا :
يَرَوْنَ دَمَ البَعُوضَةِ غَيْرَ حِلٍّ***وَقَتْلَ بَني نَبيِّ اللهِ فَرْضا
روى الترمذي في سننه عن أُسامة بن زيد قال : طرقت النبيّ ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبيّ (
وسلم) وهو مشتملٌ على شيء لا أدري ما هو فلمّا فرغتُ من حاجتي
قلتُ : ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه ؟! فكشفه فإذا حسنٌ وحسينٌ (عليهما السلام) على وَرْكَيه فقال : هذان إبناي وابنا إبنتي ، اللّهمّ إنّي أُحبّهما فأحبّهما وأحبَّ مَن يُحبّهما .
وعن أنس بن مالك : كان (
وسلم) يقول لفاطمة : ادْعي لي ابنيَّ فيشمّهما ويضمّهما إليه .
وقال ابن عساكر في التاريخ الكبير : كان الحسين (
) في جنازة فأعيا وقعد في الطريق فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطَرَف ثوبه فقال له : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟! فقال له : دعني فوالله لو يعلمُ الناسُ منك ما أعلم لحملوك على رقابهم . هذا فضل الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
أبهذا يُجازى محمّدٌ في عترته وقد كرّر وصاياه برعايتهم والإحتفاظ بكرامتهم وما طلب أجراً على رسالته إلاّ مودّتهم ؟! ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى ) . قال ابن حجر في الصّواعق : أخرج أحمد والطّبراني والحاكم أنّه لمّا نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبتْ علينا مودّتهم ؟ قال : عليٌّ وفاطمة وإبناهما. قال شمس الدّين بن العربيُّ:
رَأَيْتُ وِلائي آلَ طه فَريضَةً***عَلى رَغْمِ أَهْلِ البُعْدِ يُورثني القُربى
فَما سَأَلَ المَبْعُوثُ أجراً على الهُدى***بِتَبْلِيغِهِ إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى
ويحقّ أن نذكر ابيات أسماء بنت عقيل ابن أبي طالب لمّا خرجتْ بالمدينة يوم رجوع السبايا من كربلاء باكين نائحين ، جاءت أسماءُ بنت عقيل في لمّة من نسائها حاسرةً حتّى انتهتْ إلى قبر رسول الله (
وسلم) فلاذتْ به وشهقتْ عنده ثمّ التفتت إلى المهاجرين والأنصارِ وهي تقول :
ماذا تَقُولُونَ إنْ قالَ النبيُّ لَكُمْ***ماذا فَعَلْتُمْ وأَنْتُم آخِرُ الأُمَمِ
بِعِتْرَتي وبأَهلي بَعْدَ مُفتقدي***مِنْهُمْ أُسارى ومِنْهُمْ خُضِّبوا بدمِ
ما كانَ هذا جَزائي إذْ نَصَحْتُ لَكُمْ***أنْ تُخْلِفُوني بِسُوء في ذَوي رَحمي
وروى الشبلنجي في (نور الأبصار) عن زيد بن أبي زياد قال : خرج رسول الله (
وسلم)من بيت عائشة فمرَّ على بيت فاطمة فسمع حُسيناً يبكي ، فقال : ألمْ تَعلمي أنّ بُكاءهُ يُؤذيني .
وحسبه كرامةً لا يُشاركه فيها إلاّ أخوه الحسن المجتبى أنّه هو المراد بالأبناء في آية المباهلة ، وأنّه من أهل العبا الّذين لا يُدْرَكُ أمَدُ فضلهم ، وممّن نزلت سورةُ «هل أتى» في حقّهم ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسيراً ) وإنّه من ذوي القربى وممّن نزلت بهم آية التطهير وما إلى ذلك من المناقب .