اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مخاض عسير
أنهت المرحلة الثانوية، بعد سنوات مخاض عسيرة. واستعدت لحمل جديد، لا تعلم متى تضعه - أو كيف تستقبله.
دون خبرة في أداء اختبارات القبول، والتقديم للكليات والمعاهد. أو تحديد التخصص، الذي يناسب توجهها وميولها. أعمى يخبط في عتمة الليل، يبحث عن من يقوده.
لذا اضطر جميع أفراد عائلتها، للاشتراك معها في هذه التجربة العسيرة. كعاملات النحل لا يفترن عن الحركة، يقمن على خدمة الخلية. كل له دوره الذي يؤديه، لتكوين المحصلة النهائية. وهي نجاحها في الحصول على قبول، في احد المؤسسات التعليمية.
جدوا في البحث عن معهد أو مركز تدريب، يعدها لاجتياز اختبار القياس بتفوق. وعن سائق يقلها ويعيدها، خلال فترة التدريب. ويوم الاختبار تعهد احد أخوتها، بأخذها إلى قاعة الاختبارات وإرجاعها.
لم تنتهي معاناتهم عند هذا الحد، بل بدأت مع بداية اختيار الجهة التعليمية. فهب الوالدان بالاتصال بشركات النقل، يسألان عن مواعيد التقديم، فلم يتمكنا من تحصيل ما يفيدهما. فأخذا يجوبان الطرقات، ينتقلان من شركة إلى أخرى. باءت جهودهما بالفشل. فقد تغيرت الأنظمة، وأصبح التقديم يتم عن طريق الشبكة العنكبوتية.
لم تكتفي والدتها بذلك، ولم تقتنع خوفا من فوت أدنى فرصة. لذا أصرت على الاتصال بعميد أحد الكليات.
توجه الاهتمام إلى الشبكة العنكبوتية، وتوحدت الجهود للتعاون من جديد. حتى وضعت المهمة أوزارها. فوضعوا أيديهم على قلوبهم، رافعي الأكف إلى الله بالدعاء.
كمزارع ينتظر المطر، بعد حرث أرضه - ونثر بذوره. ترقبا لما يأتي به الغيب، يحوطهم الخوف من التخصص الذي سيعين لها.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية