المعرفة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع علوية مشاركات 0 الزيارات 1416 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

علوية
زائر
رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0 يوميا

عرض البوم صور علوية



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي المعرفة
قديم بتاريخ : 18-May-2009 الساعة : 06:28 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد
أما بعد


المعــرفة
عَرَفَ الشيءأدركه بالحواس ، أو بغيرها .
والمعرفة إدراك الأشياء وتصورها، ولها عند القدماء عدة معان:
منها إدراك الأشياء بإحدى الحواس.
ومنها العلم مطلقاً ، تصوراً كان أو تصديقاً.
ومنها إدراك البسيط، سواءً كان تصوراً للماهية، أو تصديقاً بأحوالها
ومنها إدراك الجزئي عن دليل
ومنها الإدراك الذي هو بعد الجهل
.
وفرّقوا بين العلم والمعرفة
فقالوا إن المعرفة إدراك الجزئي، والعلم إدراك الكلي، وان المعرفة تستعمل في التصورات، والعلم في التصديقات، ولذلك تقول عرفت الله دون علمته، لأن من شرط العلم أن يكون محيطاً بأحوال المعلوم إحاطة تامة، ومن أجل ذلك وصف الله بالعلم لا بالمعرفة، فالمعرفة أقل من العلم لأن للعلم شروطاً لا تتوافر في كل معرفة، فكل علم معـرفة، وليس كل معرفة علماً وهذه المعاني المتعددة للمعرفة تدل على أنها درجات متفاوتة أدناها المعرفة الحسية ، وأعلاها المعرفة العقلية، وكثيراً ما يراد بالمعرفة مضمونها ونتيجتها والعارف في تعارف قوم هو المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى
أما عند المتصوفين فالمعرفة هي العلم الذي لا يقبل الشك، لان المعلوم عندهم هو ذات اللـه وصفاته:
أمـا معرفة الذات: فهي أن يعلم انه تعالى موجود واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ ، لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيءٌ.
وأما معرفة الصفات: فهي أن يعلم أنه تعالى حيٌ عالمٌ قادرٌ مريدٌ سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إلى غيرِ ذلك من صفاتِ الكمال
.
والمعرفة تقسم إلى قسمين: معرفة عامة، ومعرفة دينية:
أما المعرفة العامة: فهي المعرفة على اختلاف فروعها وأنواعها، ولسنا الآن بصدد بحثها في كتابنا
أما المعرفة الدينية: فهي مجموعة المعارف التي يتصدى الدين الإسلامي لبيانها وأما مصادرها فهي:
العقل أولاً، والحس ثانياً والوحي ثالثاً
والمراد بالعقل هو الدليل العقلي القطعي ، والحس هو ما يؤدي إليه الإحساس المباشر في الأمور الجزئية ، والوحي هـو ما نزل على الرسول الأكرم(ص)
.
فالمعرفة
هي أول فرض افترضه الله على عباده، والمراد بها المعرفة الإيمانية لا المعرفة بكنه الحقيقة ،لأن المعرفة في الاطلاع على الحقائق إما ممتنعة كما في الواجب، وإما متعذرة كما في الجواهرغير المادية كالجواهر القدسية والأرواح البشرية، أو متعسرة كالجواهر المادية وما يتبعها من الأعراض إلا انه لا يلزم ذلك عدم معرفــة البشر بأحــوال تلك الحقائق ولهذا يمكن للبشر معرفة صفات الباري تعالى، وسائر ما يتعلق بها من الاحوال
.
وان المعرفة بالدليل الإجمالي فرض عين لا مخرج عنه لأحد من المكلفين،كالاعتقاد بوجود الله ونفي الشريك عنه، والشبيه له، والإقرار ببعثة الأنبياء، والإيمان بوجود اليوم الآخر، هذا من حيث الأصول، أما من حيث الفروع ،كمعرفة كيفية إقامة المفترضات وذلك لإمكانية التعبد بها بشكل صحيح، كالصلاة والزكاة والحج والصيام، وأما ما دق منها وخفي علمه وفهمه على المكَلف فيعود فيه إلى الأعلم، والأوثق
وأما المعرفة بالدليل التفصيلي فهي فرضُ كفاية لا بد أن يقوم بها البعض كمعرفة تفاصيل الأمور وجزئياتها
.
والمعرفة
تقال فيما يدرك آثاره وان لم تدرك ذاته بخلاف العلم، وفيها يقول أمير المؤمنين :
( سكّنوا أنفسكم معرفة ما تعبدون حتى ينفعكم ما تحركون من الجوارح بعبادة من تعرفون )
والمراد هنا بتسكين النفس هو استقرار اليقين في معرفته تعالى ومعرفة مفترضاته بزوال الشك والتردد حتى ينتفع الإنسان بعبادة ربه لأنه لا عبادة من دون معرفة.
.
فالمعرفة هي الأساس() لكل شيء والكمال له، وهي غاية الأشياء، لقول أمير المؤمنين لكميل بن زياد النخعي:
يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى المعرفة
.
وان معرفة الله جل وعلا قديمة بقدم الإنسانية لقوله تعالى:
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا )
فالمعرفة به من أوجب الواجبات، وأقرب القربات، وأعظم الطاعات، وأشرف العبادات، وغاية الدرجات، وأسمى الكمالات، وسبب السعادة والنجاة، وهي لا تدرك بالعقول الناقصات، ولا تعرف بالتقليد الأعمى للغير من دون دليل واثبات، بل يتوصل العبد إليها باليقين الراسخ، والإيمان الثابت، والتسليم الكلي، وقد قسّم مولانا أمير المؤمنين مراحل المعرفة إلى خمسة أقسام:
أولها: معرفة الله سبحانه وتعالى
ثانيها: التصديق به
ثالثها: توحيده .
رابعها: الإخلاص له
خامسها: نفي الصفات عنه
فكل مرحلة من هذه المراحل كمال لسابقتها وغاية لها، ومنطلق للتي تليها
.
وقد ضرب أحد العلماء مثلاً على مراتب المعرفة فقال:
إن مثل تلك المراتب مثل النار فإن معرفة بعض الناس بها هي سماعهم بأنها شيء موجود ينعدم كل ما يصل إليه، وأثره ظاهرٌ في كل ما يجاوره ويحاذيه وإن كل ما أخذ منه لا ينقصه وما انفصل عنه فهو مضاده في الطبع، وإن هذا الوجود يسمى (ناراً)، ويشبه هؤلاء في معرفة الله المقلدون الذين يصدقون أقوال أكابرهم دون أن يقفوا في ذلك على دليل
وأرقى من هولاء مرتبة من يستدلون بالدخان على وجود النار ومثل هولاء في المعرفة أهل النظر الذين يعرفون للعالم صانعاً بدليل آثار قدرته
وفوق هذه المرتبة من يتحسس حرارتها بالمجاورة وينتفع بتلك الحرارة ومثل هولاء في المعرفة المؤمنون بالغيب الذين يعرفون الله من وراء حجاب.
وأعلى من هذه المرتبة مرتبة من ينتفع من النار بمنافع أخرى كالخبز والطبخ والإنضاج وغيرها، وهؤلاء بمنزلة من التذ بالمعرفة وابتهج بها
وأسمى من هذه المرتبة من يشاهد سائر الموجودات بتوسط نور هذه النار ومثل هؤلاء في المعرفة العارفون الذين تكون معرفتهم معرفة حقيقية
.
وفي الختام:
فإن معرفة الخالق جل جلاله أساس الدين وحبله المتين، وهي الغاية القصوى التي من أجلها خُلق الإنسانُ ، وبُعثت الرسلُ، وأُنزلت الكتبُ السماوية، فأسأله تعالى بمحمد وآله أن يجعلنا من أهل معرفته، وأن يوفقنا للقيام بطاعته، أن يأدبنا بآداب أهل التقوى

--------------------------------------------------------------------------------

مقتطفة من كتاب
منارة الرشاد إلى صحة الإعتقاد
( الجزء الأول )
بقلم الشيخ :
حسين محمـد المظلــوم
جميع الحقوق محفوظة ومسجلة للمؤلف
الطبعة الأولى 1427هـ


آخر تعديل بواسطة علوية ، 18-May-2009 الساعة 10:21 AM.

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc