|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأسرة الزهرائية
اختلاف الأزواج ..!
بتاريخ : 15-Oct-2009 الساعة : 01:52 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدئم على أعدائهم اجمعين
قال تعالى ...
(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن) ...
أعزاءنا ...
سوسن وحسن زوجان منذ خمس سنوات. وكلما دار بينهما خلاف فإن حسن أكثر حزماً وتصميماً، بينما تميل سوسن إلى التراجع وترك الساحة معتذرة بأن (الحياة لا تتسع للقتال والنزاع، وأن الانسحاب أسلم).
إلا أن حسن قد تغير بعض الشيء في الآونة الأخيرة بسبب كثرة الخلاف بينهما، ففي الأسبوع الماضي وعندما رأى زوجته قد دعت بعض الضيوف من دون أن تشاوره في الأمر، دار بينهما الحوار التالي:
- حسن: (لماذا فعلت هذا؟).
- سوسن (في حالة دفاع): (ولماذا لا، إنك دوماً لا تشاورني في الأمور! إنك دعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني، ثم ذهبت معه وتركتني وحدي مع الأولاد).
- حسن: (انتظري دقيقة إنني..).
- سوسن: (لا تقاطعني في الكلام!).
- حسن : (إنك تضطريني لمقاطعتك لأنك دوماً تكثرين الكلام).
- سوسن: (لا أدري متى ستنضج، إنك كالولد الكبير!).
- حسن: (وأنت كوالدتك تماماً!).
- سوسن: (وما هو العيب في والدتي!؟).
- حسن: (إنها دوماً تحاول فرض رأيها على الآخرين، وأنت تفعلين مثلها!).
- سوسن: (فإذن هذا ما تظنه عن أمي، الآن ظهرت الحقيقة. إنني لن أبقى في هذا المكان أبداً!).
- حسن : (ببرودة أعصاب): (إنك تعلمين أين الباب، وأين الطريق، وأنا لن أمنعك!).
- سوسن: (خارجة من المطبخ بغضب): (لا أريد أن أراك ثانية!).
أحبتنا كيف نختلف أو نتجادل ؟
سأترك هذا الحديث والحوار بين الزوجين ( سوسن وحسن ) لكي تفكروا بموقف الطرفين الزوج والزوجة واضعين بعين الأعتبار أن الزوجين وبعد وقت من الخلاف ومحاولة فضّ النزاعات يطوران أساليب وعادات يتصرفان وفقها كلما دعا الداعي لحل الخلافات، وبغض النظر عن أسباب ومبررات هذا الخلاف، سواء كان هو الأولاد أو المال أو العلاقة الجنسية أو العمل أو المنزل. ويتطور الأمر ليصبح الأمر عادة، بمعنى أنه كلما اختلفا فإنهما يتصرفان بنفس الطريقة والأسلوب من بداية الخلاف، والدخول في دائرة مفرغة من الجدال، وينتهيان لنفس النتيجة من الوصول إلى حالة (اللاحلّ) وبذلك لا يرضى أي منهما عن نتيجة الخلاف. ولذلك فالنظر في كيفية (الجدال) يبقى أكثر نفعاً من النظر في سبب الجدال.
عزيزي القارئ..
وكما هو متعارف في أنه في نهاية النزاع، تكون النتيجة إما (الانسحاب والهروب) وإما (الصراع والهجوم). وليس مستغرباً أن نرى جسن وسوسن قد مرت بهما الكثير من الخلافات خلال حياتهما كزوجين، فمشكلة رفض الاعتراف بالفروق الفردية ورفض الإقرار باختلاف وجهات النظر، من الأمور الشائعة كثيراً في العلاقات الزوجية، وقد تكون أيضاً مؤشراً على خطورة مستقبل العلاقة بين الطرفين.
ليس لأن الخلاف بحد ذاته أمر سيئ، وإنما لأنه لابد للإنسان من أن يوضح موقفه، ويطالب بحقوقه ـ من غير أن ننسى طبعاً الواجبات ـ . فالمفروض في العلاقة بين الزوجين أن تكون حية وحيوية، ولابد أن الأخذ والرد وبعض الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي.
إلا أن كثرة الخلافات يعتبر أمراً غير صحي ومخرباً للعلاقة بينهما، وذلك بسبب ما يصاحب الخلاف من عدم الاستماع للطرف الآخر وربما ارتفاع الصوت وحدّة الكلام، ولكن الأهم من ذلك ما يرافق الخلاف من الأفكار السلبية عندما يحاول كل طرف أن يفسر كلام وموقف الآخر. وكما في المثال السابق بين سوسن وحسن: (أنت كالولد الكبير ـ دوماً تكثرين الكلام..).
والعادة أن يبدأ الانسان بالتهجم على الطرف الآخر بشكل غير شعوري، وانطلاقاً من قاعدة (أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم)، فيأخذ باللوم والاتهام وإساءة العبارات. وقد يدّعي الانسان ـ وهو غالباً ما يصدق نفسه ـ أنه مخلص وأمين فيما يقوله، مع أنه في الحقيقة غير موضوعي وبجانب الصواب، ويحاول ليّ عنق الحقيقة للانتقام من الآخر والاستهزاء والسخرية منه، (أنتِ كوالدتك تماماً!). إن الإنسان عندما لا يحصل على ما يريد فإنه قد يبدأ بالغضب والانفعال والصراخ والبكاء، وربما يكسر الأشياء أو يرمي بها ذات اليمين والشمال.
وعندما يضع الإنسان قطعة أثاث جديدة في المنزل فإنه قد يرتطم بها عدة مرات قبل أن (يتعلم) أن يتجنبها كلما مرّ بها، ولكن الكثير من الأزواج قد لا يتعلمون من أخطاء الحوار والتخاطب بينهم، ونراهم يعيدون الخطأ يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع. ويحاول كل منهما الانتصار لموقفه، والجدال مع الآخر، وربما جرحه بالكلام مرة بعد أخرى. وبدل أن يتعلم فإنه يصبح أكثر سلبية، وربما ارتفع الصوت أكثر، وكثرت العبارات الجارحة.
والمشكلة أن من السهولة جداً أن يقع الزوجان في هذه الدائرة المعيبة، نتيجة تأثير وسائل الإعلام المختلفة من أفلام ومسلسلات وروايات. فبدل أن يجلس الزوجان (للحديث) عن الصعوبات والمشكلات، يلجأ الواحد منهما إلى ردود الأفعال والجدال بدون حتى التفكير الهادئ والحكيم فيما يقول أو يفعل. ويحاول كل طرف أن يلجأ لأقصر الطرق للانتقام وكسب الانتصار، فإذا به يلجأ إلى الكلمات والعبارات التي يعرف يقيناً من مواقف سابقة أنها ستزعج الآخر وتؤلمه.
أحبتنا ..
- من أنفسنا يجب أن يبدأ التحول:
يجب أن نفهم أن ليس كل الشجار عدوانياً أو عنيفاً. فبعضنا لا يعتقد أبداً أنه يمكن أن يقول كلاماً جارحاً أو مسيئاً للآخر، إلا أنه قد يلجأ إلى وسائل أخرى كالمراوغة والدفاع عن الذات، وعدم الاعتراف بالخطأ الشخصي، والإصرار على اتهام الآخر. وقد يقوم الشخص بإبداء النصح والظهور بأنه إنما يريد أن يغير الآخر، ولكنه لا يريد حقيقة الاقتراب منه أكثر.
والغالب أنه عندما يحاول طرف تغيير الآخر فإن ردة فعل الثاني تكون بالسعي لتغيير الأول. وهكذا يتصلب كل منهما بموقفه، ويرى نفسه صاحب كل الحق وعليه تغيير الآخر، وهو لا يريد أن يعترف بخطئه، وغير مستعد لتفهم موقف الآخر، بله أن يبدي استعداداً لتغيير نفسه.
ولذلك لا يعود الواحد منهما يستمع لما يقول الآخر، ولماذا يستمع وهو على الحق!؟ ويكرر كل منهما مقاطعة الآخر وبشكل سلبي، ويدخلان في دائرة معيبة من الأخذ والرد، فيغلب على العلاقة شيء من الفتور واللامبالاة والامتعاض. ويؤدي هذا الصراع على السلطة في النهاية إلى الجفوة والبعد بين الزوجين، ومن دون انتصار أي منهما، حيث يريد كل منهما الانتصار لنفسه وتخطئة الآخر ...
تقرير من عالم المرأة العربية مع الإضافة للضرورة ....
|
آخر تعديل بواسطة mowalia_5 ، 15-Oct-2009 الساعة 02:41 PM.
|
|
|
|
|