اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من بقلبه مرض
نشر الخبر في الصحيفة اليومية، فكان وقعه اليم على المجتمع، وسبق صحفي لمن كتبه، وفضيحة وعار لمن ابتلي به. فلقد قرأه القريب والبعيد، والصديق والعدو. ترى كيف يكون وقعه على كل واحدا من هؤلاء؟ فكل له هدفه ومصلحته ورؤيته، اتجاه هذا الموضوع، وقبالة هذا الحدث.
ليس له نظير، وقل أن يحدث بمثل هذه الفظاعة، وبمثل هذه البشاعة. الخبر جاء مقتضبا، ورسميا إلى النخاع، منقولا عن إدارة رسمية. تقول "أن مواطنا قتل جميع أفراد عائلته طعنا بسكين، وقتل آخر دهسا بسيارة". مع تعيين المنطقة والمدينة التي حصل فيها الحادث.
صاحب المصيبة ومن تطاله المشكلة من - قريب وصديق - لهم وضعهم الخاص. فهم لن يفصحوا عن السبب الرئيس، ولن يدخلوا في التفاصيل، مخافة الفضيحة من جراء العار الذي لحقهم. كمن وقع وسط رمال متحركة، كلما أراد أن ينقذ نفسه، انزلق إلى أعماقها أكثر. مع وضعهم النفسي المتأزم، الذي يمرون به. فهم لا يستطيعون الإفصاح عما بداخلهم، مخافة الشماتة. ولا يستطيعون كتمه، مغبة أن تركبهم الهموم والغموم.
لكن الآخرون يقولون ما يحلو لهم. فالبعيد وبالأخص من لا يملك حسا اجتماعيا، ولا شعورا إنسانيا، فسيقول: قد انعم الله علي إذ لم أكن من قرابتهم. فهو كالبهيمة همها علفها، أو كالنعامة يدفن رأسه في التراب، لان لا يسمع شيئا - أو لا يتكلم بشيْ.
أما العدو ومن في قلبه مرض، فهذه فرصة ثمينة بالنسبة له. للتشهير ليس بأهل المصيبة فحسب، بل ليوصم كل أهالي المنطقة بالفساد والخراب. وأنهم يستحقون القتل والاستئصال عن بكرة أبيهم، ليكونوا عبرة للآخرين.
لكن من عنده حس اجتماعي، وشعور إنساني، فموقفه يكون ايجابيا حتى في أحلك الظروف. فهو لا يتصيد أخطاء الاخرين، ولا يتبع عوراتهم، ليفضحهم على عيون الأشهاد. ولكن يسأل ليتعلم من أخطائهم. ويتخذ مما حصل لهم درسا، ليتعظ منه ويحذر نفسه والآخرين، من مغبة الوقوع في مثله. فهو مؤمن ضالته الحكمة، أينما وجدها أخذها.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف السعودية