اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على علي بن الحسين سيد العابدين الذي استخلصته لنفسك وجعلته من أئمة الهدى الذين بالحق وبه يعدلون اخترته لنفسك وطهرته من الرجس واصطفيته وجعلته هاديا مهديا .
الإمام السجاد في كربلاء
تؤكد المصادر التاريخية أنّ الإمام السجاد كان حاضراً في كربلاء إذ شهد واقعة الطفّ بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروّعة ، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها ، ولعلّه يُعتبر أصدق وأهم مراجعها على الاِطلاق..
ولقد ورد في بعض النصوص التأريخية المعتبرة عن أهل البيت في ذكر أسماء من حضر مع الإمام الحسين ، أنّ الإمام السجاد قد قاتل في ذلك اليوم وقد جُرح..
وكان ممّا ورد في هذا السياق ما نصه : « وكان علي بن الحسين عليلاً ، وارتُثَّ يومئذٍ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه وأُخِذ مع النساء » .
ومع وضوح هذا النص ، فإنّ كلمة ( ارتُثَّ ) هذه تدلُّ على اشتراكه في القتال ، لاَنّها تُقال لمن حُمل من المعركة بعد أن قاتل وأُثخن بالجراح ، فأُخرج من أرضها وبه رمق ، كما يقول اللغويون ، أو أصحاب فقه اللغة . (خاص بمواقع الميزان )
إلاّ أن المؤكد في معظم المصادر التاريخية ، أو المتفق عليه فيها أنه كان يوم كربلاء مريضاً أو موعوكاً وللحدّ الذي لا يستطيع الوقوف على قدميه ، أو لا تحمله قدماه ، كما تقول الروايات.
فقد جاء في تاريخ اليعقوبي ـ المجلد الثاني ، ما نصه : ( روي عن علي ابن الحسين أنّه قال : « إنّي لجالسٌ في العشية التي قُتل فيها أبي الحسين بن علي ، في صبيحتها وعمّتي زينب تمرّضني ، إذ دخل أبي وهو يقول :
يـا دهرُ أفٍّ لك مـن خليلِ * كم لك في الاِشراق والاَصيلِ
مـن طالبٍ وصـاحبٍ قتيلِ * والدهـر لا يقنـع بـالبديلِ
وإنّمـا الاَمـر إلـى الجليلِ * وكـلّ حـيٍّ سـالكُ السبيلِ
ففهمتُ ما قال وعرفتُ ما أراد ، وخنقتني عبرتي ، ورددتُ دمعتي ، وعرفتُ أنّ البلاء قد نزل بنا. فأمّا عمّتي زينب فإنّها لمّا سمعت ما سمعت ، والنساء من شأنهنّ الرقّة والجزع ، لم تملك أن وثبت تجرّ ثوبها حاسرة وهي تقول : واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة... ، فقال لها الحسين : ياأختي اتّقي الله ، فإنّ الموت نازل لا محالة ، فلطمت وجهها وشقّت جيبها وخرّت مغشياً عليها ، وصاحت واويلاه واثكلاه ، فتقدّم إليها وصبّ على وجهها الماء وقال : يا أختاه : تعزّي بعزاء الله ، فإنّ لي ولكلِّ مسلم ومسلمة اُسوة برسول الله ... ثمّ قال : إنّي أُقسم عليك ، فأبرّي قسمي ، لا تشقّي عليَّ جيباً ، ولا تخمشي عليَّ وجهاً ، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور. ثمّ جاء حتى
أجلسها عندي ، فإنّي لمريض مدنف ، وخرج إلى أصحابه ... » .
(خاص بمواقع الميزان )
ثمّ راح يشرح قصّة مصرع والده وأصحابه وبنيه وأهل بيته.. ويؤرّخ مواقفهم وملاحمهم البطولية الخالدة بأصدق ما يكون المؤرخ ، وأدقّ ما يسجل التاريخ...
إذن ، كان الإمام الحسين برحلته من الحجاز إلى العراق ، وكلماته كلّها ، ومصرعه الدامي ومشاهد البطولة والفداء ، كلّها مخزونة في وجدان وضمير الإمام السجاد وهو يسمعه يقول يوماً : « كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء » ، ويسمعه يقول في يوم آخر : « من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ولم يغيّر عليه بقول أو فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله » ، ويسمعه يقول في يوم ثالث ورابع : « والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد » « إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً » « الموت أولى من ركوب العار ، والعار أولى من دخول النار » فيما يسمع إخوته وأبناء عمومته وأصحاب أبيه ينشدون في حومة الوغى ويهتفون :
إذا لـم يكـن مــن المـوتِ بـدٌّ * فمـن العــار أن تمـوت جبـانـا
أنـا علـي بـن الحسين بـن علي * نحــن وأيـم الله أولـى بـالنبـي
أطعنكـم بـالـرمـح حتـى ينثنـي * أضربكـم بالسيف أحمـي عـن أبي
ضـرب غـلامٍ علــوي هـاشمـي * والله لا يحكـم فينـا ابـن الـدعـي
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى * إذا ما نـوى خيـراً وجاهد مسلمـا
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفـارق مثبوراً وخـالف مجرما
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم * كفـى بك ذلاًّ أن تعيش وتُرغمـا
كلّ ذلك وغيره كثير يختزنه الإمام السجاد ويطوي عليه قلبه وضلوعه ، إذ لم يتسنَّ له أن يبذل مهجته ، لجرحٍ أصابه ، فأخرجه من المعركة ، أو مرضٍ شديد أقعده عن المساهمة فيها ، فيحمل تلك المشاهد والكلمات ليصبح بعد ذلك ناطقاً رسمياً بما شاهده واطّلع عليه ، ويكون المرجع الرئيس المُنتدب لاِتمام المهمة التي استشهد من أجلها أبوه الإمام الحسين ، والتي لم تنته باستشهاده ، بل إنّها بدأت بعد ذلك مباشرة فعلاً.
(خاص بمواقع الميزان )
وحين نقول ذلك ونؤكد أن مصرع الإمام الحسين هو الحدث التاريخي الاَكبر الذي أدى إلى بلورة الاتجاه الصحيح في الاِسلام ، وقاد ثورته التصحيحية فعلاً ، فان دور الإمام السجاد يأتي الاَكثر تجلياً في ريادة مشروع هذه الثورة واستكمال فصولها وتجلية مفرداتها وشرح أبعادها ورسم المعالم الحقيقية للخط الاِسلامي المحمدي الاَصيل.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بســــــــــــــم الله الرحمــــــــن الرحــــــــــــــــــيم ..
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يا عليل كربلاء و سيد الساجدين إمامي زين العابدين ورحمة الله و بركاته
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته (الفرزدق )
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره العرب تعرف من انكرت والعجمُ
ماجورة اختي الغالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته