العبودية جوهرة كنهها الربوبية - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 8 الزيارات 7435 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي العبودية جوهرة كنهها الربوبية
قديم بتاريخ : 03-Jan-2009 الساعة : 02:50 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

لو صيغ من فضة نفس على قدر * لعاد من فضله لما صفا الذهبا
ما للفتى حسب إلا إذ اكتملت * آدابه وحوى الآداب والحسبا
فأطلب فديتك علما واكتسب أدبا * تظفر يداك به واستجمل الطلبا

العبودية جوهرة كنهها الربوبية ، ولا شك أن العبد إذا التزم بوظائف العبودية لله عز وجل وأطاع الله حق الطاعة تحصل له مرتبة عظيمة ، ومنزلة كريمة مما لا يصفه الواصفون ، ولا يحصي غايتها القائلون ، وهو مقام الربوبية بمعنى إنه يفعل ما شاء وكيف يشاء وحيثما شاء ولكن بإذن الله وإرادته التي يعلم العبد بها ، والى هذا أشار بقوله عبدي أطعني حتى أجعلك مثلي أو مثلي ، وهذا مما لا يعد فيه إذا تأملنا وحققنا النظر فيه وبرهان ذلك أن الحديدة المحمية تشبه بالنار لمجاورتها ، ويفعل فعلها فلا تعجب من نفس استشرقت واستنارت واستضاءت بنور الله فأطاعها الأكوان والأزمان والليل والنهار ، والشمس والقمر ، والأرض والسماء ، والانسان والحيوان ، والملائكة والجان يتصرف فيها بما يشاء ويأمر فيها بما يشاء وهي تعطيه في أوامره وهذا المختصر كاف في إثبات ما نحن فيه من المدعى وشواهده كثيرة ، وأما العبودية فهي مرتبة عظيمة لا يكاد يتناولها كل أحد وحقيقة العبودية هي ما قال الصادق لعنوان البصري حين دخل عليه فقال : له ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يضعه الله في قلب من يريد أن يهديه فإن أردت العلم فأطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية وأطلب العلم باستعماله واستفهم الله بفهمك قال عنوان البصري : قلت يا شريف فقال : قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية ؟ فقال : ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد من نفسه فيما خوله الله ملكا لان العبد لا يكون له ملكا بل يرى المال مال الله يضعه حيث أمر الله ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا ، وجعله اشتغاله فيما أمره الله تعالى ، ونهى عنه ولا يدع أيامه باطلا ، وهذا أول درجة المتقين قلت يا أبا عبد الله : أوصني قال : أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لن ير الطريق إلى الله تعالى اسئل أن يوفقك لاستعماله ثلاثة منها رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم ، وثلاثة منها في العلم ، فأحفظها وإياك والتهاون بها قال عنوان : ففرغت قلبي فقال : أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحمق والبله ، ولا تأكل إلا عند الجوع فإذا أكلت فكل حلالا وسم الله تعالى واذكر حديث النبي وسلم ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه وإن كان ولا بد فشلت لطعامه وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه وأما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قت واحدة سمعت عشرا فقلت : إن قلت عشرا لم تسمع مني واحدة ، ومن شتمك فقل إن كنت صادقا فيما تقول فأسئل الله أن يغفر لي ، وإن كنت كاذبا فأسأله أن يغفرها لك ، ومن وعدك بالخيانة فعده بالنصيحة والدعاء ، وأما اللواتي في العلم فأسئل العلماء ما جهلت ، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة بين المجمع لا تسأل تعنتا التعنت طلب العنت وهو الامر الشاق أي لا تسئل لغير الوجه الذي ينبغي طلب العلم له كالمغالبة والمجادلة إياك أن تعمل بذلك شيئا وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا وأهرب من الفتيا فرارك من الأسد والذئب ولا تجعل رقبتك جسرا للناس قم يا عبد الله عني فقد نصحتك ، ولا تفسد علي وردي فإني رجل ضنين بنفسي والحمد لله رب العالمين يعني بخيل بنفسي بأن أدع أوقاتي باطلا أو ظنين بالظن بمعني أتهم نفسي في العبودية له عز وجل . أقول والله لو لم تكن له من العبودية إلا وقوفه ساعة واحدة بين يدي المنصور واللعين يخاطبه ويعاتبه لكفاه في الطاعة والعبودية لله .
شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج 1 - ص 38 - 39

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Jan-2009 الساعة : 10:12 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ....

****" عبدي أطعني حتى أجعلك مثلي أو مثلي "****

أخي الكريم خادم الزهراء ...
ماأسهلها من كلمات ومااصعبها من معاني في التطبيق ...!!!
وهل العبودية بالامر الهيّن ..؟؟
أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محّمدا عبده ورسوله ..

إذا العبودية اولا ثم التبليغ والرسالة .. وأول عبد استطاع أن يوضّح ويبيّن معنى العبودية هو رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين فهم خير أسوة لنا ...

وكل مانطق به الامام الصادق صلوات الله عليه من وصايا وشروط ليتحقق بها معنى العبودية ماهي الا سلوكيات واخلاقيات يتهذب بها الفرد ليصل الى ذلك المقام ..

ولكن أخي خادم الزهراء ..
ممكن تجيبني على تساؤلاتي .؟
واعتقد أن كلام الامام صلوات الله عليه مع الناس المتدينين وليس مع عامة الناس ..!!!
هل تجد في هذه الايام من يطبق هذه الاوامر والنواهي ؟؟

بانتظار ردكم أخي الكريم ...
موضوع جميل ويستحق المناقشة من الجميع ...


توقيع mowalia_5








خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Jan-2009 الساعة : 02:26 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

السلام على الموالين المدافعين عن النبي الأعظم واله والأطهار صلوات الله عليهم أجمعين

أشكر أختي الكريمة موالية على أسألتها وأرجو أن تكون المشاركة من الجميع .

من الطبيعي أن لا يكون جوابي حاسم والموضوع أكبر من أن يحسم بقلمي ولا بد أن أبقى باب النقاش مفتوح حتى يتسنى للإخوة جميعاً المشاركة .

أولاً العبودية أحادية لله وحده عز وجل وتكلنا بأمر الأحد والواحد في جنة المقامات النورانية وعلة خلق الخلق هي عبادة الله تعالى بقوله : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 وما ورد عن أعل العصمة صلوات الله عليهم : بنا عرف الله ، بنا عبد الله ، نحن الأدلاء على الله ، لولانا ما عبد الله ... منهنا نبدأ .

ثانياً يقول الباري عز وجل في محكم آياته : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى وحيث أن المعصومين الأربعة عشر كلهم محمد صلوات الله عليه وآله فجميعهم صلوات الله عليهم لا ينطق عن الهوى وكلامهم كلام الباري عز وجل وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله تعالى .

ما تقدمت به هو مدخل للحوار وأضيف عليه ما ورد في دعاء أول رجب : اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ، المأمونون على سرك ، المستسرون بأمرك ، الواصفون لقدرتك ، المعلنون لعظمتك .

أسألك بما نطق فيهم من مشيتك ، فجعلتهم معادن لكلماتك ، وأركانا لتوحيدك ، وآياتك ومقاماتك ، التي لا تعطيل لها في كل مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك ، فتقها ورتقها بيدك ، بدؤها منك وعودها إليك ، أعظاد وأشهاد ، ومناة وأزواد ، وحفظة ورواد ، فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر [ أن ] لا إله إلا أنت .

أجدد شكري لأختي موالية وأرجو من الجميع المشاركة

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2009 الساعة : 02:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

أختي موالية يظهر أن الطرح الأول لم يكن المدخل المناسب أو المطلوب للحوار وما أردته في مداخلتي الأولى أن أفتح الحوار على مصرعيه ولهذا كان كلامي حول الموضوع وليس في صلب الموضوع حتى يكون حوار ونستفيد من مداخلات الإخوة الكرام ولكني لم أجد أي تجاوب .

يقول الباري عز وجل في الحديث القدسي يا عبدي أطعني تكن مِثْلي أو مَثَلي وطاعة الله عز وجل مراتب والمرتبة الأعلى هي للمعصوم وطاعة المعصوم من طاعة الله كما ورد ومعصية المعصوم من معصية الله والعياذ بالله من ذلك وهنا السؤال :

ما هي العصمة ؟

ولما هي العصمة ؟

ولمن هي العصمة ؟

وهل العصمة حصرية للمعصوم دون غيره ؟

وهل العصمة جبرية ؟

وهل العصمة واجبة ؟

وهل يمكن الوصول إلى درجة العصمة ؟

ونلاحظ أن أغلب الآيات في القرآن الكريم والتي تتحدث عن العباد والعبودية أتت نداء للأنبياء والأولياء والبشرية لا تكتمل إلا بهم ومنها :

{ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }هود123
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1
{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا }مريم2
{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }مريم65
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }الفرقان1
{ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }النجم10
{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحديد9

أرجو أن يكون كلامي الآن مدخل للحوار وإذا لمن يكن بالمستوى المطلوب بعد يا ريت تضعون أسس ننطلق منها ومعرفة التعبد لله عز وجل من أهم الأبحاث بقوله عز وجل { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } وبقولهم صلوات الله عليهم بنا عرف الله بنا عبد الله .

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




شعاع المقامات
الصورة الرمزية شعاع المقامات
مشرف سابق
رقم العضوية : 520
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 1,562
بمعدل : 0.25 يوميا
النقاط : 274
المستوى : شعاع المقامات will become famous soon enough

شعاع المقامات غير متواجد حالياً عرض البوم صور شعاع المقامات



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2009 الساعة : 04:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد

من صميم قلبي أشكر كاتب الموضوع أخي: خادم الزهراء
وأشكر أختي الكريمة: موالية-5

على هذا الحوار النوراني المفييييييد.

اقتباس
أولاً العبودية أحادية لله وحده عز وجل وتكلنا بأمر الأحد والواحد في جنة المقامات النورانية وعلة خلق الخلق هي عبادة الله تعالى بقوله : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 وما ورد عن أعل العصمة صلوات الله عليهم : بنا عرف الله ، بنا عبد الله ، نحن الأدلاء على الله ، لولانا ما عبد الله ... منهنا نبدأ .

ما شاء الله...وحق صاحب بيعة الغدير إنني لست أجامل
لقد نال إعجابي هذا الربط النوراني المذكور في العبارة أعلاه

حيث أن الشيء يعرف بأوصافه وهذا معنى أن ربنا تبارك وتعالى لا يعرف إلا بهم صلوات الله عليهم.

اقتباس
ثانياً يقول الباري عز وجل في محكم آياته : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى وحيث أن المعصومين الأربعة عشر كلهم محمد صلوات الله عليه وآله فجميعهم صلوات الله عليهم لا ينطق عن الهوى وكلامهم كلام الباري عز وجل وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله تعالى .

أحسنت وأصبت...
بالفعل...هل ممكن أن لسان الله تعالى يصدر منه خطأ ؟؟؟
ألف كلا !!

اقتباس
اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ، المأمونون على سرك ، المستسرون بأمرك ، الواصفون لقدرتك ، المعلنون لعظمتك .

فقط إشارة خاطفة...
لاحظوا أيها المخلصون في معرفة ساداتكم صلوات الله عليهم أجمعين أن الإمام الحجة
عجل الله فرجه الشريف وصلوات الله عليه
لم يقل: اللهم إني أسألك بجميع ما يدعوك به ولاة أمرك...
بل توسل بـ(معاني) !!
وإنني أقف عاجزا أمام باطن هذه العبارة ومغزاها النوراني
حيث لها أكثر من عمق في بحر النور الساطع من لسان الله الناطق.

لا زلت أتابع حواركما أعزائي.

أخوكم: شعاع المقامات


توقيع شعاع المقامات

قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.



شعاع المقامات
الصورة الرمزية شعاع المقامات
مشرف سابق
رقم العضوية : 520
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 1,562
بمعدل : 0.25 يوميا
النقاط : 274
المستوى : شعاع المقامات will become famous soon enough

شعاع المقامات غير متواجد حالياً عرض البوم صور شعاع المقامات



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2009 الساعة : 04:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد

عذرا...نسيت شيئا مهما

إن عنوان الموضوع مقتبس من حديث عظيييييم عن مولانا الإمام الصادق وهو:
(العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية و ما خفي في الربوبية اصيب في العبودية قال الله تعالي سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق...) الخ الآية.

(الكنه) لغة: هو جوهر الشيء وباطنه.
فالربوبية هي كنههم صلى الله عليهم أجمعين.

فما فقد في بشريتهم وجد في كنههم
وما خفي في كنههم تراه في ظهورهم البشري

كما ورد عن مولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه:
(قد علم أولو الألباب أنه لا يعلم ما هنالك إلا بما هاهنا) وأشار إلى صدره الشريف.

وهنا أسرار جمة تعجز الحروف عن إظهارها

ولكننا ذكرنا مفتاح الإشارة إليها وعليكم فتح تلك الأقفال.

خادمكم


توقيع شعاع المقامات

قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Jan-2009 الساعة : 12:14 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

تسلموا أخواني على هذا الحوار جعله الله لكم في ميزان حسناتكم

وعظم الله أجوركم في مصا أبي عبد الله الحسين

فالعصمه في اللغة :


الاصل في معنى هذه الكلمة هو المعنى اللغوي، فإنك إذا راجعت لسان العرب وتاج العروس والصحاح للجوهري، وجدتهم يفسّرون كلمة العصمة بالمنع أو كلمة عَصَمَ بمَنَعَ.

وهذه المادة استعملت في القرآن الكريم أيضاً في قوله تعالى عن لسان ابن نوح: (قَالَ سَآوِي إلَى جَبَل يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أمْرِ اللهِ) ، وأيضاً في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا)، وفي غير هذه الموارد.
وإذا راجعتم كتب التفسير في ذيل هذه الايات المباركات، لوجدتم المفسّرين يفسّرون كلمة العصمة أو مادة العصمة مثل هذه الايات بالتمسّك.

ويقول الراغب: العصم هو الامساك، الاعتصام الاستمساك .

والذي يظهر لي أن بين المسك والتمسك والاستمساك، وبين المنع، فرقاً دقيقاً ربما لا يلتفت إليه، وهكذا توجد الفروق الدقيقة بين ألفاظ اللغة العربية، فإن بين «الحفظ» و«المنع» و«الحجر» و«العصم» وأمثال هذه الالفاظ المتقاربة في المعنى، توجد فوارق، تلك الفوارق لها تأثير في فهم المطلب في كل مورد تستعمل فيه لفظة من هذه الالفاظ.

فالمعصوم، الله سبحانه وتعالى قد جعل فيه قوةً، تلك القوة تمنعه كما يقول أولئك، وتمسكه كما يقول الراغب.

(قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنَ أَمْرِ اللهِ) أي لا مانع من أمر الله، أو لا ماسك من أمر الله، والفرق بينهما دقيق.

تلاحظون، لو أن أحداً أراد أن يسقط من مكان عال ومنعه أحد من الوقوع يقولون: منعه من الوقوع، لكنْ إذا مدّ يده ومسكه كان هذا المنع أخص من ذلك المنع الذي ليس فيه مسك.

لا نطيل عليكم، فلتكنْ العصمة بمعنى المنع.

العصمة شرط في النبي بلا خلاف بين المسلمين في الجملة، وإنما قلت: في الجملة، لان غير الامامية يخالفون الامامية في بعض الخصوصيات التي اشترطها واعتبرها الامامية في العصمة، كما أن غير الامامية أيضاً قد اختلفوا فيما بينهم في بعض الخصوصيّات، إلاّ أن الاجماع قائم على اعتبار العصمة بنحو الاجمال بين جميع الفرق من الامامية والمعتزلة والاشاعرة.

يشير العلامة الحلي رحمة الله عليه إلى رأي الامامية بالاجمال وإلى بعض الاقوال الاُخرى يقول:

ذهبت الامامية كافّة: إلى أن الانبياء معصومون عن الصغائر والكبائر، منزّهون عن المعاصي، قبل النبوّة وبعدها، على سبيل العمد والنسيان، وعن كلّ رذيلة ومنقصة وما يدل على الخسة والضعة، وخالفت أهل السنة كافّةً في ذلك، وجوّزوا عليهم المعاصي، وبعضهم جوّزوا الكفر عليهم قبل النبوّة وبعدها، وجوّزوا عليهم السهو والغلط، ونسبوا رسول الله ( وسلم) إلى السهو في القرآن بما يوجب الكفر... ونسبوا إلى النبي كثيراً من النقص.

ثم ذكر موارد من ذلك نقلها عن الصحاح وغيرها.

وإذا شئتم الوقوف على تفاصيل هذه الاقوال فعليكم بمراجعة كتاب دلائل الصدوق للشيخ المظفر حيث ذكر تلك الاقوال بشرح هذه العبارة من العلامة الحلي، ناقلاً عن المواقف وشرحها وعن المنخول الغزّالي وعن الفصل لابن حزم الاندلسي، وغير هذه الكتب. ونحن الان لا نريد الدخول في هذه التفاصيل.

عرفنا إلى الان معنى العصمة لغة، وأن العصمة بنحو الاجمال مورد قبول واتفاق بين المسلمين بالنسبة إلى النبي ( وسلم)أو مطلق الانبياء.


العصمة في الاصطلاح

قال الشيخ المفيد رحمه الله في النكت الاعتقادية: العصمة لطف يفعله الله بالمكلف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليهما .

ويقول المحقق الشيخ نصير الدين الطوسي في كتاب التجريد: ولا تنافي العصمة القدرة .

فذكر العلامة الحلي في شرح التجريد معنى هذه الجملة، وذكر أقوال الاخرين .

ثم ذكر العلامة الحلي رحمه الله في الباب الحادي عشر ما نصه: العصمة لطف بالمكلف بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك.

ويضيف بعض علمائنا كالشيخ المظفر في كتاب العقائد: بل يجب أن يكون منزّهاً عما ينافي المروة، كالتبذّل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام .
فهذا تعريف العصمة عند أصحابنا.

إنهم يجعلون العصمة من باب اللطف، ويقولون بأن العصمة حالة معنوية موجودة عند المعصوم بلطف من الله سبحانه وتعالى، هذا اللطف الذي عبّر عنه سبحانه وتعالى بقوله: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلّوكَ) .

هذا اللطف والفضل والرحمة من الله سبحانه وتعالى يُمسك المعصوم عن الاقدام على المعصية، وعلى كل ما لا يجوز شرعاً أو عقلاً، مع قدرته على ذلك، وكذا عن الاقدام على كل ما يتنافى مع النبوة والرسالة، ويكون منفراً عنه عقلاً كما أضاف الشيخ المظفر.

وإذا كان هذا تعريف العصمة، وأنها من اللطف والفضل والرحمة الالهية بحقّ النبي، فنفس هذه العصمة يقول بها الامامية للائمة الاثني عشر ولفاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد رسول الله، فيكون المعصومون عندنا أربعة عشر، وقد رأيت في بعض الكتب أن سلمان الفارسي أيضاً معصوم، ولا يهمّنا البحث الان عن ذلك القول.

وإذا كانت العصمة حالة معنوية باطنة، وهي فضل من الله سبحانه وتعالى، فلابد وأن يكون الكاشف عن هذه الحالة من قبله
سبحانه وتعالى، والكاشف إمّا آية في القرآن، والقرآن مقطوع الصدور، وإما أن يكون رواية ونصّاً متواتراً أو مقطوع الصدور ومفيداً لليقين عن النبي ( وسلم).

ومع وجود هذه الحالة عند الشخص، وامكان وجوده بين الناس، يقبح عقلاً تقدّم من ليست فيه هذه الحالة عليه.

إذن، لابد من كاشف عن وجود هذه الحالة أينما كانت موجودة، وقد أوضحنا بالتفصيل في بحوثنا السابقة على أساس بعض الايات المباركات والاحاديث المتواترات، وجود العصمة في رسول الله وفي فاطمة الزهراء سلام الله عليهما، وفي أمير المؤمنين وفي الحسنين ()، فآية التطهير دلّت على عصمة هؤلاء، وآية المباهلة دلّت على عصمة أمير المؤمنين، وحديث المنزلة دلّ على عصمة أمير المؤمنين، وحديث الثقلين دلّ على عصمة الائمة.

فظهر أن العصمة:

أولاً:
حالة معنوية توجد في الانسان بفضل الله سبحانه وتعالى، فلا تكون كسبيّة ولا تحصل بالاكتساب.

ثانيا:
لما كانت هذه الحالة بفضل الله سبحانه وتعالى وبرحمة منه، وبفضل ولطف، وبفعل منه كما عبّر علماؤنا، فلابد من مجيء

دليل من قِبَله يكشف عن وجودها في المعصوم، ولذا لا تقبل دعوى العصمة من أي أحد إلاّ وأن يكون يدعمها نص أو معجزة يجريها الله سبحانه وتعالى على يد هذا المدّعي للعصمة، كما أن أصل النبوة والامامة أيضاً كذلك، فلا تسمع دعوى النبوة ولا تسمع دعوى الامامة من أحد ولاحد إلاّ إذا كان معه دليل قطعي يثبت إمامته أو نبوّته ورسالته.

وعمدة البحث في العصمة أمران:

الامر الاول:

كيف تجتمع العصمة أو هذه الحالة المعنوية الخاصّة مع القدرة على إتيان المنافي.

الامر الثاني:

ما الدليل على العصمة المطلقة التي يدّعيها الامامية، أي إنهم يدّعون العصمة حتى عن السهو والخطأ والنسيان.

هذان الامران عمدة البحث في العصمة.

وقيل في تعرف العصمه :

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ : ( ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره ، مع قدرته عليها ) .
ولذا قال الشيخ المفيد قدس سره : ( العصمة من الله لحججه هي التوفيق ، واللّطف ، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله ).
والعصمة : تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم.
وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن ، ولا مُلجئةً له إليه ؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده ، لم يُؤثِر معه معصيةً له.
وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار ، قال الله تعالى : ( إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى ) ، وقال : ( ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين ) ، وقال : ( وإنَّهم عندنا لَمِنَ المصطفين الاَخيار )

وقال العلاّمة الحلي قدس سره في شرحه لهذه العبارة : اختلف القائلون بالعصمة في انّ المعصوم هل يتمكن من فعل المعصية أم لا ؟ ! فذهب قوم منهم إلى عدم تمكّنه من ذلك. وذهب آخرون إلى تمكّنه منها.
أمّا الاَولون : فمنهم من قال إنّ المعصوم مختص في بدنه ، أو نفسه بخاصيّة تقتضي امتناع إقدامه على المعصية.

ومنهم من قال : إنّ العصمة هي القدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول أبي الحسن البصري.
وأمّا الآخرون الذين لم يسلبوا القدرة : فمنهم من فسّرها : بانّه الاَمر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الاَلطاف المُقرِّبة إلى الطاعات ، التي يعلم معها انّه لا يقدم على المعصية ، بشرط أن لا ينتهي ذلك الاَمر إلى الاِلجاء.
ومنهم من فسّرها : بأنّها ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي.
وآخرون قالوا : العصمة لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعصية.

وأسباب هذا اللّطف أمور أربعة :

أحدها : أن يكون لنفسه ، أو لبدنه خاصيّة ، تقتضي ملكةً مانعةً من الفجور ، وهذه الملكة مغايرة للفعل.
الثاني : أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ، ومناقب الطاعات.
الثالث : تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي ، أو الالهام من الله تعالى.
الرابع : مؤاخذته على ترك الاَولى ، بحيث يعلم انّه لا يُترك مهملاً ؛ بل يُضيَّقُ عليه الاَمر في غير الواجب من الامور الحسنة.
فإذا اجتمعت هذه الامور كان الاِنسان معصوماً ) .

إلى هنا وقفنا على أربعة تعاريف لمصطلح العصمة ، هي كالآتي :

1 ـ ( لطفٌ يفعله الله تعالى بمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ).
2 ـ ( الاَمر الذي يفعله الله تعالى بالعبد من الالطاف ، المقرِّبة إلى الطاعات التي يعلم معها إنّه لا يقدم على المعصية ، بشرط ألاّ ينتهي ذلك الاَمر إلى الاِلجاء ).
3 ـ ( ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي ).
4 ـ ( لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلى ترك الطاعات ، وارتكاب المعاصي ).
ومنه يظهر اتحاد التعاريف الثلاثة : الاَول والثاني والرابع ، في المعنى ، وأنّها تكاد تتحد في اللفظ أيضاً.
وأمّا الثالث : فاذا كان مقصودهم من انّ ذلك لطفٌ يفعله الله بمكلّفٍ يجعل له ملكة نفسانية حينئذٍ تكون كلُّ التعاريف واحدة.
وأمّا سبب هذا اللطف لو لاحظناه بدقة لرأينا انه في التعريف الثاني هو «علم» ، وفي الثالث تأكيد هذه العلوم يرجع إلى العلم أيضاً ، والرابع أيضاً يرجع إلى علمه بانّه سيضيَّقُ عليه ، فعليه كلّها ترجع إلى العلم.
يبقى الاَول ، ولعلَّ قوله تقتضي ملكة مانعة أيضاً مرجعها إلى العلم فنحصل على انَّ سبب هذا اللّطف علم في علم ، ولعلّ ذلك حدى بالسيد الطباطبائي قدس سره إلى تبني أن قوّة العصمة هي علمٌ خاص.

وأمّا على تعريف الشيخ محمدرضا المظفر قدس سره من أنّ العصمة : «هي التنزّه عن الذنوب والمعاصي ، صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ، وإن لم يمتنع عقلاً على النبي ان يصدر منه ذلك ، بل يجب ان يكون مُنزّهاً عمّا ينافي المروءة ، كالتبذّل بين الناس من أكلٍ في الطريق ، أو ضحك عالٍ ، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام» .
فهو أقرب للشرح ، لا للتعريف.
هذا ما اقتضى ذكره حول تعريف العصمة في هذه الرسالة ، ومن أراد التوسّع فليرجع إلى كتب هذا الشأن ، وسنذكر نصوص عبارات عدّة من أعلام الطائفة في العصمة إن شاء الله.
لكن من المهم هنا تبيان قول السيد الطباطبائي الذي ارجع هذه الملكة إلى العلم ، إذ قال في تفسيره «الميزان» تحت عنوان ( كلامٌ في معنى العصمة ) عند تفسيره للآية المباركة : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمّت طائفةٌ منهم بأن يُضلوك وما يُضلّون إلاّ أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) .
( ظاهر الآية انّ الاَمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ. وبعبارة اُخرى علمٌ مانعٌ
وأمّا على تعريف الشيخ محمدرضا المظفر قدس سره من أنّ العصمة : «هي التنزّه عن الذنوب والمعاصي ، صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ، وإن لم يمتنع عقلاً على النبي ان يصدر منه ذلك ، بل يجب ان يكون مُنزّهاً عمّا ينافي المروءة ، كالتبذّل بين الناس من أكلٍ في الطريق ، أو ضحك عالٍ ، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام» .
فهو أقرب للشرح ، لا للتعريف.

هذا ما اقتضى ذكره حول تعريف العصمة في هذه الرسالة ،
لكن هنا تبيان قول السيد الطباطبائي الذي ارجع هذه الملكة إلى العلم ، إذ قال في تفسيره «الميزان» تحت عنوان ( كلامٌ في معنى العصمة ) عند تفسيره للآية المباركة : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمّت طائفةٌ منهم بأن يُضلوك وما يُضلّون إلاّ أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) .
( ظاهر الآية انّ الاَمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ. وبعبارة اُخرى علمٌ مانعٌ ولذا قال تعالى : ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) ، فحتى الخشية ولعلّها من مراحل العصمة الاُولى أيضاً منشؤها العلم ، ولذا حصر الخشية لله من عباده بالعلماء كما هو ظاهر الآية ، وهذا تامٌّ لا غبار عليه.
إلاّ أنّ قوله بعد ذلك : ( ومن هنا يظهر ان لهذه القوّة المسماة بقوّة العصمة سببٌ شعوري علمي غير مغلوب ألبتّة ) يوجب إرباكاً ، فهو يجعل قوّة العصمة : قوةً وسبباً شعورياً علمياً غير مغلوب. ثم نراه يقول أخيراً : ( فقد بان من جميع ما قدّمناه ان لهذه الموهبة التي نسميها قوّة العصمة نوعٌ من العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلوم في انّه غير مغلوب لشيء من القوى الشعورية البتّة ).
فيُعرِّف العصمة بالعلم.
بل في استطراد كلام له في موضع آخر يقول بصريح العبارة : ( العصمة الالهية : التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الاِنسان من باطل الاعتقاد ، وسيّء العمل ) .
وللتحقيق في هذا مجالٌ آخر ، وإنّما كان قصدنا تذكير القارئ بذلك ليراجع مظانّه إن شاء.
ولنتبرّك بذكر بعض معاني العصمة من كلام الاِمام الرضا : « إنّ الاِمامة خصَّ الله عزَّ وجلَّ بها إبراهيم الخليل بعد النبوة
والخلّة ، مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال : ( إنّي جاعلك للناس إماماً )..
إنّ الاِمامة هي منزلة الاَنبياء وإرث الاَوصياء... إنّ الاِمام زمام الدين ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين....
الاِمام يحلُّ حلال الله ، ويحرّم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة...
الاِمام الماء العذب على الظماء ، والدال على الهدى ، والمنجي من الردى... والدليل في المهالك من فارقه فهالك... الاِمام المطهّر من الذنوب المبرّأ عن العيوب... الاِمام واحد دهره لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كلّه ، من غير طلب منه له ، ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضِّل الوهاب. فمن الذي يبلغ معرفة الاِمام أو يمكنه اختياره ؟ ! هيهات هيهات....
فكيف لهم باختيار الاِمام ؟ والاِمام عالم لا يجهل ، وراعٍ لا ينكل معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة... نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالاِمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عزَّ وجلَّ ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله » .

المعذر للإطاله في تعريف العصمة



mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2009 الساعة : 12:00 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..

اعذروني أخوتي عن تأخيري في الرد والمناقشة معكم ...
وقد لاحظنا ان الموضوع أخذ منحنى آخر ,,

واخي الكريم خادم الزهراء ,, جعل لنا عنوانا جديدا نتحاور به ,, وهو موضوع العصمة ..
وكما عودنا أخي الكريم شعاع المقامات حلقنا في المقامات النورانية التي لاغنى عنها في كل لحظة من حياتنا ..


وأختي منتظرة المهدي , ردودها منسقة ومرتبة وتصب في صلب الموضوع مباشرة ...
ولكن أختكم موالية توعدكم بمشاركتكم الحوار ولكن بعد أن تحضر مشاركة تليق بموضوعكم الجديد .

موضوع جميل واوعدكم بالمشاركة والمناقشة قريبا..


توقيع mowalia_5








ام زينب
الصورة الرمزية ام زينب
عضو نشيط

رقم العضوية : 3166
الإنتساب : Nov 2008
الدولة : بحرين
المشاركات : 244
بمعدل : 0.04 يوميا
النقاط : 207
المستوى : ام زينب is on a distinguished road

ام زينب غير متواجد حالياً عرض البوم صور ام زينب



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jan-2009 الساعة : 05:43 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

التعبير بالعصمة لا يعني الإجبار

الأول: التعبير بالعصمة، التي هي بمعنى المنع لغة، كما سبق. بل قد تنسب لله تعالى، فيقال: عصمه الله تعالى من المعاصي. وفي الزيارة الجامعة الكبيرة: «عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن...».

لكن ليس المراد بها هنا المنع القسري، بل تهيئة أسباب التوفيق لاختيار الطاعة واجتناب المعصية، على طول الخطّ، وفي جميع الأوقات والأحوال، مثل كمال عقل الشخص، وقوة شخصيته وصفاء نفسه، وأعماله الصالحة التي تكون مدعاة للتوفيق، وتذكير الله تعالى له وتسديده إياه، ونحو ذلك مما ينتهي بالآخرة لحسن اختيار الإنسان نفسه.

نظير تهيئة الأسباب المذكورة لاختيار الطاعة واجتناب المعصية لعادي الناس في بعض الأوقات والحالات وإن لم يستمر على ذلك.

ولذا كان المعصوم أفضل من غيره، بل في أعلى مراتب الفضل والقرب من الله تعالى، لاستقامته على الطاعة وترك المعصية، والتزامه بذلك، بنحو يكشف عن ارتفاع مستواه وشدة علاقته بالله تعالى وفنائه فيه.

ولو كان مقهوراً في ذلك مجبوراً عليه من دون إرادة ولا اختيار لما كان له في ذلك فضل ولا كرامة عند الله تعالى، بل لا طاعة ولا معصية في حقه، كالآلات الصامتة إذا حركت من أجل تحقيق ما يراد منها.

وجوب العصمة لا يعني حصولها قسراً

الثاني: أنه كثيراً ما يعبر عن النبي أو الإمام بأنه واجب العصمة، حيث قد يتوهم أن وجوب العصمة بمعنى لزومها بنحو لا يمكن التخلص منها، المناسب لكونها قسرية غير اختيارية.

لكن ليس المراد بالوجوب ذلك، بل كون ثبوت العصمة للشخص معلوماً بالضرورة العقلية، بسبب تحقق لازمها ـ وهو النبوة أو الإمامة ـ بحيث لا مجال لاحتمال عدمها فيه.

وتوضيح ذلك: أنه بعد أن ثبت ـ كما يأتي إن شاء الله تعالى ـ بحكم العقل أنه يقبح على الله تعالى أن يجعل النبوة والإمامة في غير المعصوم، فإذا جعل شخصاً نبياً أو إماماً فلابد بالضرورة أن يكون الشخص المذكور قد علم الله تعالى منه أنه لا يقارف ذنباً وأنه معصوم بالمعنى المتقدم، لامتناع صدور القبيح منه تعالى شأنه، ومع علمه سبحانه بذلك فلابد أن يتحقق، لاستحالة الخطأ عليه جلّ شأنه.

وهذا لا ينافي كون العصمة من الذنوب فيه بسبب اختيار الشخص نفسه للطاعة ومجانبة المعصية. بل لا تكون العصمة إلا بذلك، إذ مع الإجبار لا طاعة ولا معصية، كما سبق.

فالمقام نظير ما لو رشح الثقة العارف شخصاً لأن يكون إماماً في الصلاة جماعة. فإنه يعلم بذلك أن الشخص المرشح للإمامة عادل بنظر الثقة العارف الذي رشحه، من دون أن ينافي ذلك كون عدالة ذلك الشخص بسبب اختياره للطاعة ومجانبته للمعصية من دون أن يكون مجبوراً عليهما.


غاية الأمر أن الخطأ على الثقة العارف الذي رشح الشخص للإمامة في الصلاة ممكن عقلاً، والخطأ على الله تعالى في اختيار من هو أهل للنبوة أو الإمامة محال ممتنع عقلاً، فتكون عصمة النبي والإمام معلومة بالضرورة العقلية بسبب ذلك، وهو معنى وجوبها.

من كتاب أصول العقيدة للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc