اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفن الاصيل جمالية عقلية!
ربما يتهمني البعض بالسفسطائية التي لا ينبع منها إلاّ ما لا يعرف نتيجة ولا مضموناً! لكنني أهيم في الخيال كلّما مرّ حدث غير طبيعي أو قل خارج المتوقّع عقلاً. ولا أستبعد نظرة التوحّد بين خيال جامح وجنون لا وجود للشيء فيه إلاّ في عقل من لا عقل له!
أكثر ما يشدّني هذه الايام هو نظرة بين جمال الفن الاصيل وجمال العقل المتذوّق (لا أضع التذوّق إلاّ في عقل منير طامح). وأكثر ما ينهي هذا الجمال هو فساد الانتماء الى الفئة الواحدة التي تتغير كلما مرّ تأثير ما. كيف لي أن أعبّر عن هذا الجمال الرائع وأنا تتلاطمني الامواج من هذه الفئة وتلك؟! لا شيء في الوجود يستحقّ أن أنتمي إليه إلاّ الجمال الموحّد الذي تكون إحدى وجهاته فنّ معبّر عنه وعن مكنوناته التي تمتدّ بين الوجود والغيب.(إنّ الله جميل يحبّ الجمال)
ان ظاهرة الولوج الى النفس الانسانية وانعكاساتها على المحيط وإبراز جماليته وانعكاسات المحيط عليها له مذاق لا يتصور طعمه الا من تورَط بشرب كأس خمر الروح العالية التي توصلك الى حيث الربط بين عدة ظواهر وتاثيرات المحيط الفيزيائية التي تاثَر بها الاخر قبل غيره! جزء مهم من هذه الظواهر هو النقل المخلص للمكنون الى المشاهد بحركات وكلمات حلوة المعنى لا ينفصل عنها مجاميع رائعة من حركات الجسد(لغة الجسد).
تساؤلات نسبية!
كلما قرأت النظرية النسبية للعالم الكبير ألبرت أنشتاين أحسست باللامتناهي وباللامحدود الذي يقض مضاجعنا جميعاً التفكير الى ما يحيط به وما يترتب عليه من أمور لنا ومنّا وإلينا ، بل وقد يضيف الى خوفنا المتنامي من انقضاء العمر خوفاً من نوع آخر لا ندري أهو العذاب الذي ينتظرنا في مكان لا نعرفه أين؟ أم الدمار الذي نفكر فيه كل حين لذلك الجسد الذي يتهاوى كلما مرّ الزمان وإنقضت أيامه؟
النظرية النسبية تتحدث عن اشياء كثيرة لم يكن احد ممن سبق انشتاين القدرة والشجاعة على قول ما قال العبقري المهووس بالمعادلات الرياضية التي كانت نتيجة ما ألهمته الموسيقى الصادرة من كمانه الجميل ومن مثابرته المستمرّة في التفكّر والتدبّر في الكون الفسيح والغيب الدفّاق بالشيء الكثير! حيث ان الاشياء التي يتحدث عنها تجعلنا في حيرة من التشكيك المستمر في المحسوس والملموس الى الدرجة الاسطورية. فالنظرية النسبية تعتبر من النظريات الفيزيائية المهمة واجمل ما فيها هذا التركيز على نقد طرق القياس للزمان والمكان. ولكن الحق يقال ان كلما حاول علماء الرياضيات والفيزياء مجتمعين ان يزحزحوا شيئاً من منطق انشتاين اصيبوا بالخيبة الكبيرة.
ان النظرية النسبية التي تعتبر نظرية شمولية في الكثير من الامور المحيطة بنا، لهي البساط العريض الذي تقبله الفيزياء لتضطجع عليه مستريحة من هموم الجهّال الذين لم يتفاعلوا مع النظرية النسبية طوال سنوات! ولا ادري اهي المعين للفيزياء ام الفيزياء المعين لها؟! فقد تم التفاعل بينهما على احسن ما يكون بل كان نتاج التفاعل العديد من العلوم الاخرى. لكن الشيء الذي ارادت به النسبية ان تحل الغازا هو ذلك الذي لم تستوعبه العقول المحيطة. فقد كانت الامكانيات ضعيفة في التطبيق والاستيعاب. بل والى الآن المشكلة قائمة إلا اننا يجب ان نصرّح بان لا توجد تجربة واحدة لا تتفق مع النظرية المذكورة.
لقد لعبت النظرية النسبية دوراً مهماً في تفسير النتائج العديدة للكثير من التجارب التي تقع ضمن تأثير الحواس. والعبقرية التي يتمتع بها صاحبها ان تطرقت نظريته دون النظريات الاخرى الى اللامتناهي في صغره واللامتناهي في كبره. فمن الجسيمات الدقيقة( التي تؤلف وتركّب نوى الذرات حيث الاشعة الطيفية المنبعثة من الكترونات الذرة ومن نواتها ومما يرافق الجسيمات من موجات) الى المجرات التي لا تمتلك المواصفات المحسوسة. فالمجرة التي تعادل الملايين في كبرها للارض بل للمجرة التي نحن جزء منها . وقد تم وضع العشرات من المعادلات الرياضية الرائعة لعملية تفسير سلوك المجرات وما يحيط بها. بالاضافة الى ذلك فقد تطرقت النظرية النسبية الى ظواهر تخصّ الطاقة التي تنبعث من النجوم وكذلك الى ظاهرة التجاذب الكوني بين كل الاجسام العظيمة في الكون.
إنّ من الامور المهمة التي يتطرق لها البعض او قل النقد الموجه للنظرية هي انها نظرية تتمتع بالمنطق الفلسفي أكثر من المنطق الرياضي. حيث يدّعي نقادها ان لو تلاشت النظرية عن الوجود فلن تترك أثراً ينغّص علم الفيزياء او العلوم الاخرى! بينما الحق يقال ان لو تركت النظرية النسبية جانباً ولو للحظة فان الكثير من العلوم ستركن جانباً لتواسيها بل لتتضامن معها ولتعمل ظاهرة الاعتصام الكامل وسنخرج من العلوم خائبين مدحورين وربما صاغرين علمياً!
لقد ولدت النظرية النسبية قبل عام 1905 في ذهن صاحبها منطقاً ذا ابعاد فلسفية متعددة ولكن صياغتها الرياضية كانت في العام المذكور.وقد تطرقت الى علاقة الكتلة بالطاقة وفق منطق ان لا سرعة في الكون اكبر من سرعة الضوء. ثم تطور المنطق الرياضي في ذهن العبقري الى ان وضع النسبية العامة عام 1915.
النسبية الخاصة تربط بين الكتلة والطاقة لاي جسم من خلال سرعة الضوء وفق العلاقة التالية:
C2
أي أن التغير في الطاقة يساوي التغير في الكتلة مضروبا في مربع سرعة الضوء. اي ان الكمية من الكتلة التي تفقد انما تتحول الى كمية معينة تساوي كمية الطاقة الناتجة مقسومة على مربع سرعة الضوء المساوية في الفراغ 300 الف كيلومترا في الساعة تقريباً.
هل رأيت كيف يتم التعامل مع الاشياء في عقل العبقري؟!
لقد قام صاحب النسبية بعملية الممازجة الرائعة والاستقراء الجميل لتجربة مايكلسون ومورلي ونظرية فيتزجيرالد ولورنتز وقد استهلك فيهم كلمة المطلق في الزمان حتى وصل الى مطلقية الزمان وربطه بالمكان وتطلع الى ما يسميه الزمان ـ المكان. بل اشار الى محدودية معينة اسمها الحد الاقصى للبرودة التي اشار اليها ب 273 تحت الصفر بحيث لا يمكن تخطيها الى برودة أكثر او قل الى درجة حرارة ادنى منها.
إنّ كلّ شيء متحرك في الكون هكذا يقول:".. وكلّ في فلك يسبحون" هكذا يقول ربّ العزّة. أنظر الى من يتدبّر في الكون الى ماذا يصل ؟! لو قسنا الامور بالعلمية الطبيعية فقد أثبتت النظريات صحة قول انشتاين وان قسنا الامور على خط الايمان بربّ الكون فهكذا يقول الخالق. سبحان الله! أيّ ان النجوم والسدم والمجرات كلها في حركة دائمة وتقاس حركاتها بالنسبة لبعضها البعض. والقول هذا يعني أنّ محاور الحركة التي نتكلم من خلالها عن جسم متحرك وجسم ساكن هي محاور غير ثابتة وما يقصد بالساكن انما هو متحرك بالنسبة لغيره وفق نقطة دراسة موقعها خارج نطاق نقطة دراستنا التقليدية. نعم هكذا! وليس هناك اتجاه مطلق كالامام والخلف والفوق والتحت واليمين والشمال حيث الشيء الذي امامك ربما يكون خلفي وما هو فوقك ربما يكون تحت للآخر وهكذا..
بقي شيء واحد ندغدغ به سكوننا الذهني النسبي! هو ما قاله العبقري من انّ المطلقية في الوجود هي ضرورة للقياس(كما هو الزمن الانشتايني المطلق) لذلك أثبت من خلال عبقريته ان المطلقية لا محالة من وجودها وان اقتصرت على الزمن. اذن ما يتطرق له بعض اصحاب النظريات الوضعية من انّ كلّ شيء نسبي ولا مطلق نرىالعبقري قدّ إتّكأ مرتاحاً على المطلقية في جانب من الجوانب واقول اوليس هذا دليل على وجود المطلق الذي نؤمن به نحن وربما يؤمن به العبقري من خلال طريقته المعهودة عكس ما يظن به البعض الذي يجيّر النظرية لصالحه؟!
وأنت ماذا عساك تقول؟!