اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم ولا سيما الوهابية .
ملعون من شب الحطب على باب بنت النبي
وصيّة فاطمة لعليّ بدفنها و تجهيزها
مصباح الأنوار: عن أبي عبداللَّه، عن آبائه
، قال:
إنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا احتضرت أوصت عليّاً
، فقالت:
إذا أنت متّ، فتولّ أنت غسلي و جهّزني، و صلّ عَلَيّ، و أنزلني قبري، و ألحدني، وسوّ التراب عَلَيّ، و اجلس عند رأسي قبالة وجهي، فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى اُنس الأحياء.
و أنا استودعك اللَّه تعالى و أوصيك في ولدي خير.
ثمّ ضمّت إليها اُمّ كلثوم عليهاالسلام، فقالت له: إذا بلغت فلها ما في المنزل، ثمّ اللَّه لها.
فلمّا توفّيت فعل ذلك أميرالمؤمنين
، و دفنها ليلاً في دار عقيل في الزاوية الثالثة من صدر الدار.
و منه: عن أبي عبداللَّه
، عن آبائه
:
أنّ أميرالمؤمنين
لمّا وضع فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله في القبر، قال:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم بسم اللَّه و باللَّه، و على ملّة رسول اللَّه محمّد بن عبداللَّه، سلّمتك أيّتها الصدّيقة إلى من هو أولى بك منّي، و رضيت لك بما رضي اللَّه تعالى لك.
ثمّ قرأ: (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُم تَارةً اُخرى).
فلمّا سوّى عليها التراب أمر بقبرها، فرشّ عليها الماء، ثمّ جلس عند قبرها باكياً حزيناً، فأخذ العبّاس بيده، فانصرف به.
عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، عن أبي جعفر
قال: قلت له: الشفع يدخل القبر أو الوتر؟
فقال: سواء عليك، أدخل فاطمة صلوات اللَّه عليها القبر أربعة
مصباح الأنوار: عن أبي جعفر
قال:
قالت فاطمة لعليّ عليهماالسلام: إنّي اُوصيك في نفسي و هي أحبّ الأنفس إليّ بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله:
إذا أنا متّ فغسّلني بيدك، و حنّطني و كفّنّي، و ادفنّي ليلاً، و لا يشهدني فلان و فلان، و استودعتك اللَّه تعالى حتّى ألقاك، جمع اللَّه بيني و بينك في داره و قرب جواره.
و منه: و عن جعفر بن محمّد، عن آبائه
، قال:
لمّا حضرت فاطمة عليهاالسلام الوفاة بكت.
فقال لها: لا تبكي فواللَّه؛ إنّ ذلك لصغير عندي في ذات اللَّه.
قال: و أوصته أن لا يؤذن بها الشيخين، ففعل.
و منه: و عن يحيى بن عبداللَّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب
قال:
قالت فاطمة عليهاالسلام لعليّ
: إنّ لي إليك حاجة يا أباالحسن!
فقال: تقضي يا بنت رسول اللَّه!
فقالت: نشدتك باللَّه و بحقّ محمّد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله أن لا يصلّي عَلَيّ أبوبكر و لا عمر.
و عن أسماء بنت عميس قالت: أوصتني فاطمة عليهاالسلام أن لا يغسّلها إذا ماتت إلّا أنا و عليّ
.
فغسّلتها أنا و علي
.
الواقديّ: إنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا حضرتها الوفاة أوصت عليّاً
أن لا يصلّي عليها أبوبكر و عمر، فعمل بوصيّتها.
عيسى بن مهران، عن فحول بن إبراهيم، عن عمر بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس، قال:
أوصت فاطمة عليهاالسلام أن لا يعلم إذا ماتت؛ أبوبكر و لا عمر، و لا يصلّيا عليها.
قال: فدفنها عليّ
ليلاً، و لم يعلمهما بذلك.
عليّ بن أحمد بن محمّد، عن الأسديّ، عن النخعيّ، عن النوفليّ، عن ابن البطائنيّ، عن أبيه قال:
سألت أباعبداللَّه
: لأيّ علّة دفنت فاطمة عليهاالسلام بالليل، و لم تدفن بالنهار؟
قال: لأنّها أوصت أن لا يصلّي عليها الرجلان الأعرابيّان.
عن ابن أبي رافع، عن أبيه، عن اُمّه سلمى، قالت:
اشتكت فاطمة عليهاالسلام بعد ما قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله بستّة أشهر.
قالت: فكنت اُمرّضها، فقالت لي ذات يوم: إسكبي لي غسلاً.
قالت: فسكبت لها غسلاً، فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل.
ثمّ قالت: يا سلمى! هلمّي ثيابي الجدد، فأتيتها بها، فلبستها.
ثمّ جاءت إلى مكانها الّذي كانت تصلّي فيه، فقالت: قرّبي فراشي إلى وسط البيت.
ففعلت فاضطجعت عليه و وضعت يدها اليمنى تحت خدّها، واستقبلت القبلة، و قالت: يا سلمى! إنّي مقبوضة الآن.
قالت: و كان عليّ
يرى ذلك من صنيعها، فلمّا سمعها، تقول: إنّي مقبوضة الآن، استبقت عيناه بالدموع.
فقالت: يا أباالحسن! اصبر، فإنّ اللَّه مع الصابرين، اللَّه خليفتي عليك و ضمّت حسناً و حسيناً عليهماالسلام إليها.
و قالت سلمى: فكأنّها كانت نائمة، قبضت صلوات اللَّه عليها، فأخذ عليّ
في شأنها و أخرجها، فدفنها ليلاً.
علّة شهادة فاطمة
محمّد بن هارون بن موسى التلعكبريّ، عن أبيه، عن محمّد بن همام، عن أحمد البرقيّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه
، قال:
قبضت فاطمة عليهاالسلام في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة.
و كان سبب وفاتها عليهاالسلام أنّ قنفذاً لعنه اللَّه- مولى عمر- لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً
، و مرضت من ذلك مرضاً شديداً، و لم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها.
و كان الرجلان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه و آله!! سألا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه أن يشفع لهما إليها.
فسألها أميرالمؤمنين
، فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول اللَّه؟
قالت: بخير بحمد اللَّه.
ثمّ قالت لهما: ما سمعتما النبيّ صلى اللَّه عليه و آله يقول: «فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللَّه؟»
قالا: بلى.
قالت: فواللَّه؛ لقد آذيتماني.
قال: فخرجا من عندها عليهاالسلام و هي ساخطة عليهما... الحديث.
الدقّاق، عن الأسديّ، عن النخعيّ، عن النوفليّ، عن ابن البطائنيّ، عن أبيه، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس- في خبر طويل- قال صلى اللَّه عليه و آله:
و أمّا ابنتي فاطمة عليهاالسلام؛... و منعت إرثها و كسر جنبها و أسقطت جنينها... فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدّم عَلَيّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك:
اللهمّ العن من ظلمها، و عاقب من غصبها، و ذلّل من أذلّها، و خلّد في نارك من ضرب جنينها حتّى ألقت ولدها.
فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.
أقول: أوردت بتمامه في عنوان: «إخبار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله فاطمة عليهاالسلام و ساير أهل بيته بأنّهم مظلومون... بعده» فراجع.
3517/ 3- أقول: وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلاليّ برواية أبان بن أبي عيّاش عنه، عن سلمان؛ و عبداللَّه بن العبّاس، قالا:
توفّي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله يوم توفّي، فلم يوضع في حفرته حتّى نكث الناس و ارتدّوا، و أجمعوا على الخلاف، و اشتغل عليّ
برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله حتّى فرغ من غسله و تكفينه و تحنيطه و وضعه في حفرته.
ثمّ أقبل على تأليف القرآن، و شغل عنهم بوصيّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله.
فقال عمر لأبي بكر: يا هذا! إنّ الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل، و أهل بيته، فابعث إليه.
فبعث إليه ابن عمّ لعمر، يقال له: قنفذ، فقال له: يا قنفذ! انطلق إلى عليّ
فقل له: أجب خليفة رسول اللَّه!!
فبعثا مراراً و أبى عليّ
أن يأتيهم.
فوثب عمر غضبان، و نادى خالد بن الوليد و قنفذاً، فأمرهما أن يحملا حطباً و ناراً، ثمّ أقبل حتّى انتهى إلى باب عليّ و فاطمة صلوات اللَّه عليهما، و فاطمة عليهاالسلام قاعدة خلف الباب، قد عصّبت رأسه، و نحل جسمها في وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله.
فأقبل عمر حتّى ضرب الباب، ثمّ نادى: يابن أبي طالب! افتح الباب.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا عمر! ما لنا و لك لا تدعنا و ما نحن فيه؟
قال: افتحي الباب و إلّا أحرقنا عليكم.
فقالت: يا عمر! أما تتّقي اللَّه عزّ و جلّ تدخل عَلَيّ بيتي، و تهجم على داري؟
فأبى أن ينصرف.
ثمّ دعا عمر بالنار، فأضرمها في الباب، فأحرق الباب، ثمّ دفعه عمر.
فاستقبلته فاطمة عليهاالسلام، و صاحت: يا أبتاه! يا رسول اللَّه!
فرفع السيف و هو في غمده فوجأ به جنبها، فصرخت، فرفع السوط، فضرب به ذراعها، فصاحت: يا أبتاه!
فوثب عليّ بن أبي طالب
، فأخذ بتلابيب عمر، ثمّ هزّه فصرعه و وجأ أنفه و رقبته، و همّ بقتله، فذكر قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و ما أوصاه به من الصبر والطاعة، فقال: والّذي كرّم محمّداً صلى اللَّه عليه و آله بالنبوّة يا ابن صهّاك! لو لا كتاب من اللَّه سبق لعلمت أنّك لا تدخل بيتي.
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتّى دخلوا الدار، فكاثروه و ألقوا في عنقه حبلاً.
فحالت بينهم و بينه فاطمة عليهاالسلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت، و أنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه اللَّه.
فألجأها إلى عضادة بيتها و دفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنيناً من بطنها.
فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلّى اللَّه عليها من ذلك شهيدة.
- و ساق الحديث الطويل في الداهية العظمى والمصيبة الكبرى-... إلى أن قال ابن عبّاس:
ثمّ إنّ فاطمة عليهاالسلام بلغها أنّ أبابكر قبض فدكاً، فخرجت في نساء بني هاشم حتّى دخلت على أبي بكر، فقالت: يا أبابكر! تريد أن تأخذ منّي أرضاً جعلها لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله؟
فدعا أبوبكر بدواة ليكتب به لها، فدخل عمر، فقال: يا خليفة رسول اللَّه!! لا تكتب لها حتّى تقيم البيّنة بما تدّعي.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: عليّ
و اُمّ أيمن يشهدان بذلك.
فقال عمر: لا تقبل شهادة امرأة أعجميّة لا تفصح، و أمّا عليّ؛ فيجرّ النار إلى قرصته.
فرجعت فاطمة عليهاالسلام مغتاظة، فمرضت.
و كان عليّ
يصلّي في المسجد الصلوات الخمس، فلمّا صلّى قال له أبوبكر و عمر: كيف بنت رسول اللَّه! إلى أن ثقلت فسألا عنها، و قالا: قد كان بيننا و بينها ما قد علمت، فإن رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا!!
قال: ذاك إليكما.
فقاما فجلسا بالباب، و دخل عليّ
على فاطمة عليهاالسلام، فقال لها: أيّتها الحرّة! فلان و فلان بالباب يريدان أن يسلّما عليك فما تريدين؟
قالت: البيت بيتك، والحرّة زوجتك، افعل ما تشاء.
فقال: سدّي قناعك.
فسدّت قناعها و حوّلت وجهها إلى الحائط.
فدخلا و سلّما، و قالا: أرضي عنّا رضي اللَّه عنك.
فقالت: ما دعا إلى هذا؟
فقالا: اعترفنا بالإساءة و رجونا أن تعفي عنّا.
فقالت: إن كنتما صادقين فاخبراني عمّا أسألكما عنه، فإنّي لا أسألكما عن أمر إلّا و أنا عارفة بأنّكما تعلمانه، فإن صدقتما علمت أنّكما صادقان في مجيئكما.
قالا: سلي عمّا بدا لك.
قالت: نشدتكما اللَّه؛ هل سمعتما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله يقول: «فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني؟»
قالا: نعم.
فرفعت يدها إلى السماء، فقالت:
اللهمّ إنّهما قد آذياني، فأنا أشكوهما إليك و إلى رسولك، لا واللَّه؛ لا اُرضي عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و أخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما.
قال: فعند ذلك دعا أبوبكر بالويل والثبور و جزع جزعاً شديداً.
فقال عمر: تجزع يا خليفة رسول اللَّه!! من قول امرأة؟
قال: فبقيت فاطمة عليهاالسلام بعد وفاة أبيها صلى اللَّه عليه و آله أربعين ليلة، فلمّا اشتدّ بها الأمر دعت عليّاً
.
و قالت: يابن عمّ! ما أراني إلّا لما بي، و أنا اُوصيك أن تتزوّج بأمامة بنت اُختي زينب لي، و أن لا يشهد أحد من أعداء اللَّه جنازتي و لا دفني و لا الصلاة عَلَيّ.
قال ابن عبّاس: فقبضت فاطمة عليهاالسلام من يومها، فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء، و دهش الناس كيوم قبض فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، الحديث.
الاحتجاج: فما احتجّ به الحسن
على معاوية و أصحابه أنّه قال لمغيرة ابن شعبة:
أنت ضربت فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله حتّى أدميتها، و ألقت ما في بطنها، استذلالاً منك لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، و مخالفة منك لأمره، و انتهاكاً لحرمته؛
و قد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله: أنت سيّدة نساء أهل الجنّة، واللَّه؛ مصيرك إلى النار.
أقول: نقل في «البحار» عن كتاب «البلدالأمين» و «جنّة الأمان» دعاءاً رفيع الشأن، و عظيم المنزلة؛ رواه عبداللَّه بن عبّاس عن عليّ
، أنّه كان يقنت به.
و قال: إنّ الداعي به كالرّامي مع النبيّ صلى اللَّه عليه و آله في بدر و اُحد و حنين بألف ألف سهم.
والدعاء:
اللهمّ العن صنمي قريش، و جبتيها و طاغوتيها... اللهمّ العنهما و أنصارهما، فقد أخربا بيت النبوّة... إلى آخر الدعاء.
ثمّ ذكر العلّامة المجلسي رحمه اللَّه في البيان قول الكفعمي رحمه اللَّه في بيان هذا الدعاء