اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هل للتربة الحسينية قداسة؟
لقد كانت التربة الحسينيّة من البقع المشرّفة التي خصّها الله بالكرامة الخاصة في كثيرٍ من الأحاديث الواردة في هذا الشأن عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السّلام، هذا فضلاً عن أنّ قاعدة الاعتبار المطّردة تقتضي التفاضل بين الأمكنة والبقاع، إذ بالاضافات والنسب تكون للأراضي والأماكن والبقاع خاصّة ومزيّة بها، تجري عليها مقرّرات كثيرة وتُنزع منها أحكام لا يجوز التعدّي والصفح عنها .
وأيّ مسلم منصف عاقل لا يُفرّق بين الموضع الذي دُفن فيه أشقى الأشقياء والموضع الذي ضمّ جَدَث سيّد الرسل وخاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله وسلّم، بل وأيّ عاقل في هذه الحياة لا يفرّق بين بيت الخلاء وبيت الصلاة ؟!
إذن.. فبالاضافة يتميّز المضاف ويُعرَف قَدْرُه، ومن هنا يُنتزَع للأماكن المقدسة حُكمُها الخاصّ، كبيت الله الحرام، والمسجد النبويّ، وكذا سائر المساجد والمعابد والأماكن المقدسة التي يُذكَر فيها اسمُ الله عزَّوجلَّ.
وعلى هذا.. نستطيع ـ بقاعدة الاعتبار ـ أن نُفسّر حنين الإنسان إلى مكانٍ ونفرته واشمئزازه من مكان آخر، وبهذه القاعدة أيضاً و لقداسة التبرية الحسين نعرف لماذا جاء جبرئيل عليه السّلام بقبضة من تراب كربلاء و أعطاها للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فشمّها وقَبّلها وفاضت عيناه بالدموع .
و لقداسة التبرية الحسين نعرف لماذا احتفظت أُمّ سلمة بقطعة من تراب كربلاء وصَيَّرتها في قارورة ؟
و لقداسة التبرية الحسين نعرف لماذا كانت الزهراء عليها السّلام تأخذ من تراب قبر أبيها الطاهر وتشمّه ؟
ولماذا عملت مِسبحتها من تراب قبر( حمزة ) أسد الله وأسد رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟
و لقداسة التبرية الحسين نعرف لماذا بكى أمير المؤمنين عليه السّلام حين مرّ بكربلاء وأخذ قبضةً من ترابها فشمّه وبكى حتّى بلَّ الأرض بدموعه وهو يقول: « يُحشَر من هذا الظَّهْر سبعون ألفاً يدخلون الجَنّة بغير حساب » .
ترى، أبعد هذا يُستكثَر على من يعبد الله ولا يُشرك بعبادته أحداً، أن يَسجُد لله على تُربة قتيل الله وابن قتيله، وحبيب الله وابن حبيبه، والداعي إليه والدالِّ عليه والناهض به والباذل دون سبيله أهلَه ونفسه ونفيسه، والواضع دم مُهجته في كفّه تجاه إعلاء كلمته ونشر توحيده وتوطيد طريقه وسبيله « فما لَكُم كيف تَحْكُمون؟! ».
ومن هنا قال عبّاس محمود العقّاد عن أرض الحسين كربلاء المقدسة: فهي اليوم حَرَمٌ يزوره المسلمون للعِبرة والذكرى، ويزوره غيرُ المسلمين للنظرة والمشاهدة، ولكنها لو أُعطيت حقّها من التنويه والتخليد، لحقَّ لها أن تصبح مَزاراً لكلّ آدمّي يعرف لبني نوعه نصيباً من القَداسة وحظّاً من الفضيلة، لأننا لا نَذكُر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمُها بجُملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء بعد مصرع الحسين عليه السّلام فيها
و ولأجل القداسة والكرامة في التربية الحسين نري لما رجع الإمام السجاد عليه السّلام هو وأهل بيته إلى المدينة، صار يتبرّك بتلك التربة ويسجد عليها، فأول من صلّى على هذه التربة واستعملها هو الإمام زين العابدين عليه السّلام
. ثم تلاه ولده الإمام محمّد الباقر عليه السّلام فبالغ في حثّ أصحابه عليها ونشر فضائلها وبركاتها،
ثمّ زاد على ذلك ولده الإمام جعفر الصادق عليه السّلام فإنّه نوّه بها لشيعته، كما وقد التزم الإمام عليه السّلام ولازم السجود عليها بنفسه .
وكان للإمام الصادق عليه السّلام خريطة من ديباج صفراء فيها من تراب أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، وكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه لله عزَّوجلَّ، كما أنّ المرويّ عنه عليه السّلام أنّه كان لا يسجد إلاّ على تربة الحسين عليه السّلام تذلّلاً لله واستكانةً إليه، ولم تزل الأئمّة من أولاده تحرّك العواطف وتحفّز الهمم وتوفّر الدواعي إلى السجود عليها والالتزام بها وتبيّن تضاعف الأجر والثواب في التبرّك بها والمواظبة عليها حتّى التزمت الشيعةُ إلى اليوم هذا الالتزام مع عظيم الاهتمام، ولم يمضِ على زمن الإمام الصادق عليه السّلام قَرنٌ واحد حتّى صارت الشيعة تجعل منها ألواحاً وتضعها في جيوبها كما هو المتعارف اليوم .
وفي جوابات الإمام المهدي عجل الله فرجه لمحمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، وقد سأله عن السجود على لوح من طين القبر الشريف ـ أي التربة الحسينية ـ فأجاب عليه السّلام: « يجوز ذلك وفيه الفَضل.
ولقداسة التربة الحسينية روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: « إنّ السجود على تربة أبي عبدالله ـ الحسين ـ عليه السّلام يخرق الحُجُب السبعة »
و قال الإمام الصادق عليه السّلام: « السجود على طين قبر الحسين عليه السّلام ينوّر إلى الأرض السابعة »
نعم_ لقداسة التربة الحسينية جعل الله في تربته الشفاء.
فتبا وويلا لمن انكر الكرامة و القداسة عن التربة الحسين
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
احسنتم عزيزي ابو صالح بنقل مواضيعنا.
لنا اكثر من 100 مواضيع في الشبكة هجر و غيره لاباس بانتقالها الي منتديات موقع الميزان.
وشكرا
السيد الاميني - قم المقدسة