اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على كريم آل البيت سبط النبي المختار .
السلام على المسموم الزكي.
السلام على الحسن بن علي.
إستشهاد الإمام الحسن
عاش الإمام الحسن () قرابة العقد من الزمن في المدينة المنورة استطاع أن يبني قاعدة جماهيرية صلبة عبر الثورة في جذور المجتمع المدني ومن خلال تربية الكوادر ونشر الثقافة الرسالية وبث الوعي الديني والسياسي في أوساط المجتمع، وهكذا التصدي لكافة محاولات التحريف والتضليل الجاهلي.. ولقد حقق الإمام () خلال هذه الفترة إنجازات هائلة وهذا ما اعترف به وأقره قطب الرحى في النظام الجاهلي الأموي، معاوية بن أبي سفيان والذي خشي من نشاطات الإمام () وإنجازاته على انفراط السلطة من يده.
كان الإمام الحسن () ولعقد من الزمن يعيش بين أظهر المسلمين، يمثل الكهف الحصين ومعدن الأمن، وملجأ الهاربين والمحتاجين، ومصدر غوث اللاجئين قبال البطش الأموي فهذا سعيد بن سرح حينما أقدم زياد بن أبيه على مصادرة ممتلكاته وإخراجه من بيته واعتقال زوجته وعياله وأخيه، جاء سعيد إلى الإمام () وشكا له ما جرى عليه، فكتب الإمام الحسن () رسالة إلى زياد جاء فيها: (من الحسن بن علي إلى زياد أما بعد: فإنك عمدت إلى رجل من المسلمين، له ما لهم، وعليه ما عليهم، فهدمت داره، وأخذت ماله، وحبست أهله وعياله، فإن أتاك كتابي هذا فابن له داره، واردد عليه عياله وماله وشفعني فيه فقد أجرته والسلام).
ولما بلغ الكتاب إلى زياد غضب لأن الإمام () لم ينسبه إلى أبي سفيان، ولم يبدأ به قبله فكتب زياد رسالة نال منها من الإمام () وأشبعها من سموم شتمه وقدحه والتي لا يزفرها سوى زياد وأمثاله ومن تبعه. ( خاص بمواقع الميزان)
ورد الإمام () على الرسالة في سطرين موجزين: (من الحسن بن فاطمة، إلى زياد بن سميّة، أما بعد: فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (الولد للفراش وللعاهر الحجر والسلام) وأرسل الإمام () كتاب زياد إليه لمعاوية مع رد زياد على رسالة الإمام () الثانية، فما أن وصلت الرسائل إلى معاوية فبعث برسالة عاجلة إلى زياد وكتب فيما كتب:
(.. من ذلك كتابك إلى الحسن تشتم أباه وتعرض له بالفسق، ولعمري أنك لأولى بالفسق.. وأمّا تسلطه عليك بالأمر فحق لمثل الحسن أن يتسلط، وأما تركك تشفيعه فيما شفع فيه إليك، فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو أولى به منك، وإذا ورد عليك كتابي فخل ما في يديك لسعيد بن أبي سرح، وابن له داره، واردد عليه ماله ولا تتعرض له، فقد كتبت إلى الحسن () أن يخبره إن شاء أقام عنده وإن شاء رجع إلى بلده، ولا سلطان لك عليه ولا يد ولا لسان).
هكذا كان الإمام الحسن ()، حتى أن التاريخ لم يذكر مورداً أو قصة أو حادثة واحدة أن معاوية أو أزلامه باشروا ارتكاب جرائم القتل في حياة الإمام الحسن () وربما كان ذلك سبب إقدام معاوية على تنفيذ مخطط اغتيال الإمام ().
وبالفعل فكّر معاوية في طريقة يقوم بها لتصفية وجود الإمام () خاصة وأن النشاط الرسالي بدأ يتصاعد بقوة وأن معاوية مكبّلاً في وجود الإمام () لا يستطيع التعرض بالسوء لأي من أصحاب الحسن ().. فأوعز معاوية إلى المستشارين السياسيين وهكذا أفراد الحاشية وعناصر من المقربين له أن يدلّوه على طريقة مناسبة يتم فيها اغتيال الإمام ()، فالبعض اقترح التصفية المعلنة أمام الناس في المدينة لبث الرعب في كافة أرجاءها والبعض الآخر اقترح استدعاؤه إلى الشام ثم تنفيذ فيه خطة الاغتيال.. غير أن معاوية كان يخشى أن تؤدي هذه العمليات إلى تأليب فئات من الشعب ضد نظامه وتدهور الأوضاع السياسية في الداخل، ولذلك فكّر في طريقة يتفادى فيها أي بادرة إثارة وذلك من خلال أمرين وهما:
أولاً: عدم تنفيذ خطة الاغتيال بصورة علنية أو استفزازية ممّا قد تثير حفيظة الشعب أو المعارضة.
ثانياً: عدم المباشرة في تنفيذ خطة الاغتيال لإبعاد الشبهة قدر الإمكان عن السلطة ولذلك وجد معاوية في جعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي بنت لأم فروة أخت الخليفة أبي بكر لتكون هي الأداة المناسبة ـ بكافة المواصفات ـ لتنفيذ الجريمة، وقد اختار معاوية السمّ كوسيلة هادئة للجريمة..
واستطاع معاوية أن يتصل بجعدة وراح يعرض عليها الإغراءات المادية ويحدثها عن الأموال الطائلة والضياع والثروة التي سيعطيها إيّاها والتي بلغت عشرة آلاف دينار وإقطاع عشرة ضياع من سورار وهي موضع بالعراق من بلد السريانيين، وسواد الكوفة، ووعدها أيضاً بتزويجها من ابنه يزيد... ولكن بشرط أن تدس السم إلى الإمام الحسن ()، فلم تطل التفكير في الأمر بل أعطت موافقة فورية.( خاص بمواقع الميزان)
وفي اليوم المحدد جاءت جعدة بالطعام المسموم وقدمته إلى الإمام الحسن () فلمّا وضعته بين يديه قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين، وأبي سيد الوصيين وأمي سيدة نساء العالمين، وعمي جعفر الطيار في الجنة، وحمزة سيد الشهداء صلوات الله عليهم أجمعين.
وأما إن رفعت جعدة المائدة من تحت الإمام () حتى بدأ السم ينتشر داخل جسمه () ويقطع أمعاءه فكان السم يسري.. والألم يسري معه.. وكلاهما يصرمان ما تبقى من عمره الشريف.
جاء إليه أخوه الإمام الحسين () فلمّا رأى حاله بكى، فقال له الحسن (): ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي على ما أراك فيه. فقال له الحسن (): إن الذي يأتي إليّ بسمّ يدبّر فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدّعون أنهم من أمة جدنا، وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك، وسبي ذراريك ونسائك وأخذ ثقلك، فعندها تحلّ ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رماداً ودماً، ويبكي عليك كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار).
وظل الإمام الحسن () يكابد الألم وقد سيطر السّم على كل أنحاء جسمه حتى أنه شكا لأخيه الحسين () قائلاً: (يا أخي سقيت السّم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي).
يقول جنادة بن أبي أمية: (... ثم انقطع نفسه وأصفر لونه، حتى خشيت عليه، ودخل الحسين () والأسود بن الأسود عليه، حتى قبّل رأسه بين عينيه، ثم قعد عنده فتسارّا جميعاً فقال أبو الأسود: إنا لله إن الحسن قد نعيت إليه نفسه.
ودنا الإمام الحسين () من أخيه الحسن () فوجد أن وجه الإمام () يميل إلى الاخضرار فقال الإمام الحسين (): مالي أرى لونك إلى الخضرة؟ فبكى الحسن؟ وقال: يا أخي لقد صحّ حديث جدي فيّ وفيك.
ثم تعانقا طويلاً وتعابرا ثم بكيا كثيراً فسأل الإمام الحسين () أخاه الحسن () عن حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال الإمام الحسن (): (أخبرني جدّي قال: لما دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، على منازل أهل الإيمان رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة إلا أن أحدهما من الزبرجد الأخضر والآخر من الياقوت الأحمر، فقلت: يا جبرائيل لمن هذان القصران فقال: أحدهما للحسن والآخر للحسين (عليهما السلام). فقلت: يا جبرائيل فلم لا يكونان على لونٍ واحد؟ فسكت ولم يرد جواباً، فقلت لم لا تتكلم؟ قال: حياءً منك. فقلت له: سألتك بالله إلا ما أخبرتني فقال: أما خضرة قصر الحسن فإنه يموت بالسم ويخضر لونه عند موته، وأما حمرة قصر الحسين فإنه يقتل ويحمر وجهه بالدم.
ثم سكت الإمام الحسن () وقال كلمته الأخيرة عليكم السلام يا ملائكة ربي ورحمة الله وبركاته وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، وغاب شخص الإمام () عن دار الدنيا إلى دار الخلد في الجنات النعيم).
تشييع جنازة الإمام ():
تولى الإمام الحسين () مهمة تغسيل الجسد الطاهر لأخيه الحسن () وهكذا تكفينه ولفّه، وبعدها حملت جنازة الإمام الحسن () إلى مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولمّا وصلوا المسجد اعترض مروان طريق الجنازة للحيلولة دون الدخول بها إلى المسجد، ثم مضى إلى عائشة يحرضها على منع دفن الإمام الحسن () عند جده، فجاءت عائشة على بغلة لتمنع دفن الإمام ()، فدنا عبد الله بن عباس منها وزجرها وقال لها: يوم على الجمل ويوم على البغل، أو قال هو أو غيره: تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت. فلم تنتهر، بل قامت بتهييج بني أمية، فأقدموا على رشق جنازة الإمام () بالسهام، حتى أننا نقرأ في الزيارة المنقولة عن الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف ـ (يا مواليّ فلو عاينكم المصطفى وسهام الأمة معرفة في أكبادكم ورماحهم مشرعة في نحوركم وسيوفهم مولعة في دمائكم وأنتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد اشتبكت بالسهام أكفانه..).
فجرد بنو هاشم السيوف لمواجهة سهام بني أمية، لو لا تدخل الإمام الحسين () الذي التزم بوصية أخيه الإمام الحسن ()، ثم أمر الحسين () بأن تحمل الجنازة إلى البقيع، فمالوا بالجنازة نحو البقيع. وقد اجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحداً من الزحام وقد بكاه الرجال والنساء سبعاً، واستمر نساء بني هاشم ينحبن عليه شهراً، وحدّت نساء بني هاشم عليه. ( خاص بمواقع الميزان)
وقبل أو يوارى الجثمان الطاهر للإمام الحسن () دنا منه أخوه محمد بن الحنفية ونعاه قائلاً: رحمك الله يا أبا محمد، فوالله لئن عزّت حياتك لقد هدّت وفاتك، ونعم الرّوح، روح عمّر به بدنك ونعم البدن، بدن ضمه كفنك، لم لا يكون كذلك وأنت سليل الهدى، وحلف أهل التقوى، ورابع أصحاب الكساء، غذتك كفّ الحق، وربيت في حجر الإسلام، وأرضعتك ثديا الإيمان، فطب حيّاً وميتاً، فعليك السلام ورحمة الله وإن كانت أنفسنا غير قالية لحياتك ولا شاكّة في الخيار لك
. وحينما وضع الإمام الحسين () جسد أخيه الحسن () في لحده أنشأ يقول:
أأدهن رأسي أم تطيب محـاسني ورأسك معفـــــــور وأنت سليب
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
عظم الله لنا و لكم الأجر
بمصاب الإمام الحسن المسموم ..المظلوم
لعن الله ظالميك يا مولاي من الأولين والآخرين
اللهم العن الجبت والطاغوت
اللهم العن بني امية قاطبة
يا شيعه و من سمو جبدي ---- فجعوا أمي الزهره و جدي
و حيدر يجري ادموعه الفقدي ---- يا ذنب الصادر من عندي
يا شيعه آنه المظلوم ---- و بلا سبب ظلموني
دلالي السم أصبح مرتع ---- بحشاي و باعضاي اتوزع
جبد العصمه ابحين اتقطع ---- ظليت بالآم أتجرع
قلبي صبر عالمحتوم ---- و فاضت ابدمها اعيوني
بسهام و نعشي ايشيعونه ---- جسمي ابها الرميه ايصوبونه
من يم الهادي ايطلعونه ---- منعوا يم قبره ايدفنونه
يم جدي يا شيعه القوم ---- ما قبلوا ايدفنوني
ابذيج الهيمه دفنوا جسمي ---- و اتلقتني المظلومه أمي
قمت أشرح آلامي و همي ---- و عن جور الأيام و خصمي
و ناديت بقلبي المهموم ---- يا يمه ما رحموني
من جسمي اسهامي المسمومه ---- طلعتهن أمي المظلومه
ظلت تنعاني و مهمومه ---- و اتنوح اعله امصابي و يومه
و لزمت ضلعها المهشوم ---- تنادي بألم فجعوني
يا شيعه و من قصفوا عمري ---- رجعوا تالي و هدموا قبري
خلو الحالي المدمع يجري ---- ذكروا امصابي و احيو أمري
أذكركم ابذاك اليوم ---- حين انتم اتذكروني
جزيل الشكر اختي الكريمة "منتظرة المهدي"
اجرك على المظلوم المسموم الأمام الحسن المجتبى عليه صلوات الله وسلامه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء
توقيع خادمة المرتضى
...يا محمد لولاك لما خلقت الأكوان... ولولا علي لما خلقتك... ولولا فاطمة لما خلقتكما...
اللهم العن الجبت والطاغوت والنعثل بعدد فضائل حيدر
يا رب الزهراء بحق الزهراء اشف صدر الزهراء بظهور الحجة
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اعظم الله اجوركم بمصاب استشهاد الامام المجتبى كريم اهل البيت .
نعزي مولاتنا فاطمة نعزي مولانا امير المؤمنين ونعزي مولانا صاحب العزاء الامام الحجة المنتظر سلام الله وصلواته عليهم اجمعين .
اللهم ارزقنا الزيارة في الدنيا والشفاعة في الاخرة
ماجورات انشاءالله في موازين اعمالكم