|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
أرشيف أخبار المقاومة
الامام الخامنئي في نداء الحج يدعو المسلمين للتآلف والوحدة ويحذرهم الاعداء والفتن
بتاريخ : 26-Nov-2009 الساعة : 11:15 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامام الخامنئي في نداء الحج يدعو المسلمين للتآلف والوحدة ويحذرهم الاعداء والفتن
وجه الامام السيد علي الخامنئي، نداءه السنوي الى حجاج بيت الحرام، الذين يتجمعون اليوم الخميس على صعيد عرفة لأداء ركن الحج الأعظم.
ودعا الامام الخامنئي في ندائه، المسلمين جميعا، الى الاتحاد والالفة فيما بينهم لاحباط الفتن والمؤامرات التي يخطط لها اعداء الامة الاسلامية والتي بانت نتائجها الكارثية في بلدان المنطقة كأفغانستان والعراق وفلسطين.
كما دعا حجاج بيت الله الحرام، الذين يربو عددهم هذا العام على المليونين ونصف المليون حاج، الى اعلان البراءة من المشركين في اقوالهم وافعالهم، مؤكدا على ضرورة ان يتجنب الحجاج في هتافاتهم وشعاراتهم كل ما شأنه اثارة سوء ظن المسلمين ببعضهم، وان تكون هتافات البراءة ضد اعداء الامة الاسلامية من "المستكبرين والصهاينة واميركا".
وحذر سماحته من ان اعداء الامة الاسلامية الطامعين في خيراتها، يعملون الان اكثر من اي وقت مضى على بث الفرقة بين المسلمين وزج المنطقة في دوامة من العنف وعدم الاستقرار، مستشهدا بما يسفك من دماء الابرياء في "فلسطين والعراق وافغانستان" التي تئن تحت وطأة الاحتلال، و"اقتتال الاخوة في اليمن الذي يؤجج حرقة جديدة في قلب الامة الاسلامية".
واوضح السيد الخامنئي ان ابناء الامة الاسلامية، والحالة هذه، بحاجة اليوم أكثر من اي وقت مضى الى الانسجام والتعاطف وحسن الظن والاتحاد فيما بينهم لتوطيد أواصر الاخوة وعلاج الكثير من الآلام التي المت بهذه الامة.
وذكر سماحة الامام بما عانت منه المنطقة خلال فترة طويلة من استغلال واحتلال واذلال على يد الدولتين الغربيتين بريطانيا وفرنسا وغيرهما ومن ثم على يد اميركا.
وقال "بعد ان صيّرت الصحوة الاسلامية وحركات المقاومة الشعبية مواصلة ذلك الوضع شيئا متعذرا على الجائرين", مستشهداً بانتصارات الثورة الاسلامية في ايران والمقاومة في لبنان وفلسطين.
وهذا نص نداء الامام السيد علي الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام كاملاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
موسم الحج ربيع المعنوية وتألق التوحيد في آفاق العالم ومراسم الحج ينبوع زلال بوسعه تطهير الحاج من أدران المعصية والغفلة، واعادة انوار الفطرة الالهية لروحه وفؤاده.
ترك ثياب التفاخر والتمايز في ميقات الحج والدخول في ثوب الاحرام العام ذي اللون الواحد، مؤشر ورمز لوحدة لون الامة الاسلامية وأمر رمزي لاتحاد المسلمين وتعاطفهم أينما كانوا من العالم.
شعار الحج من جانب :"فإلهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين"وهو من جانب آخر :"والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد".. وهكذا فالكعبة فضلا عن تمثيلها لكلمة التوحيد هي مظهر توحيد الكلمة والاخوة والمساواة الاسلامية.
على المسلمين المجتمعين هنا من كافة أصقاع العالم شوقا لطواف الكعبة وزيارة مرقد الرسول الاعظم ( وسلم) عليهم اغتنام هذه الفرصة لتوطيد أواصر الاخوة بينهم وفي ذلك علاج للكثير من الآلام الكبرى التي تعاني منها الامة الاسلامية.
نلاحظ اليوم بوضوح ان يد المُسيئين للعالم الاسلامي تعمل على التفريق بين المسلمين اكثر من السابق، هذا في حين تحتاج الامة الاسلامية اليوم الى الانسجام والتعاطف أكثر من اي وقت مضى.
القبضة الدامية للاعداء ترتكب اليوم الفجائع علنا في الكثير من المواطن الاسلامية. فلسطين تعاني الالم والمحن المتفاقمة تحت سيطرة خُبث الصهاينة والمسجد الاقصى عرضة لخطر حقيقي.
أهالي غزة المظلومون لايزالون بعد تلك المذبحة غيرالمسبوقة يعيشون اسوء الظروف.
وافغانستان تعاني كل يوم من مصيبة جديدة تحت احذية المحتلين.
انعدام الامن في العراق يسلب الناس استقرارهم وراحتهم واقتتال الاخوة في اليمن يؤجج حرقة جديدة في قلب الامة الاسلامية.
ليفكر المسلمون من شتى انحاء العالم كيف واين تم التدبير والتخطيط للفتن والحروب والتفجيرات والاغتيالات والمذابح العمياء التي وقعت خلال الاعوام الاخيرة في العراق وافغانستان وباكستان؟ لماذا لم تكن الشعوب تشهد كل هذه المصائب والمحن قبل الدخول التعسفي والامتلاكي للجيوش الغربية بزعامة اميركا الى هذه المنطقة؟
المحتلون من ناحية يسمون حركات المقاومة الشعبية في فلسطين ولبنان والمناطق الاخرى ارهابيين ، ومن ناحية اخرى ينظمون ويقودون الارهاب الطائفي والقومي الوحشي بين شعوب هذه المنطقة.
لقد عانت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال فترة طويلة ولاكثر من قرن من الزمان، الاستغلال والاحتلال والاذلال على يد الدولتين الغربيتين بريطانيا وفرنسا وغيرهما ومن ثم على يد اميركا وجرى نهب مصادرها الطبيعية وقمع روح التحرر فيها و صارت شعوبها رهينة طمع الاجانب المعتدين، وبعد ان صيّرت الصحوة الاسلامية وحركات المقاومة الشعبية مواصلة ذلك الوضع شيئا متعذرا على الجائرين، وحينما عادت روح الشهادة والعروج الى الله وفي سبيل الله للظهور تارة اخرى كعامل فذ في ساحة الجهاد الاسلامي، لجآ المعتدون المنفعلون الى اساليب التزوير واحلوا الاستعمار الجديد محل الاسلوب السابق الا ان شيطان الاستعمار المتعدد الوجوه انزل الى الساحة اليوم كل قدراته من اجل تركيع الاسلام، من القوات العسكرية والقبضات الحديدية والاحتلال العلني الى سلاسل الدعاية الشيانية واستخدام الآلاف من أنظمة بث الاكاذيب والاشاعات، ومن تنظيم مجاميع الارهاب والقتل الوحشي الى نشر ادوات الفساد الاخلاقي وانتاج وتوزيع المخدرات ونسف عزيمة الشباب وروحهم واخلاقهم، ومن الهجمات السياسية الشاملة على مراكز المقاومة الى اثارة النخوات القومية والعصبيات الطائفية وخلق العداء بين الاخوان.
اذا حلت المحبة وحسن الظن والتعاطف بين الشعوب المسلمة وبين الفرق والقوميات الاسلامية محل سوء الظن والنظرة السلبية التي يريدها الاعداء فسوف يحبط الجانب الاكبر من مؤامرات المسيئين وتدابيرهم وسيجهض مخططاتهم المشؤومة الرامية الى مزيد من السيطرة على الامة الاسلامية.
الحج من افضل الفرص لتحقيق هذا الهدف السامي.
المسلمون وبفضل تعاونهم واعتمادهم على الاسس المشتركة التي ينطق بها القران والسنة سيكتسبون القدرة على الوقوف امام هذا الشيطان المتعدد الوجوه والانتصار عليه بارادتهم وايمانهم.
ايران الاسلامية باتباعها لدروس الامام الخميني الكبير نموذج بارز لهذه المقاومة الناجحة.
لقد هزموا في ايران الاسلامية. ثلاثون عاما من الحيل والمؤامرات والعداء ابتداء من تدبير الانقلابات والحرب المفروضة طوال ثمانية اعوام والى الحظر الاقتصادي ومصادرة الاموال، ومن الحرب النفسية والدعائية والاصطفافات الاعلامية الى محاولات الحؤول دون النمو العلمي والحصول على العلوم الحديثة ومنها العلوم النووية، بل والتحريض والتدخل السافر في قضية الانتخابات الاخيرة الرائعة والزاخرة بالمعاني، تحولت كلها الى مشاهد لهزيمة العدو وانفعاله وتيهه وتجسدت الاية القرآنية "ان كيد الشيطان كان ضعيفا" مرة اخرى امام انظار الايرانيين.
وفي اي موطن آخر أخذت فيه المقاومة النابعة من العزيمة والايمان بايدي الشعب الى مواجهة المستكبرين المتشدقين كان النصر حليف المؤمنين و الهزيمة والفضيحة مصير الظالمين المحتوم.
فالفتح المبين للايام الثلاثة والثلاثين في لبنان، والجهاد الشامخ المنتصر لغزة في الاعوام الثلاثة الاخيرة شاهدة حي لهذه الحقيقة.
توصيتي الاكيدة لعموم الحجاج السعداء وخصوصا لعلماء البلدان الاسلامية وخطبائها الحاضرين في هذا الميعاد الالهي، ولخطباء الجمعة في الحرمين الشريفين في الفهم الصحيح للمسالة ومعرفة الواجب الفوري اليوم، وان يعرّفوا مستميعهم وبكل قدراتهم مؤامرة اعداء الاسلام، ويدعوا الناس الى الالفة والاتحاد، ويتجنبوا بجد كل ما شانه اثارة سوء ظن المسلمين ببعضهم، ويصبوا كل دوافعهم وهتافاتهم ضد المستكبرين واعداء الامة الاسلامية وراس الفتن اي الصهيونية واميركا، وان يبدوا البراءة من المشركين في اقوالهم وافعالهم.
اسال الله تعالى بتضرع هدايته وتوفيقه وعونه ورحمته لي ولكم جميعا.
والسلام عليكم
السيد علي حسيني خامنئي
ذي الحجة 1430
|
|
|
|
|