جواهر من محيط الإمام الهادي صلوات الله عليه .. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع mowalia_5 مشاركات 3 الزيارات 2196 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي جواهر من محيط الإمام الهادي صلوات الله عليه ..
قديم بتاريخ : 01-Dec-2009 الساعة : 09:24 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..




نسبه الشّريف عليه السّلام

*****************
هو الإمام عليّ الهادي بن مُحمّد الجواد بن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق بن مُحمّد الباقر بن عليّ السّجاد بن الحُسين سيّد الشّهداء بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.

أُمّه عليه السّلام

***********

أُمّه أُم ولد يُقال لها: سمانة.
ويُقال لها أيضاً: سمانة المغربية.
وعن ابن الخشّاب: يُقال أنّ اسمها متفرّشة المغربية.
وعن الطّبري, يُقال لها: السّيّدة.



تأريخ ولادته عليه السّلام

****************
ولد في صرّيا بإحدى نواحي المدينة المنوّرة للنصف من ذي الحجّة سنة 212 هـ.
وقيل: سنة 214 ه‍ في مُلك المأمون.
وقيل: في الثّاني من رجب.
وقيل: في الثّالثّ منه.
وقيل: في الخامس منه.
وقيل: في يوم 27 من ذي الحجّة.



ألقابه وكُناه عليه السّلام

****************
كنيته "عليه السّلام": أبو الحسن، ويُقال له: أبو الحسن الثّالث.
ألقابه "عليه السّلام" كثيرة، منها: الهادي، والمُرتضى، والعسكري، والخالص، والنّاصح، والفتّاح، والنّقي، والعالم، والدّليل، والموضّح، والرّشيد، والشّهيد، والوفي، والنّجيب، والمُتّقي، والمُتوكّل، والطّيب, والفقيه، والأمين، والمؤتمن.
وأشهرألقابه: الهادي، والنّقي.




موالينا الكرام..
سنزودكم بجواهر من محيط الإمام الهادي صلوات الله عليه فتابعونا ....


توقيع mowalia_5








mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي علم الإمام الهادي صلوات الله عليه !
قديم بتاريخ : 01-Dec-2009 الساعة : 09:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..


عِلم الإمام الهادي عليه السّلام
************************


إنّ علم الأئمّة "عليهم السّلام" بالغيب ليس علماً ذاتيّاً بل بما أعطاهم اللـه سبحانه وتعالى وبالقدر الذي شاءت حكمته، وبطرق شتّى, أبرزها توارث العلم عن النّبيّ "صلّى الله عليه وآله" وعبر آباءهم الطّاهرين.

روى الشّيخ الكُليني "رحمه الله" بإسناده عن عليّ بن مُحمّد النّوفلي، عن أبي الحسن صاحب العسكر "عليه السّلام"، قال: سمعته يقول:
اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً، كان عند آصف حرف فتكلّم به، فانخرقت له الأرض في ما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتى صيّره إلى سُليمان، ثمّ انبسطت الأرض في أقلّ من طرفة عين، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب.

وروي عن الإمام الهادي "عليه السّلام" قوله:
إنّ الله لم يُظهر على غيبه أحداً إلاّ مَن ارتضى من رسول، فكلّ ما كان عند الرّسول كان عند العالم، وكلّ ما اطلع عليه الرّسول فقد اطلع أوصياؤه عليه، كيلا تخلو أرضه من حجّة يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته، وجواز عدالته.


وأليكم نماذج ممّا وصل إلينا من علوم الإمام الهادي "عليه السّلام" ليس إلاّ, وإلاّ لا يسع المقام لدرج كُلّما ورد عن علومه "عليه السّلام"..


1- روى الطّبرسي عن الإمام الحسن العسكري "عليه السّلام" أنّه قال:

اتصل بأبي الحسن عليّ بن مُحمّد العسكري "عليه السّلام" أنّ رجلاً من فُقهاء شيعته كلّم بعض النّصّاب، فأفهمه بحجّته حتى أبان عن فضيحته، فدخل إلى عليّ بن مُحمّد "عليه السّلام" وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب، وهو قاعد خارج الدّست، وبحضرته خلق من العلويين وبني هاشم، فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدّست، وأقبل عليه، فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف، فأمّا العلويون فأجلوه عن العتاب، وأمّا الهاشميون فقال له شيخهم:
يا بن رسول الله، هكذا تؤثر عامّياً على سادات بني هاشم من الطّالبيين والعبّاسيين ؟! فقال "عليه السّلام":
إيّاكُم أن تكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم:
أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ.
أترضون بكتاب الله حكماً ؟
قالوا: بلى. قال: أليس الله يقول:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ...
إلى قوله: يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ. فلم يرض للعالم المؤمن إلاّ أن يرفع على المؤمن غير العالم، كما لم يرض للمؤمن إلاّ أن يرفع على من ليس بمؤمن. أخبروني عنه قال:
يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ. أو
قال: يرفع الذين أوتوا شرف النّسب درجات ؟
أو ليس قال الله:
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ. فكيف تنكرون رفعي لهذا لمّا رفعه الله ؟!

إنّ كسر هذا لفلان النّاصب بحجج الله التي علّمه إيّاها، لأفضل له من كلّ شرف في النّسب.
فقال العبّاسي: يا بن رسول الله، قد أشرفت علينا، هو ذا تقصير بنا عمّن ليس له نسب كنسبنا، وما زال منذ أوّل الإسلام يقدّم الأفضل في الشّرف على من دونه فيه. فقال "عليه السّلام": سُبحان الله ! أليس العبّاس بايع أبا بكر وهو تيمي، والعبّاس هاشمي ؟
أو ليس عبد الله بن عبّاس كان يخدم عمر بن الخطاب، وهو هاشمي أبو الخُلفاء وعمر عدوي ؟! وما بال عُمر أدخل البُعداء من قُريش في الشّورى ولم يدخل العبّاس ؟
فإن كان رفعنا لِمن ليس بهاشمي على هاشمي مُنكراً فأنكروا على العبّاس بيعته لأبي بكر، وعلى عبد الله بن عبّاس خدمته لعمر بعد بيعته، فإن كان ذلك جائزاً فهذا جائز، فكأنّما القُم الهاشمي حجراً.

2_ وعن جعفر بن رزق الله، قال:

قدم إلى المُتوكّل رجل نصراني فجر بامرأة مُسلمة، فأراد أن يُقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله.
وقال بعضهم: يُضرب ثلاثة حدود. وقال بعضهم: يُفعل به كذا وكذا، فأمر المُتوكّل بالكتاب إلى أبي الحسن العسكري "عليه السّلام" وسؤاله عن ذلك, فلمّا قرأ الكتاب كتب "عليه السّلام": يُضرب حتى يموت. فأنكر يحيى وأنكر فُقهاء العسكر ذلك،
فقالوا: يا أمير المؤمنين، سله عن ذلك، فإنّه شيء لم ينطق به كتاب، ولم تجئ به سنّة. فكتب إليه:
إنّ الفُقهاء قد أنكروا هذا، وقالوا: لم تجئ به سنّة، ولم ينطق به كتاب، فبيّن لنا لِم أوجبت عليه الضّرب حتى يموت ؟
فكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم:
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ... الآية، فأمر به المُتوكّل فضُرب حتى مات.



3- وفي البحار عن كتاب الاستدراك بإسناده:

أنّ المُتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن - يعني عليّ بن مُحمّد بن عليّ الرّضا "عليه السّلام" - يفسّر قول الله عزّ وجلّ:
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ... الآيتين، في الأوّل والثّاني....
قال: فكيف الوجه في أمره ؟
قالوا: تجمع له النّاس وتسأله بحضرتهم، فإن فسّرها بهذا، كفاك الحاضرون أمره، وإن فسّرها بخلاف ذلك افتضح عند أصحابه.
قال: فوجّه إلى القُضاة وبني هاشم والأولياء وسُئل "عليه السّلام"
فقال: هذا رجُلان كنى عنهما، ومُنّ بالستر عليهُما، أفيحبّ أمير المؤمنين أن يكشف ما ستره الله ؟ فقال: لا أحبّ.


4- وعن كتاب الاستدراك أيضاً، قال:

نادى المُتوكّل يوماً كاتباً نصرانياً: أبا نوح، فأنكروا كُنى الكتابين، فاستفتى فاختلف عليه، فبعث إلى أبي الحسن "عليه السّلام"، فوقّع "عليه السّلام": بسم الله الرّحمن الرّحيم: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ. فعلم المُتوكّل أنّه يحلّ ذلك؛ لأنّ الله قد كنّى الكافر.


5- عن مُحمّد بن يحيى المعاذي، قال:


قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق والفُقهاء بحضرته:
مَن حَلَق رأس آدم حين حجّ ؟
فتعايى القوم عن الجواب، فقال الواثق:
أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر. فبعث إلى عليّ بن مُحمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن مُحمّد بن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب "عليهم السّلام" فأُحضر، فقال: يا أبا الحسن، مَن حَلَق رأس آدم ؟
فقال "عليه السّلام": سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلاّ أعفيتني.
قال: أقسمت عليك لتقولنّ.
قال "عليه السّلام": أما إذا أبيت، فإنّ أبي حدّثني عن جدّي، عن أبيه، عن جدّه، قال:
قال رسول الله "صلّى الله عليه وآله":
أمر جبرئيل أن ينزل بياقوتة من الجنّة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم فتناثر الشّعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرماً.



6- عن أبي مُحمّد الفحّام، قال:

سأل المُتوكّل ابن الجهم:
من أشعر النّاس ؟
فذكر شُعراء الجاهلية والإسلام، ثمّ إنّه سأل أبا الحسن "عليه السّلام"، فقال "عليه السّلام":

الحماني حيث يقول:

لقد فاخرتنا من قُريش عصابة *** بمدّ خدود وامتداد أصابع
فلمّا تنازعنا المقال قضى لنا *** عليهم بما نهوى نداء الصّوامع
ترانا سكوتاً والشّهيد بفضلنا *** عليهم جهير الصّوت في كلّ جامع
فـإنّ رسـول الله أحمـد جدّنا *** ونحن بنـوه كالنّـجوم الطّوالع


قال: وما نداء الصّوامع يا أبا الحسن ؟
قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ مُحمّداً رسول الله، جدّي أم جدّك ؟
فضحك المُتوكّل، ثمّ قال: هو جدّك لا ندفعك عنه.




تابعوا معنا كرامات الإمام الهادي صلوات الله عليه ..


توقيع mowalia_5








mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي كرامات ومعاجز الإمام الهادي صلوات الله عليه .
قديم بتاريخ : 02-Dec-2009 الساعة : 06:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...


كرامات الإمام الهادي عليه السّلام:-

***********************
1 - روى أنّه كان بأصبهان رجل يُدعى عبد الرّحمن، وكان له لسان وجرأة، وكان شيعيّاً، فقيل له: ما سبب تشيّعك وقولك بإمامة الهادي ؟
قال: أخرجني أهل أصفهان بسنة من السّنين، وذهبوا بي إلى باب المُتوكّل شاكين متظلمين، وفي ذات يوم ونحن وقوف بباب المُتوكّل ننتظر الإذن بالدّخول، إذ خرج الأمر بإحضار عليّ الهادي ، فقُلت لبعض من حضر:
مَن هذا الرّجل الذي أمر الخليفة بإحضاره ؟
قال: رجل علوي، تقول الرّافضة بإمامته، ويُريد المُتوكّل قتله.
فقُلت في نفسي:
لن أبرح حتى أنظر إليه، ولم يمض أمد من الوقت، حتى أقبل راكباً على فرس، وقد قام النّاس يمنة الطّريق ويسرتها صفّين ينظرون إليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي، ودعوت له في نفسي أن يدفع الله عنه شرّ المُتوكّل.
وأقبل الإمام الهادي يسير بين النّاس، لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا أكرر في نفسي الدّعاء، فلمّا صار بإزائي، أقبل بوجهه علي، وقال لي: قد استجاب الله دعاءك، وطوّل عمرك، وكثر مالك وولدك.
قال عبد الرّحمن:
فارتعدت من هيبته، ووقعت بين أصحابي،
فسألوني: ما شأنك ؟
فقُلت: خيراً.
ولم أخبر بذلك مخلوقاً، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان، ففتح الله عليّ بدعائه، حتى أنا اليوم أغلق بابي على ألف ألف درهم، سوى أموالي التي خارج الدّار، ورُزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن نيفاً وسبعين سنة.



2- عن مُحمّد بن الحسن الأشتر العلوي الحُسيني، قال:
كنت مع أبي على باب المُتوكّل، وأنا صبي في جمع من النّاس في ما بين طالبي إلى عبّاسي إلى جعفري إلى غير ذلك، إذ جاء أبو الحسن عليّ بن مُحمّد "عليه السّلام" فترجّل النّاس كلّهم حتى دخل, فقال بعضهم لبعض:
لِمَ نترجل لهذا الغلام ؟
فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّاً ولا بأعلمنا !؟
فقالوا: والله لا ترجلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفري: والله لتترجلن له [ على ] صغره إذا رأيتموه.
فما هو إلاّ أن طلع وبصروا به حتى ترجّل له النّاس كلّهم، فقال لهم أبو هاشم: ألستم زعمتم أنّكم لا تترجلون له ؟
فقالوا: ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.




معاجز الإمام الهادي عليه السّلام؛_
*********************


1- عن يحيى بن هرثمة، قال:


أنا صحبت أبا الحسن "عليه السّلام" من المدينة إلى سر من رأى في خلافة المُتوكّل، فلمّا صرنا ببعض الطّريق عطشنا عطشاً " شديداً "، فتكلّمنا وتكلّم النّاس في ذلك، فقال أبو الحسن "عليه السّلام": الآن نصير إلى ماء عذب فنشربه.
فما سرنا إلاّ قليلاً حتى صرنا إلى تحت شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا وحملنا معنا وارتحلنا، وكنت علقت سيفي على الشّجرة فنسيته. فلمّا صرت غير بعيد في بعض الطّريق ذكرته،
فقُلت لغلامي: ارجع حتى تأتيني بالسّيف.
فمرّ الغلام ركضاً، فوجد السّيف وحمله ورجع متحيّراً "، فسألته عن ذلك,
فقال لي: إنّي رجعت إلى الشّجرة، فوجدت السّيف معلّقاً عليها، ولا عين ولا ماء ولا شجر، فعرفت الخبر، فصرت إلى أبي الحسن "عليه السّلام" فأخبرته بذلك،
فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لاحد.
فقُلت: نعم.


2- عن أبي هاشم الجعفري، قال:

خرجت مع أبي الحسن "عليه السّلام" إلى سر من رأى نتلقى بعض القادمين فأبطأوا، فطرح لأبي الحسن "عليه السّلام" غاشية السّرج فجلس عليها، فنزلت عن دابتي وجلست بين يديه وهو يحدّثني، فشكوت إليه قصور يدي، فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا وناولني منه كفّاً.
وقال: اتسع بهذا يا أبا هاشم، واكتم ما رأيت.
فجئت به معي ورجعنا, فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهباً أحمر, فدعوت صائغاً إلى منزلي، وقُلت له: اسبك لي هذا. فسبكه.
وقال لي: ما رأيت ذهباً أجود منه، وهو كهيئة الرّمل، فمن أين لك هذا ؟
فما رأيت أعجب منه !
قُلت: هذا شئ كان عندنا قديماً تدخره لنا عجائزنا على طول الأيّام.


3- عن أبي هاشم الجعفري, قال:


حججت سنة حجّ فيها بغا، فلمّا صرت إلى المدينة إلى باب أبي الحسن "عليه السّلام", وجدته راكباً في استقبال بغا، فسلّمت عليه,
فقال: إمض بنا إذا شئت.
فمضيت معه حتى خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا, التفت إلى غلامه وقال:
اذهب فانظر في أوائل العسكر.
ثمّ قال: انزل بنا يا أبا هاشم.
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئاً وأنا أستحيي منه وأقدّم وأؤخّر, قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سُليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف
مكتوب: خُذ.
وفي الآخر: اكتم.
وفي الآخر: اعذر.
ثمّ اقتلعه بسوطه وناولنيه, فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمئة مثقال،
فقُلت: بأبي أنت وأُمّي ! لقد كنت شديد الحاجة إليها، وأردت كلامك وأقدّم وأؤخّر، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
ثمّ ركبنا.


4- عن أبي هاشم الجعفري, قال:


دخلت على أبي الحسن "عليه السّلام" فكلّمني بالهنديّة، فلم أحسن أن أرد عليه، وكان بين يديه ركوة ملاى حصا، فتناول حصاة واحدة فوضعها في فيه مليّاً، ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فمي، فوالله ما رجعت من عنده حتى تكلّمت بثلاث وسبعين لساناً، أوّلها الهنديّة.



5- عن المنتصر بن المُتوكّل, قال:


زرع والدي الاس في بستان وأكثر منه، فلمّا استوى الاس كلّه وحسن، أمر الفراشين أن يفرشوا له على دكان في وسط البستان وأنا قائم على رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال:
يا رافضي، سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر ماله من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّه ليس يعلم الغيب.
فأصبحت [ وغدوت ] إلى أبي الحسن "عليه السّلام" من الغد وأخبرته بالأمر، فقال: يا بُني، امض أنت واحفر الأصل الأصفر, فإنّ تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها. قال: ففعلت ذلك فوجدته كما قال "عليه السّلام"، ثمّ قال لي:
يا بُني, لا تخبرن أحداً بهذا الأمر إلاّ لِمَن يحدّثك بمثله.


6- عن الطّيب بن مُحمّد بن الحسن بن شمون, قال:


ركب المُتوكّل ذات يوم وخلفه النّاس وركب آل أبي طالب إلى أبي الحسن "عليه السّلام" ليركبوا بركوبه, فخرج في يوم صائف شديد الحر والسّماء صافية ما فيها غيم، وهو "عليه السّلام" معقود ذنب الدّابة بسرج جلود طويل وعليه ممطر وبرنس، فقال زيد بن موسى بن جعفر لجماعة آل أبي طالب:
انظروا إلى هذا الرّجل يخرج مثل هذا اليوم كأنّه وسط الشّتاء.
قال: فساروا جميعاً, فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حتى تغيّمت السّماء وأرخت عزاليها كأفواه القرب، وابتلّت ثياب النّاس، فدنا منه زيد بن موسى بن جعفر وقال:
يا سيّدي، أنت قد علمت أنّ السّماء قد تمطر, فهلا أعلمتنا فقد هلكنا وعطبنا.


7- عن صالح بن سعيد, قال:

دخلت على أبي الحسن "عليه السّلام" في يوم وروده سر من رأى وهو في خان الصّعاليك، فقُلت له:
جُعلت فداك ! في كلّ الأمور أرادوا إطفاء نورك والنّقص بك حتى أنزلوك في هذا الخان الأشنع خان الصّعاليك.
فقال: ها هُنا أنت يابن سعيد.
ثمّ أومأ بيده الشّريفة, فإذا أنا بروضات أنيقات، وأنهار جاريات، وجنّات فيها خيرات عطرات، وولدان كأنّهن اللؤلؤ المكنون، فحار بصري، وكثر عجبي, فقال لي:
حيث كنّا فهذا لنا عتيد يابن سعيد، لسنا في خان الصّعاليك.


8- عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال:

كُنت أحجب المُتوكّل، فأُهدي له خمسون غلاماً من الخزر, فأمرني أن أتسلمهم وأحسن إليهم، فلمّا تمّت سنة كاملة كنت واقفاً بين يديه, إذ دخل عليه أبو الحسن عليّ بن مُحمّد النّقي "عليهما السّلام"، فلمّا أخذ مجلسه, أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن "عليه السّلام" سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المُتوكّل أن قام يجرّ رجليه حتى توارى خلف السّتر، ثمّ نهض أبو الحسن "عليه السّلام", فلمّا عَلِم المُتوكّل بذلك, خرج إليّ وقال:
ويلك يا بلطون، ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان ؟
فقُلت: لا والله ما أدري.
قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا, فقالوا:
هذا رجل يأتينا كلّ سنة فيعرض علينا الدّين، ويُقيم عندنا عشرة أيّام وهو وصي نبيّ المُسلمين.
فأمرني بذبحهم، فذبحتهم عن آخرهم, فلمّا كان وقت العتمة, صرت إلى أبي الحسن "عليه السّلام"، فإذا خادم على الباب فنظر إليّ، فلمّا بصر بي قال:
ادخل. فدخلت فإذا هو "عليه السّلام" جالس, فقال: يا بلطون ما صنع القوم ؟
فقُلت: يا بن رسول الله, ذُبحوا والله عن آخرهم.
فقال لي: كلّهم ؟ فقُلت: إي والله.
فقال "عليه السّلام": أتحبّ أن تراهم ؟
قُلت: نعم يا بن رسول الله. فأومأ بيده أن ادخل السّتر، فدخلت, فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.





تابعوا معنا مناظرات الإمام الهادي صلوات الله عليه ...


توقيع mowalia_5








mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-Dec-2009 الساعة : 09:26 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...


أحبتنا سأنقل لكم إحدى هذه المناظرات والتي دارت بين الإمام صلوات الله عليه و.......


مناظرات الإمام الهادي عليه السّلام

***********************


- قال موسى بن مُحمّد بن الرّضا:


لقيت يحيى بن أكثم في دار العامّة، فسألني عن مسائل، فجئت إلى أخي عليّ بن مُحمّد "عليه السّلام" فدار بيني وبينه من المواعظ ما حملني وبصرني طاعته، فقُلت له: جُعلت فداك، إنّ ابن أكثم كتب يسألني عن مسائل لأفتيه فيها.
فضحك "عليه السّلام" ثمّ قال: فهل أفتيته ؟
قُلت: لا، لم أعرفها.
قال "عليه السّلام": وما هي ؟
قُلت: كتب يسألني عن قول الله:
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ. نبيّ الله كان محتاجاً إلى علم آصف ؟
وعن قوله:
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا.

سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء ؟

وعن قوله:

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ.


مَن المُخاطب بالآية ؟

فإن كان المُخاطب النّبيّ "صلّى الله عليه وآله" فقد شكّ، وإن كان المُخاطب غيره فعلى مَن إذاً أنزل الكتاب ؟
وعن قوله:
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ.

ما هذه الأبحر، وأين هي ؟
وعن قوله:
وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ.

فاشتهت نفس آدم "عليه السّلام" أكل البر فأكل وأطعم، وفيها ما تشتهي الأنفس، فكيف عوقب ؟

وعن قوله:
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا.

يزوج الله عباده الذّكران، وقد عاقب قوماً فعلوا ذلك ؟

وعن شهادة المرأة جازت وحدها، وقد قال الله:

وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ ؟


وعن رجل أتى إلى قطيع غنم، فرأى الرّاعي ينزو على شاة منها، فلمّا أبصر بصاحبها خلّى سبيلها، فدخلت بين الغنم، كيف تُذبح، وهل يجوز أكلها أم لا ؟

وعن صلاة الفجر لِمَ يجهر فيها بالقراءة وهي من صلاة النّهار، وإنّما يجهر في صلاة الليل ؟

وعن قول عليّ "عليه السّلام" لابن جرموز:

بشّر قاتل ابن صفية بالنّار.

فلم يقتله وهو إمام
؟

وأخبرني عن عليّ "عليه السّلام" لِمَ قتل أهل صفّين، وأمر بذلك مقبلين ومدبرين، وأجاز على الجرحى, وكان حكمه يوم الجمل أنّه لم يقتل مولّياً، ولم يجز على جريح، ولم يأمر بذلك، وقال:

مَن دخل داره فهو آمن، ومَن ألقى سلاحه فهو آمن ، لِمَ فعل ذلك ؟
فإن كان الحُكم الأوّل صواباً، فالثّاني خطأ.

وأخبرني عن رجل أقرّ باللواط على نفسه أيُحدّ، أم يُدرأ عنه الحدّ ؟


جواب الإمام الهادي "عليه السّلام" قال "عليه السّلام": اكتب إليه.

***************************************
قُلت: وما أكتب ؟
قال "عليه السّلام":
اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم,

وأنت - فألهمك الله الرّشد - أتاني كتابك، فامتحنتنا به من تعنّتك؛ لتجد إلى الطّعن سبيلاً إن قصرنا فيها، والله يكافيك على نيّتك، وقد شرحنا مسائلك، فأصغ إليها سمعك، وذلّل لها فهمك، واشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجّة والسّلام.

سألت عن قول الله جلّ وعزّ:
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ. فهو آصف بن برخيا، ولم يعجز سُليمان "عليه السّلام" عن معرفة ما عرف آصف، لكنّه صلوات الله عليه أحبّ أن يعرّف أُمّته من الجنّ والإنس أنّه الحجّة من بعده، وذلك من علم سُليمان "عليه السّلام" أودعه عند آصف بأمر الله، ففهمه ذلك؛ لئلاّ يختلف عليه في إمامته ودلالته، كما فهم سُليمان "عليه السّلام" في حياة داود "عليه السّلام"؛ لتُعرف نبوته وإمامته من بعده لتؤكّد الحجّة على الخلق.

وأمّا سجود يعقوب "عليه السّلام" وولده، فكان طاعة لله ومحبّة ليوسف "عليه السّلام"، كما أنّ السّجود من الملائكة لآدم "عليه السّلام" لم يكُن لآدم "عليه السّلام" وإنّما كان ذلك طاعة لله ومحبّة منهم لآدم "عليه السّلام"، فسجود يعقوب "عليه السّلام" وولده ويوسف "عليه السّلام" معهم كان شكراً لله باجتماع شملهم، ألم تر يقول في شكره ذلك الوقت:

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ... إلى آخر الآية.

وأمّا قوله:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ. فإنّ المُخاطب به رسول الله "صلّى الله عليه وآله" ولم يكُن في شكّ ممّا أُنزل إليه، ولكن قالت الجهلة:
كيف لم يبعث الله نبيّاً من الملائكة، إذ لم يفرّق بين نبيّه وبيننا في الاستغناء عن المآكل والمشارب والمشي في الأسواق، فأوحى الله إلى نبيّه:
فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ. بمحضر الجهلة، هل بعث الله رسولاً قبلك إلاّ وهو يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة، وإنّما قال:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ. ولم يكُن شكّ، ولكن للنصفة، كما قال:
تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.
ولو قال: عليكم, لم يجيبوا إلى المباهلة، وقد علم الله أنّ نبيّه يؤدّي عنه رسالاته، وما هو من الكاذبين، فكذلك عرف النّبيّ أنّه صادق في ما يقول، ولكن أحبّ أن ينصف من نفسه.


وأمّا قوله:
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ. فهو كذلك، لو أنّ أشجار الدّنيا أقلام والبحر يمدّه سبعة أبحر وانفجرت الأرض عيوناً، لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله، وهي عين الكبريت، وعين التّمر، وعين برهوت، وعين طبرية، وحمة ماسبذان، وحمة إفريقية يُدعى لسنان، وعين بحرون، ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تُدرك فضائلنا.

وأمّا الجنّة, فإنّ فيها من المآكل والمشارب والملاهي ما تشتهي الأنفس، وتلذّ الأعيُن، وأباح الله ذلك كُلّه لآدم "عليه السّلام"، والشّجرة التي نهى الله عنها آدم "عليه السّلام" وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد، عهد إليهما أن لا ينظرا إلى من فضّل الله على خلائقه بعين الحسد، فنسي ونظر بعين الحسد، ولم يجد له عزماً.

وأمّا قوله: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا. أي يولد له ذكوراً، ويولد له إناثاً، يُقال لكلّ اثنين مقرنين زوجان، كلّ واحد منهما زوج، ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما لبست به على نفسك تطلب الرّخص لارتكاب المآثم :
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إن لم يتب.

وأمّا شهادة المرأة وحدها التي جازت، فهي القابلة، جازت شهادتها مع الرّضا، فإن لم يكن رضى فلا أقلّ من امرأتين, تقوم المرأتان بدل الرّجل للضرورة؛ لأنّ الرّجل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فإن كانت وحدها قُبل قولها مع يمينها.



وأمّا الرّجل النّاظر إلى الرّاعي وقد نزا على شاة، فإن عرفها ذبحها وأحرقها، وإن لم يعرفها قسّم الغنم نصفين، وساهم بينهما، فإذا وقع على أحد النّصفين فقد نجا النّصف الآخر، ثمّ يفرّق النّصف الآخر، فلا يزال كذلك حتى تبقى شاتان، فيُقرع بينهما، فأيّتها وقع السّهم بها ذُبحت وأُحرقت، ونجا سائر الغنم.


وأمّا صلاة الفجر، فالجهر فيها بالقراءة؛ لأنّ النّبيّ "صلّى الله عليه وآله" كان يغلس بها فقراءتها من الليل.


وأمّا قول عليّ "عليه السّلام":
بشّر قاتل ابن صفية بالنّار.
فهو لقول رسول الله "صلّى الله عليه وآله"، وكان ممّن خرج يوم النّهروان، فلم يقتله أمير المؤمنين "عليه السّلام" بالبصرة؛ لأنّه علم أنّه يُقتل في فتنة النّهروان.


وأمّا قولك:
إنّ عليّاً "عليه السّلام" قتل أهل صفّين مُقبلين ومُدبرين، وأجاز على جريحهم، وإنّه يوم الجمل لم يتبع مولّياً، ولم يجز على جريح، ومَن ألقى سلاحه آمنه، ومن دخل داره آمنه، فإنّ أهل الجمل قُتل إمامهم، ولم تكُن لهم فئة يرجعون إليها، وإنّما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين ، رضوا بالكفّ عنهم، فكان الحُكم فيهم رفع السّيف عنهم، والكفّ عن أذاهم، إذ لم يطلبوا عليه أعواناً، وأهل صفّين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدّة, وإمام يجمع لهم السّلاح والدّروع والرّماح والسّيوف، ويسني لهم العطاء، يهيئ لهم الأنزال، ويعود مريضهم، ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم، ويحمل راجلهم، ويكسو حاسرهم، ويردّهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم، فلم يساو بين الفريقين في الحُكم، لِما عُرف من الحُكم في قتال أهل التّوحيد، لكنّه شرح ذلك لهُم، فمن رغب عُرض على السّيف، أو يتوب من ذلك.


وأمّا الرّجل الذي اعترف باللواط، فإنّه لم تقم عليه بيّنة، وإنّما تطوّع بالإقرار من نفسه، وإذا كان للإمام الذي من الله أن يُعاقب عن الله، كان له أن يمنّ عن الله، أما سمعت قول الله:
هَذَا عَطَاؤُنَا. الآية.


قد أنبأناك بجميع ما سألتنا عنه، فاعلم ذلك، والحمد لله ربّ العالمين.


((( ويلومونا بمحبتكم ...!!! )))



تابعوا معنا الجزء الأخير شهادة الإمام الهادي صلوات الله عليه
...


توقيع mowalia_5







إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc