(2 ـ 3 سنوات ، يكتسب كلام الطفل طابعاً مترابطاً ممّا يتيح له إمكانية التعبير عن فهمه لكثير من الأشياء والعلاقات... وفي نهاية السنة الثالثة يصبح الطفل قادراً على استخدام الكلام وفق قواعد نحوية ملحوظة وهذا يمكنه من صنع جمل أولية وصحيحة)
وتعميق الإيمان بالله ضروري في تربية الطفل فهو في هذه المرحلة يكون مقلداً لوالديه في كل شيء بما فيها الإيمان بالله تعالى.
يقول الدكتور سپوك: (إنّ الأساس الذي يؤمن به الابن بالله وحبه للخالق العظيم هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله) .
ويقول : (بين العمر الثالث والعمر السادس يحاول تقليد الأبوين في كلِّ شيء فإذا حدّثاه عن الله فانه يؤمن بالصورة التي تحددها كلماتهما عن الله حرفياً)
والطفل في هذه المرحلة يميل دائماً إلى علاقات المحبة والمودّة والرقّة واللين فيجب على الوالدين (استغلالا للميل الفطري عند الطفل) تأكيد هذه الصفات الخاصة بالرحمة والحب والمغفرة إلى أقصى حدٍّ ممكن مع التقليل إلى أدنى حد من صفات العقاب والانتقام
حتى تكًون الصورة التي يحملها الطفل في عقله عن الله تعالى صورة جميلة محببة له فيزداد تعلقه بالله تعالى ويرى انه مانح الحب والرحمة له .
وإذا أردنا أن نكوّن له صورة عن يوم القيامة فالأفضل أن نركز على نعيم الجنة بما يتناسب مع رغباته ، من أكل وشرب وألعاب وغير ذلك ، ونركز على انه سيحصل عليها إنْ أصبح خلوقاً ملتزماً بالآداب الإسلامية ، ويُحرم منها إنْ لم يلتزم ، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره .
التركيز على حبّ النبي
وأهل البيت
قال رسول الله
:
«أدبّوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن»
في مرحلة3-4 تنمو المشاعر والعواطف والأحاسيس عند الطفل ، من حب وبغض وانجذاب ونفور ، واندفاع ...
هنا يجب على الوالدين استثمار حالات الاستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه ، وتوجيهها نحو حبّ النبي
، وحبّ أهل البيت
في خلجات نفسه ،
والطريقة الأفضل في تركيز الحبّ هو إبراز مواقفهم وسلوكهم ومعاجزهم في المجتمع وخصوصاً ما يتعلق برحمتهم وعطفهم وكرمهم ، ومعاناتهم وما تعرضوا له من حرمان واعتداء ، يجعل الطفل متعاطفاً معهم محباً لهم ، مبغضاً لمن آذاهم من مشركين ومنحرفين
لقد جسدت مولاتنا فاطمة مع أمير المؤمنين سلام الله عليهما أسمى صور التربية الإسلامية الحقة والتي أُسُّها وأساسها الرحمة والمحبة...
فكلما كان لنا من عطائهم قبس سُعدنا ووفقنا في توجيه وتربية أبنائنا
وكلما ابتعدنا شقينا وصعبت أمورنا...
اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك
الآخذ بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى آباه الطاهرين