[سيد جلال الحسيني]

شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر




الفصل 82



بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم



والعن اعدائهم



قال رسول الله صلى الله عليه واله :


من كنت مولاه فعلي مولاه




9 - ((إن الأرض و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا ؛ و ما بكى لنا من الملائكة أكثر و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا))


لم يبك الشيعة على ائمتهم فحسب بل انهم يبكون مع السماء والارض والملائكة ؛ فهم مع كل هؤلاء يشتركون بمصاب واحد وهمّ واحد فطوبى لهم ونساله تعالى ان يجعلنا معهم ومنهم.


10 - ((و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه))


الحمد لله وله تمام الشكر والثناء حيث لم يحدد الامام هنا نوع الباكي ولم يقيده لا بأسلام ولا بأيمان بل قال :
((و ما بكى أحد))فقط الشرط الموجود في كلام الامام ان يكون علة البكاء((رحمة لنا و لما لقينا)).
وان هنا الاجر بقانون ان الله سريع الحساب لان الرحمة الربانية ستصب على الباكي وقبل ان تنزل الدمعة من عينه ؛ واي رحمة افضل من هذا حيث يقول الامام :


((و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه))


فقبل نزول الدمعة من عينه تنزل الرحمة عليه .
((إلا رحمه الله))
واما الحالة الثانية للجازع على الامام وهي :
حالة ((فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر))


وهنا بيّن الامام اثر الدمعة بعد نزولها من عينه ؛ فلو انها سقطت في جهنم لاطفات حرها ولم يقل سلام الله عليه نارها لامر مهم وهو ان الامام لم يقيد الباكي بالايمان بل قال :
((و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا))
لذلك فانه حتى اذا كان من اهل النار لكنه لم يصبه حرارتها .
((و إن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض))


وهنا الحالة الثالثة للجازع حيث كانت الاولى حالة نزول الدمعة ثم الحالة الثانية حين سالت دمعته والحالة الثالثة هي توجع قلبه وهنا تفيد بعض الشباب من مثلهم الذين يتوجع قلبهم وهم يحاولوا خروج الدمعة فلم تخرج فنقول له هذه البشارة العظمى له بانك حيث توجع قلبك لمصاب اهل البيت فطوبى لك فقد قال الامام عنك :
((و إن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض)).


والان يصف الامام لنا الكوثر بان له ادراك وشعور الى درجة عظيمة بحيث يفرح بلقاء الباكي على الامام الحسين حتى يتبين فرحه للقادم عليه من اهل الجزع على مصاب اهل البيت حيث يقول :
((و إن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه))
وكم سيكون المنظر مسرّ ومبهج للمحب لاهل البيت لما يرى ان الكوثر فرح به وهو بنفسه طعمه ويسقيه .
ثم لاحظ الدقة في عبارة المعصوم حيث يقول :
(( و ما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر و سقيت منه من أحبنا))
ان التنعم بالنظر الى الكوثر عام لجميع من بكى لانها لم تقيد الباكي لكن من يسقى منه هو: ((و سقيت منه من أحبنا)).
اللهم اكتبنا من اهل الجزع على مصاب اهل البيت .
اللهم بلغنا درجة الشهداء في كربلاء فلا يعجزك شيئ يا حنان يا منان .

بقية من رواية مسمع بن كردين نكتة هامه