عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
دعاء مكارم الأخلاق
بتاريخ : 06-Apr-2009 الساعة : 11:10 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأعز المرسلين سيد الخلق أجمعين والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين سيدي ومولاي أبا الحسن والسلام على ابنة خير البشرية الطاهرة الزكية البتول الإنسية المظلومة التقية وعلى ذريتهما أجمعين ولعنة الله على ظالميهم لعنة تتبعها لعائن إلى قيام يوم الدين
أخص بالسلام في مقالي هذا حضرة الإمام السجاد(ع) وزين العباد
سيد الساجدين والبَكَّاءُ المُتهجدُ في الليل والنهار
خوفاً وطوعاً ورهبةً وتقرباً
بين يدي ربه تبارك وتعالى
ومن أورثنا أدعية ومناجات وعبرات لو تمسكنا بها وبحذافيرها لأُغلقت أبواب جهنم
ومُلئت الجنانُ من الآدميين أجمعين
بعد هذه المقدمة المتواضعة
جئتكم لأخط ما جال في الوجدان مع بعض الأسئلة وبعض الإفتراضات
أللهم صلي على محمد وال محمد
وعجل فرجهم بمحمد وآلِ محمد
دعاء مكارم الأخلاق ,,
مَن مِنا لم يقرأ دعاء مكارم الأخلاق ؟
ومَن مِنا لم يتعمق في تفسير هذا الدعاء العظيم الشأن
وهل من يتعمق به يُطبقه على نفسه
أللهم خذ لنفسي ما يُخلصُها , وأبقِ لنفسي من نفسي ما يُصلِحُها ,
فإن نفسي هالِكةٌ أو تعصِمُها.
لو تعمقنا بهذا الشرح وقلنا كيف نُخَلِص أنفسنا؟
فللنفس خياران : الصلاح والفساد وأمرها بيد الإنسان
ففي الآية المباركة يقول الله تعالى :
و نفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
فبما أن الصلاح والفساد بيد الإنسان
يبقى الإنسان بحاجة إلى عون من الله لذا يطلب إمامنا السجاد في الدعاء من الله التسديد والمدد , فأن كانت النفس ميالة إلى الوقوع في الهوى والباطل ,فالملجأ الوحيد هو الله تبارك وتعالى ,ليأخذ منها ما يُفسدها ويُبقي ما يُعينها على الصلاح ,بما تختزنه من بقية تساعدها على ذلك فالنفس هالكة إذا تُركت لهواها.
إذن الإنسان بحاجة دائما إلى بقاء الخط المتواصل مع الله تبارك وتعالى لكي لا يقع في الخطيئة , ومتى إنقطع هذا الخط في لحظة وقع الإنسانُ في الخطيئة .
ففي مناجاة الشاكين يقول عليه سلام الله
إلهي أشكو إليك نفساً بالسوء أمارة , وإلى الخطيئة مبادرة , وبمعاصيك مولعة, كثيرة العلل , طويلة الأمل , إن مسها الشر تجزع , وإن مسها الخير تمنع, ميالة إلى اللعب واللهو , مملوءة بالغفلة والسهو .
فالذي يدعو هو إمامٌ معصوم وابن معصومين وحفيد أمير المؤمنين
فكيف بنا نحن ؟
هل نحنا ممن يُطبقون القول بالفعل ؟
فيا أيتها النفس لا تغتري وجاهدي وأقهري وخالفي هواكِ
فقد ورد عن أمير المؤمنين أنه قال :
إملكوا أنفسكم بدوام جهادها
وصلاح النفس مخالفة الهوى
فالعزوف عن المحرمات وتركها فيه درك النجاح
والقناعة أن قدرتك محدودة أيها الإنسان بما أودعه الله فيك, ولا تطمئن إلى نفسك وصلاحك , ولا تغتر بمدح الناس إليك , وأنك تملك أمكانية الرُقيّ ,كي لا تُصاب بالغروروالفتنة , وكي تعترف دائماً أنك لا زلت مقصراً تجاه النفس والدين وخدمة المؤمنين والصالحين ,
وأعرف أن الله إبتلاك لِيُمحص ما بداخلك , وأن البلاء نزل عليك بألوان مختلفة ,
فالصبر على البلاء عنوان النجاة والفوز
وبشر الصابرين الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
فلا تتصرف بردة فعل سلبية على البلاء, فالصبر عليه محطة فوز , وبذلك يتميز الإنسان, فعن رسول الله أنه قال:
لا تكون مؤمناً حتى تعد البلاء نعمة , والرخاء محنة ,
والحكمة أن ينظر الإنسان إلى كل شيء في هذه الدنيا من منظار الخير بالغاً ما بلغ من البلاء, فهو مؤقت وعابر, وقد يكون البديل آلاماً أكبر وأصعب , فليسلم المؤمن لما قضاه الله لينال درجة الصديقين عند الله تعالى .
فهذه الدنيا دار عمل وكدح ومشقة , ولا تتوقع راحة البال والجسد من الأخرين
ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى
إني وضعتُ الراحة في الآخرة , وهم يطلبون في الدنيا , فمتى يجدون؟
فكن أيها الإنسان باراً سخياً صبوراً راهباً
فسخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الأذى ومساعدة المظلوم ومناصرة الضعيف وعدم العبث في الناس والتعرض لهم بأذية وعدم الشك والريبة وعدم التدخل في ما لا يعنيك والترفع عن مراقبة الناس والإنتباه واليقظة لكي لا تكون سبب في قطع وصال أو ظلامة إنسان
واعلم إنك إن أعتذرت لمؤمن فما زادك الله إلا رفعة وهذا من علم الأنبياء والأئمة عليهم صوات الله أجمعين
وكن كاظم الغيظ واعفوا عن من ظلمك
وكن حليماً رحيماً ولا تفتري بأوهام أو تخيلات وكن صديقاً صادقاً ومحسناً
ولا تجزع إلا من ا لله واستعبر
وأدمع لدمع آل محمد ومحبيهم
وأفرح لفرحهم وكن لأخاك المؤمن كالجسد الواحد والقلب الواحد
واسأل الله أن لا يحرمك مجالسة المؤمنين , وأن لا يبلونك بمجالسة أهل الباطل , ولا الإفتراق عن الحق وأهله
ولكي تسمو النفس والروح إلى علياء الملكوت بقدر المستطاع
والسلام عليكم ورحمة من الله وبركات
|