اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال أبو طالب :
لعمري لقد كُلِّفتُ وجداً بأحمدٍ * وأحببته حُبّ الحبيب المواصلِ
وَجُدتُ بنفسي دونه وحميته * ودارأت عنه بالذرى والكلاكل
كذبتم وبيت الله نُسلِمُ أحمداً * ولمّا نطاعن دونه ونقاتلِ
ونُسلمه حتى نُصرّعَ حوله * ونَذْهَل عن أبنائنا والحلائلِ
قال أبو طالب :
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمداً * نبياً كموسى خطّ في أول الكتبِ
وأن عليه في العباد محبّةً * ولا شكّ فيمن خصّه الله بالحبِّ
قال أبو طالب :
أنت الأمين محمد قرم أغر مسود * لمسودين أطائب كرموا وطاب المولد
أنت السعيد من السعود تكنفتك الأسعد * من لدن آدم لم يزل فينا وصي مرشد
فلقد عرفتك صادقا بالقول لا تتفند * مازلت تنطق بالصواب وأنت طفل أمرد
قال أبو طالب :
أنت الأمين أمين الله لا كذبِ * والصادق القول لا لهو ولعبِ
أنت الرسول رسول الله نعلمهُ * عليك تنزلُ من ذي العزة الكتبِ
قال أبو طالب :
يقولون لي: دَعْ نَصْرَ مَن جاءَ بالهُدى * وغالبْ لنا غِلابَ كلِّ مُغالبِ
وسلِّمْ إلينا أحمدا واكْفَلَنْ لنا * بُنَّياً، ولا تَحفِلْ بقولِ الُمعاتبِ
فقلتُ لهُمْ: الله ربِّي وناصِري * على كلِّ باغٍ من لؤيِّ بنِ غالبِ
قال أبو طالب :
اعلَمْ أبا أرْوَى بأنَّكَ ماجدٌ * مِن صُلْبِ شَيبَة َ فانْصُرَنَّ محمَّدا
للهِ دَرُّك إنْ عرفْتَ مكانَهُ * في قومهِ ووَهَبْتَ منكَ لهُ يَدا!
قال أبو طالب :
أنتَ النبيُّ محمدُ * قرْمٌ أغرُّ مُسَوَّدُ
لمسوَّدين أكارمٍ * طابوا وطابَ المَوْلدُ
قال أبو طالب :
مَليكُ الناسِ ليسَ لهُ شَريكٌ * هوَ الوهّابُ والمُبْدي المُعيدُ
ومَن تَحتَ السَّماءِ لهُ بحقٍ * ومنَ فَوقَ السماءِ لهُ عَبيدُ
قال أبو طالب :
لَقَد أكرمَ اللهُ النَّبيَّ مُحمَّداً * فأَكرمُ خلقِ الله في الناس أَحْمدُ
وشَقَّ له منْ اسْمهِ ليُجِلَّهُ * فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمَّدُ
قال أبو طالب :
يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ * أنِّي على دينِ النبيِّ أحمدِ
قال أبو طالب :
وقالوا لأحمد أنت امرؤ * خلوف الحديث ضعيف النسب
ألا إن أحمد قد جاءهم * بحق و لم يأتهم بالكذب
قال أبو طالب :
إذا قيل من خير هذا الورى * قبيلا وأكرمهم أسرة
أناف بعبد مناف أبي * أبو نضلة هاشم الغرة
وقد حل مجد بني هاشم * مكان النعائم والزهرة
وخير بني هاشم أحمد * رسول المليك على فترة
قال أبو طالب :
أخلتم بأنا مسلمون محمدا * ولما نقاذف دونه بالمراجم
أمينا حبيبا في البلاد مسوما * بخاتم رب قاهر للخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة * وما جاهل في فضله مثل عالم
نبيا أتاه الوحي من عند ربه * فمن قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل باغ وظالم
قال أبو طالب :
إن الأمين محمدا في قومه * عندي يفوق منازل الأولاد
لما تعلق بالزمان ضممته * والعيس قد قلصن بالأزواد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شرف من المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد
قال أبو طالب :
ترجون أن نسخو بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم
كذبتم وبيت الله حتى تفرقوا * جماجم تلقى بالحطيم وزمزم
وتقطع أرحام وتنسى خليلة * خليلا ويغشى محرم بعد محرم
وينهض قوم في الحديد إليكم * يذودون عن أحسابهم كل مجرم
على ما أتى من بغيكم وضلالكم * وعصيانكم في كل أمر ومظلم
بظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى * وأمر أتى من عند ذي العرش مبرم
فلا تحسبونا مسلميه ومثله * إذا كان في قوم فليس بمسلم