اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عند الامتحان
اتصل قبل أن ينتصف النهار، طالبا إخراجه بأي حجة مألوفة، أو مبتدعة ومبتكرة، فلم يعد يحتمل البقاء. اخذ والده الفكر بعيدا، فلم تحن عندها فسحة منتصف النهار، ولا نهاية الدوام اليومي. وهو لم يتعود الهروب، ولا هو بالخامل الكسول!
ترك التزاماته - وغادر مقر عمله على عجل. والأفكار تذهب به يمنة ويسرة طوال الطريق، مخافة إصابته بمكروه.
مع دخوله بوابة المدرسة، استغرب وجوده مع بعض زملائه وقوفا في الممرات، مسترسلون في نقاش ودي - وضحك مدوي. وما إن رآه حتى اخذ يصرخ كأنه يطل من غيابة جب: أبي خلصني فلقد بلغت روحي التراق!
دخل الحرم المدرسي بحثا عن المسئولين، الذين لم يكونوا في مكاتبهم. فأخذ يخرج من غرفة إلى أخرى، ويصعد من طابق إلى آخر.
رأى عجبا عجاب، كأنما هجوم غادر - أو حريق مستعر قد انتشر في الأرجاء. فالبعض يجري محاولا الفرارا بجلده، وهم يصطرخون من شدة الحرارة: إخرجونا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. يجرهم آخرون قائلين لهم: ذواقوا عذاب الهون بما كنتم تفعلون.
بسب ما يجري لم يكن اخذ الإذن بالأمر العسير، فالمسئولون ينتظرون من يتحمل مسئولية طلابهم.
وهما يغادران المكان، سأله عن سبب كل هذه الفوضى، وكل هذا الإزعاج والجلبة؟!
- قال وهو يتنفس الصعداء: نحن على أبواب الاختبارات النصف سنوية، والمعلمون منشغلون عنا بالإعداد لها.
لكن الإدارة ليس لديها برنامجا يشغلنا، ويفيدنا خلال هذه الفترة. ولا هم تاركونا نعود إلى بيوتنا، لنستفيد من وقتنا. لذى فهم يحاولون عنوة منعنا من الخروج، وإعادتنا إلى الفصول.
بقلم - حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية