اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الزواج بين الحسد والفطرة
لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها، في ريعان الشباب وقوته. موظفة في منصب مرموق، ولها دخل ثابت يكفيها وزيادة. منفتحة ومقبلة على الحياة، تود أن تغترف من ما أحله الله لكافة خلقه. لكن الأعراف الاجتماعية السائدة، تقف حائلا أمام رغبتها وسعادتها. وتمنعها من حصولها على حقها الشرعي، الذي فرض لها. تقول عنها: عانس قد فاتها قطار الزواج. فأصبحت محطة قديمة صدئة، لا يمكنها نقل الشباب - ولا استقبال القاطرات الحديثة.
لذا لم تجد أمامها من يمكنها الاقتران به، إلا احد ثلاثة. من يصغرها سنا، أو يقل عنها فهما وعلما. ومن همه الوحيد، دخلها ومالها وكيفية الاستيلاء عليه. فهي بالنسبة إليه، آلة لإنتاج المال والثروة. من يكبر عنها سنا، ويحتاج إلى من يهتم به. حتى تسقط ورقته، ويقوم ملك الموت بواجبه. فتكون ممرضة خاصة، بدوام كامل. حال أي خادمة، لا يشاركها مستخدمها آمالها وأحلامها.
أو الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، وضرة لمن كانت أو كنا قبلها. رضيت بأهونها شرا، برجاء أن تستر نفسها. ولا تضطر إلى الحرام، تلبية لحاجاتها الفطرية. أو العزوف عن الدنيا، والانطواء على نفسها. كأنها وردة، منع عنها الماء والضوء. فجفت وذبلت، تذروها الريح.
رغم عدم كونه هرما، أخذت الأمراض تنهش جسمه - وتمتص رحيقه. فوقعت فيما كانت تحاول الحذر منه، فأصبحت تمرضه وتقوم بشئونه. لكنه لم يدم مقامه معها، فاستخاره الله - واستلم منه أمانته. تركها قبل أن تتمكن، من إكمال أمومتها. وقبل أن تهنأ بطفل تناغيه، وتلاعبه بين يديها. استجابة لنداء للأمومة، المزروع في أعماقها. أرض خصبة جاهزة للاستصلاح، لكن ينقصها الماء الذي يحي الأرض بعد موتها.
بعد وفاته وانتهاء عدتها، أراد الله أن يعوضها عن تضحيتها. وكانت نهاية تلك العلاقة، فاتحة خير عليها. فاخذ الخطاب يطرقون بابها، واحد بعد آخر. كأنهم وابل المطر، يتساقط على جنة بربوة فأتت أكلها ضعفين. فكان دورها لتختار، من ترغب فيه. ولكن هذه المرة لم يكن يحسب عليها خطواتها، عادات وتقاليد المجتمع فحسب. بل بنات جنسها، والمتزوجات منهن على وجه التحديد. فهن يحسدنها، أو يتمنين أن يكن مثلها. فيتخلصن من أزواجهن، ويستبدلنهم بمن هم أكثر شبابا - أو أكثر مالا. يقلن: فلانة سوقها رائجة، تقتل واحد وتأخذ غيره.
وقعت في حيرة، بين أن تستجيب لصوت الحسد. فتأد نفسها، وتدفنها حية. أو تستجيب لنداء العقل والفطرة، وتحيى حياتها الطبيعية.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
للأسف أننا ننجر وراء العادات والتقاليد وننسى الشرع أحياناً (في الشريعة السمحاء يوجد حلال وحرام) والباقي خلف ظهورنا .حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة.فما المانع من الحلال