اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من المقاييس الباطلة التي يتخذها البعض في أتخاذ الرموز، هي حُسن المظهر، وما يلكه هذا الرمز من بعض الأمور الخارقة للعادة والتي يظنها البعض أنها تندرج تحت عنوان الكرامات.
وهذه الأمور أي حُسن المظهر والأمور الخارقة سواء كانت كرامات أو غير ذلك لاشك أن الإنسان بطبيعته ميّلّاً لمن يملكها.
ولاشك أيضاً ولاريب أن الله تعالى منَّ على كثيراً من اوليائه بتلك الأمور... لكن السؤال الرئيس هنا: هل هذا هو المقياس لأتخاذ الرموز؟!! ... هذا السؤال قد اجابت عليه روايات العترة الطاهرة.. فتعالَ معي لكي نقرأ بعض من تلك الروايات بتأمل وتفكّر، ونحاول أن نستخلص بعض الفوائد التي تعود علينا دنيا وآخرة .......
علي بن الحسين () فإنه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في نطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها، لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخ لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه. فإذا وجدتموه يعف من المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرما. فإذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله. فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتى إذا قيل له ((اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ولَبِئْسَ الْمِهادُ)) فهو يخبط خبط عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقا من أجلها. فأولئك مع الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا. ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالى، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال. فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة " .
روي ان رجلا من الشيعة اتى للإمام موسى بن جعفر وهو ** بغداد فقال يا بن رسول الله رأيت في هذا اليوم في ميدان بغداد رجلا كافراً والناس مجتمعون حوله وهو يخبر كل انسان بما اضمره فهو يعلم الاسرار! فقال : "فغدوا عليه " فأتى الى الميدان ورأى الناس حوله وهو يخبرهم عما في ضمائرفطلبه الإمام فسأله عن سبب ذلك، فقال : يا عبد الله! ما اؤتيت هذا إلا بأني أعمل خلاف ما تشتهيه نفسي وخلاف مطلوبها فلا اعرض الايمان على نفسك وانظر هل فقال : " يا فلان أعرض الإيمان على نفسك وانظر هل تقبله ام لا " فتغشى في منديل و تفكر فلما رفع المنديل قال اني عرضت الاسلام عليها فأبت .. فقال : اعمل على خلاف ارادتها كما هو عادتك التي فأسلم و حسن إسلامه، فعلمه أوتيتَ عليها هذه المرتبة شرائع الإسلام، فكان من جملة أصحاب الإمام ، فقال له يوماً: " يا فلان! أضمرتُ أنا شيئاً فقل ما هو؟" ..فلما رجع وتفكّر لم يدر ما يقول، فتعجّبَ ، فقال : يابن رسول الله! كنتُ أعرف الضمائر وأنا كافر، فكيف لا أعرفها اليوم وأنا مسلم؟ فقال : " إنّ ذلك كان جزاءً لأعمالك، واليوم قد ذخر الله أعمالك ليوم القيامة، فجزاؤها ذلك اليوم"
** والروايات أن فرعون اللعين مع قوله {أنا ربكم الأعلى} أمهله الله تعالى أربعمائة عام لحسن خلقه وكونه سهل الحجاب واستجاب دعاؤه في اجراء النيل، فإنه لما غار النيل وأتاه أهل مملكته وسألوه إجراءه، فخرج معهم إلى الصعيد، وتنحى عنهم حيث لايرونه ولايسمعون كلامه، فألصقَّ خدّهُ بالإرض وأشار بالسبّابة وقال: اللّهمّ إنّي خرجت إليك خروجَ العبدِ الذّليل إلى سيّدهِ وإنّي أعلم أنك تعلم أنّه لايقدر على إجرائه أحد غيرك فأجره، قال: فجرى النيل جرياً لم يجر مثله، فأتاهم وقال لهم: إنّي قد أجريت لكم النّيل، فَخرّوا له سجّداً... وشبيه بأمر فرعون كفار الهند الذين تكلّفوا المشاق والرياضة فأصبحوا يستطيعون الإخبار بالمغيبات!!
والروايات في هذا الشأن كثيرة بل مستفيضة، ومما يؤسف له حقاً إنك تجد بعض الموالين لأهل بيت العصمة والطهارة مقياسهم في إتخاذ الرموز هو حصول أمور خارقة من ذلك الرمز بغض النظر عن فكره ومعتقده، فنرى بعض المدافعين عن بعض الرموز التي هوجمت افكارها من قِبل البعض يدافعون فقط من زاوية حصول الكرامات والأمور الخارقة للعادة فقط !! أما الزوايا الاخرى والتي تمّ الهجوم عليها كالفكر والمعتقد فلا ينبس اتجاهه ببنت شفه!! والادهى من ذلك عندما يتّهم هؤلاء المدافعون المهاجمين بأنهم عملاء !! ... وخلاصة القول عندما نريد أن نتخذَّ أي رمز فيجب علينا أننظر في معتقده وفكره، ولانغفل أن مدار الكرامات متوقف على صحة الاعتقاد والعمل..... وأخيراً، قيل لأحد الدعاة الذين حملوا على عاتقهم نشر مذهب أهل البيت : أنَّ الرمز الفلاني يستطيع أن يعلم مافي نفسك ويستطيع أن .....و .... فقال هذا المبلغ: وهل يستطيع أن يعلم أن هناك مناطق تريد دعمه لنشر مذهب أهل البيت ، وهل يستطيع أن يعلم أن جاره جائع و..و.. ..... ثمّ أن حصول الكرامات من أي شخص لاتؤهله بأن يُتخذَّ رمزاً ويوضع على رأس الهرم، وذلك أن حدوث تلك الكرامات لايتعدى الأمر الشخصي، فأنا –على سبيل المثال- إذا كنت صاحب كرامات كما يسميها البعض ، ولكنني لا امتلك مشروعاً اصلاحيّاً للأمة، فما قيمة تلك الكرامات بالنسبة إليك ؟!!
ملاحظة: قد وردت شبهة في شأن امر فرعون واجرائه للنيل مفادها أنه يلزم من إجراء الماء مثلاً على يد فرعون إغراء قومه بإتباعه وقبول قوله، وهذا غير جائز على الحكيم ، والإجابة على هذه الشبهة تاتي لاحقاً بإذنه تعالى وذلك لكي لانطيل على القارىء الكريم
(ع) : إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
اقتباس
لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه
هذه الجملة هي زبدة الحديث ...
أخي الكريم نفس المهموم ..
أي كرامة أو فيوضات الهية يكرم بها الرب الى العبد فهي خاصة بهذا العبد وهي حجة عليه ولا شأن للخلق بها ..
مقاييس باطلة
) فإنه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في نطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها، لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخ لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه. فإذا وجدتموه يعف من المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرما. فإذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله. فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتى إذا قيل له ((اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ولَبِئْسَ الْمِهادُ)) فهو يخبط خبط عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقا من أجلها. فأولئك مع الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا. ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالى، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال. فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة " . 
: أنَّ الرمز الفلاني يستطيع أن يعلم مافي نفسك ويستطيع أن .....و .... فقال هذا المبلغ: وهل يستطيع أن يعلم أن هناك مناطق تريد دعمه لنشر مذهب أهل البيت 
