مفاجأة ايرانية جديدة تربك الدول الكبرى وزوبعة الردود متواصلة
بتاريخ : 25-Sep-2009 الساعة : 11:26 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
مفاجأة ايرانية جديدة تربك الدول الكبرى وزوبعة الردود متواصلة
ها هي الجمهورية الاسلامية الايرانية تبرهن مجدداً أنها الرقم الصعب في الساحة الدولية التي لا تخلوا من الكثيرين الذين لا يألون جهدا للقضاء عليها وفرملة عجلة التطور والازدهار التي تعيشها, واثبتت طهران مجدداً انها اللاعب المتزن والند للدول "الكبرى" في العالم.
فقد باتت فنون السياسة والد بلوماسية الايرانية تقارع ما يسمى الدول الكبرى التي لا تضيع فرصة واحدة للضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية، وها هي ايران تربك العالم بخبر بنائها لمنشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، بعد بنائها لمنشأة نطنز حيث اثار هذا الخبر المفاجأة لدى دول القرار العالمي وكذلك لدى المجتمعين في قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ في بنسلفانيا, وبدأت التصاريح والمواقف تصدر من كل نحو وصوب.
نبدأ من ما قاله الرئيس الاميركي على هامش اعمال قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ امام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون ان فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا تطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في هذا الموضوع "المقلق".
واضاف ان هذا الموقع الثاني "لا يتلاءم" مع الطابع المدني للبرناج النووي الايراني الذي تؤكد عليه ايران.ولم يذكر اوباما كلمة عقوبات بعكس ساركوزي وبراون.
بدوره قال براون "لن نتوقف هنا. بل نحن جاهزون لفرض عقوبات اضافية واكثر قسوة", مضيفا "لنوجه الرسالة على ايران التخلي عن اي طموح عسكري لبرنامجها النووي".
من جهته قال الرئيس الفرنسي انه "من الان وحتى كانون الاول/ديسمبر. وما لم يحصل تغير عميق في السياسة الايرانية. سيكون من الضروري اتخاذ عقوبات لان السلام والاستقرار سيكونان على المحك".
اما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فأعلنت انضمامها الى مبادرة لندن وواشنطن وباريس واكدت من جهتها على ضرورة قيام تشاور بشأن هذا الملف مع كل من روسيا والصين. واعلنت ان بلادها تنتظر توضيحات من ايران التي تتهمها لندن وواشنطن وباريس ببناء موقع نووي سري ثاني.
وقالت ميركل "نطلب من ايران ان تزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية كل المعلومات ايضا في اسرع وقت. لاننا نعتبر ذلك طبعا مخالفة لالتزاماتها حيال الوكالة الذرية والامم المتحدة"
وانضمت ايطاليا الى الانتقادات التي وجهتها الجمعة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للبرنامج النووي الايراني. وعبرت عن معارضتها لبرنامج عسكري نووي محتمل تفكر طهران في وضعه.
واملت روما "تظهر ايران بشكل ملموس استعدادها لمعالجة القضايا النووية وغيرها من المواضيع الحساسة المطروحة على الساحة الدولية".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت الجمعة ان ايران ابلغتها في رسالة موقعة بتاريخ الحادي والعشرين من ايلول/سبتمبر انها تبني موقعا نوويا ثانيا لتخصيب اليورانيوم اضافة الى موقع نطنز في وسط البلاد.
واعلن مسؤول فرنسي ان الصين وروسيا ابلغتا بوجود موقع ايراني ثاني لتخصيب اليورانيوم. بهدف مناقشة الامر مع طهران في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته "تم ابلاغ الروس والصينيين اخيرا" من جانب باريس ولندن وواشنطن بانه "ينبغي ان يشكل موقع قم جزءا من مفاوضات الاول من تشرين الاول/اكتوبر" المقرر اجراؤها في جنيف بين ايران والدول الست الكبرى المعنية بالملف.
ويأتي هذا الاعلان الاميركي الفرنسي البريطاني قبل ايام من الاجتماع المقرر للدول الست الكبرى المكلفة بالتفاوض مع طهران بشأن ملفها النووي في الاول من تشرين الاول/اكتوبر المقبل في جنيف.
وفي سياق متصل اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان ما اعلن اخيرا عن البرنامج النووي الايراني يجب ان يقنع الدول المترددة بالانضمام الى الولايات المتحدة لاتخاذ عقوبات. واوضحت ان سياسة "العصا والجزرة" التي تنتهجها الولايات المتحدة تنص على فرض عقوبات على ايران لرفضها وقف برنامجها النووي العسكري مع حثها في الوقت نفسه عبر حوافز اقتصادية ودبلوماسية على القيام بذلك.
واعتبر مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان المنشأة النووية الايرانية السرية التي تم كشفها "حجمها مناسب" لانتاج كمية من اليورانيوم تكفي لصنع سلاح نووي. واوضح مسؤول اخر ان هذه القضية ستكون "موضوعا بالغ الاهمية على جدول اعمال" المفاوضات بين الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني وايران في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في جنيف.
وطالب برلمانيون اميركيون بفرض عقوبات على ايران بعدما ابلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانها تبني موقعا ثانيا لتخصيب اليورانيوم.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين قولهم ان الموقع الجديد مجهز ليستوعب نحو ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي. ويمكن ان يصبح جاهزا للعمل بحلول العام 2010.
وسارع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الى تأييد الموقف الاميركي والفرنسي والبريطاني من ايران.
من جانبه ابدى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف "قلقه" حيال وجود موقع ايراني نووي ثان. وسيصدر بيانا الجمعة في هذا الصدد وفق ما اعلنت المتحدثة باسمه في قمة مجموعة العشرين في بيستبرغ (الولايات المتحدة). وقالت المتحدثة ناتاليا تيماكوفا ان "الرئيس (مدفيديف) سيصدر بيانا خاصا بعد اعلان المعلومات الاخيرة عن ايران والتي تثير قلقنا".
الصين كذلك دعت ايران الى التعاون في اي تحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شان موقعها النووي الثاني وفق ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الصينية ما زاو تشو.
اما على صعيد الرد الايراني, فنفى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وجود اي طابع سري للبرنامج النووي الايراني. وقال نجاد "لا اسرار لدينا. نعمل داخل اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
واكد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان بناء الموقع الثاني لتخصيب اليورانيوم "يضمن" مواصلة الانشطة النووية الايرانية رغم "التهديدات". واضاف "قررنا بناء هذه المنشآت الجديدة التي تضمن استمرار انشطتنا النووية التي لن تتوقف باي ثمن".
ايضاً اكد ان المنشأة النووية الثانية لتخصيب اليورانيوم التي تبنيها ايران "ليست سرية". وقال المسؤول ان "المنشأة ليست سرية وقد تم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشانها". وقال ان الموقع الثاني لتخصيب اليورانيوم سيعمل وفق قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.