|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
من هو عبد المطلب
بتاريخ : 25-Jun-2009 الساعة : 10:40 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
عبد المطلب رضي الله عنه ، جد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم
لماذا هذا التعتيم على هذه الشخصية العظيمة ؟
ولماذا هذا الإجحاف وهذا التقصير ؟
أحببت أن أنقل لكم هذه الكلمات لكي أسلط الضوء على جانب من حياة هذا الرجل العظيم بما تيسر لدي آملة القربة من رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه أجمعين .
اسمه شَيبة الحمد ولد في المدينة نحو 127 قبل الهجرة . كان سيّد العرب وسيّد الوادي وسيّد قريش وحكيمها وعالمها ، وُلد وفي رأسه شيبة فقيل له : شيبة الحمد ـ رجاء أن يكبر ويشيخ ويكثر حمد الناس له ـ وقد حقّق الله ذلك فكثر حمدهم له ، لأنّه كان مَفزَع قريش في النوائب ، وملجأها في الأمور ، وكان شريفهم وسيدهم كمالاً وفعلاً
1ـ كرمه : كان كثير الكرم حيث أنه قد لُقّب بالفيّاض مُطعم الوحش والطير ، ولشدة كرمه أطلقت عليه العرب إبراهيمَ الثاني وكذلك للخصال الحميدة التي تجمّعن فيه .
2ـ إيمانه : كان عبد المطلب ( رض ) يؤمن بالله واليوم الآخر ، وكان يقول للناس : لن يخرج من الدنيا ظلوم حتّى ينتقم الله منه وتصيبه عقوبة . إلى أن هلك رجل ظلوم من أرض الشام ولم تصبه عقوبة ، فقيل لعبد المطلب في ذلك ، ففكّر وقال : والله إن وراء هذه الدار داراً ، يجازى فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته
ودعا إلى توحيد الباري عزّوجل ، ولم تكن شريعة مشروعة في زمنه ، ولهذا كانت عبادته التفكّر في آلاء الله ومصنوعاته ، والدعوة إلى صلة الأرحام ، واصطناع المعروف والاتّصاف بمكارم الأخلاق .
وكان يختلي كثيراً بغار حِراء ليجمع فكره وقلبه في الاستغراق في التفكير في صفات الله وأفعاله الدالّة عليه ، فإذا دخل شهر رمضان صعِد غار حراء بعد أن يأمر بإطعام المساكين ، وتخلّى عن الناس مفكراً في جلال الله وعظمته .
3ـ كراماته : أكرمه الله بمعجزة حفر بئر ( زمزم ) ، ومعجزة نبع الماء من تحت راحلته عندما سافر للتقاضي بينه وبين خصومه ، فأدركهم العطش ورفض خصومه أن يسقوه وجماعته .
وهبه الله عزّوجل أكثر من عشرة أولاد ، وكان مستجاب الدعوة ، وكانت قريش إذا أصابها قحط شديد تأتيه فتستسقي به فيُسقَون .
وفي حادثة أصحاب الفيل عندما جاء أبرهة الأشرم لهدم الكعبة شرّفها الله ، قابله عبد المطلب وطلب منه أن يردّ عليه إبلاً له أخذها الجيش ، فقال أبرهة : ألا تطلب مني أن أعود عن هدم البيت ـ الكعبة ـ ؟! فأجابه عبد المطلب بكلمة الإيمان الراسخ :
أما الإبل فأنا ربّها ، وأما البيت فإن للبيت ربّاً يحميه ، وأمسك عبد المطلب بحلقة باب الكعبة شرفها الله ، وناجى ربه :
ثمّ عقّب بقوله : يا معشر قريش ، لا يصل إلى هدم هذا البيت ، فإنّ له ربّاً يحميه ويحفظه ،
فأهلك الله أبرهة وجيشه ، وقد أشارالقرآن الكريم إلى ذلك في سورة الفيل بقوله تعالى: « ألم تَرَ كيف فَعَلَ ربُّك بأصحاب الفيل * ألم يجعلْ كَيدَهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحِجارةٍ من سِجّيل * فجعلَهم كعَصفٍ مأكول » .
وكانت الحادثة سنة ولادة الرسول ( وسلّم ) ، لأجل ذلك يقولون : ولد النبي عام الفيل .
4ـ سننه : وقد سنّ ( رضوان الله عليه ) كثيراً من السنن التي أقرّها الإسلام : كقطع يد السارق ، وفرض الدية مائة من الإِبل ، والوفاء بالنَّذْر ، ونهى أن يطوف في البيت ـ الكعبة ـ عريان ، وحدد الطواف بسبعة أشواط ، وحرّم الخمر والزنا ونكاح المحارم ، ونهى عن وأد البنات ، وكان أول من أخرج الخمس ، وكان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ، ويحثّهم على مكارم الأخلاق ، وينهاهم عن دنيّات الأمور
5ـ منزلته الاجتماعية : حكّمته قريش بأموالها ، وكانت له الرفادة والسقاية ، وكانت لهإبل كثيرة يجمعها في المواسم ويسقي لبنها بالعسل في حوض من أدمعند زمزم ، ويشتري الزبيب فينقعه في ماء زمزم ويسقيه الحُجّاج .
وأعطاه الله من الشرف ما لم يُعطأحداً ، وكان فصيح اللسان ، حاضر القلب ، وكان لطيب ريحه يفوحمنه رائحة المسك ، وكان نور النبي ( ) يضيءمن غُرّته .
6ـ يقينه بالنبوة : كان عبد المطلب شديد اليقين بنبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأنه كان نبي مرسل من قبل الله عز وجل
وقد فرح كثيراًبولادته وأنشد : هذا الغلامَ الطيّبَالأردانِ قد ساد في المهد علىالغلمانِ
وهو الذيقد قال إني قد خلّفتُ لكم الشرف العظيم الذي تطأون به رقابالناس .
وصاياه بالنبي (ص(
كان قبل وفاته كثيراً ما يوصيولده أبا طالب بمحمد ( ) قائلاً : يا بُني! تَسلّم ابن أخيك ، فأنت شيخ قومك وعاقلهم ، ومَن أجدُ فيهالحِجى دونهم ، وهذا الغلام تحدّثت به الكهّان ، وقد روينا فيالأخبار أنّه : سيظهر من تهامة نبيٌّ كريم ، وقد رُوي فيهعلامات قد وجدتها فيه ، فأكرِم مثواه واحفظه من اليهود فإنهمأعداؤه .
فأجابه أبو طالب : قد قبلت ،واللهُ على ذلك شاهد . ثم مدّ يده إليه ، فضرب بها على يد ابنهأبي طالب قائلاً : الآن خُفّف علَيَّ الموت ، وودّعه عبدالمطّلب وهو يقبّله قائلاً: أشهد أنّي لم أر أحداً في ولديأطيب ريحاً منك ولا أحسن وجهاً .
توفّي في مكّة سنة (9) من عامالفيل ، ورسول الله له من العمر ثمان سنين ولعبد المطلب مائةوعشرون سنة ، وقيل مائة وأربعون . أعظمت قريش موته ، وغُسلبالماء والسدر ـ وكانت قريش أوّل مَن غسل الموتى بالسدر ـولُفّ في حُلّتين من حلل اليمن قيمتهما ألف مثقال ذهب ، وطُرحعليه المسك حتّى ستره .
وحُمل على أيدي الرجال عدّةأيّام إعظاماً وإكراماً وإكباراً لتغييبه في التراب .
|
|
|
|
|