اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
انتخاب جماعي لأمير المؤمنين(ع)
بدأت انتخابات الغرفة التجارية، فكان العمل والتحضير لها على قدم وساق. والاستعدادات كانت من قبل جهات عدة، رسمية وغير رسمية.
أخذ المتقدمون بإعداد نفسهم – وتجميع قواهم الذاتية – وقواعدهم الاجتماعية – للوقوف خلفهم ومساندتهم. فنصبوا الخيام لاستقبال المقترعين، ولإلقاء الخطب الرنانة التي توضح خططهم وأهدافهم المستقبلية. ولابد من وجود من يستغل الظرف والوضع لصالحه، فتمتد الموائد لتعبأة الكروش المنتفخة. وتتوزع الأموال على النفوس الضعيفة، لتباع الضمائر الميتة في سوق النخاسة.
لم يألو بعض أئمة المساجد – وخطباء المنابر جهداً، في التنويه بهذا الحدث المهم لرجال المال والأعمال. وحث التجار على مساندة من يرجى منهم الخير، إرضاء لوجه الله وخدمة للمجتمع. لان المنتخبون سوف يكون لهم دورا بارزا ومهما، في التأثير على القرارات التجارية التي تتخذها الدولة.
سوف يكون الصراع محموما، وتلعب المصالح الشخصية والمحسوبيات دورا حساسا وجليا في عملية الاختيار. ومع اقتراب موعد الاقتراع، ترتفع حرارة الأجواء، رغم السيول الجارفة – والصقيع الذي يجتاح المنطقة. ولا يستغرب أن يكون الفوز حسب القوانين المادية، فيكون من نصيب منهو أكثر شهرة – أو الأكثر أموالا وأولادا – أو الأكثر جاها واعز نفرا.
فلو بعث الإمام علي (ع)، وتقدم لهذه الانتخابات هل يفوز؟ رغم حقارتها في نظره، وهو الذي يقول لابن عباس "إن أمرتكم هذه لأهون عندي من شسع نعلي إلا أن أقيم حقا أو ادحض باطلا". واستنادا على تلك المؤهلات الجلية والمعروفة لدى الجميع.
وبما لديه من مواصفات شخصية، وشهادات صادرة من قبل الرسول الأعظم(ص)، وموثقة من قبل الله جل جلاله. بدايتها سبق الناس إلى الإسلام، دون إعلام أبي طالب(ع). والمبيت في فراش الرسول(ص)، ليقيه ويفديه بنفسه. ونزول آية التطهير، التي تبعد عنه وعن عائلته الرجس. وآية المباهلة، التي توضح موقعه من نبي الله(ص). وآية التصدق بالخاتم، التي تنوه بأحقيته بولاية أمور المسلمين. وسورة الناس التي تشهد، بتفانيه في ذات الله وطاعته تعالى. وآية البلاغ التي تشير، إلى خلافته لمحمد(ص). وقيام أبي القاسم(ص) بعدها، بأخذ البيعة الجماعية له من كافة الصحابة. وقتاله الناكثين والقاسطين والمارقين. ورفض إعطاء أخيه عقيل - مع عوزه – شيئا من بيت مال المسلمين خوفا من حساب رب السماوات والأراضين.
فهل نقبل به مرشحا، ونقول له بخ بخ لك يا علي، أصبحت موالي ومولى كل مؤمن ومؤمنة؟ أم سننقلب على أعقابنا، ونقول أن قريش لا تقبل به، لأنه قتل صناديدها وعتاتها؟ أو كما قال أحد الكتاب: لا يزال صغيرا لا علم له بالسياسة، ولا بإدارة أمور العباد والبلاد. أو كما قال بعضهم: ألا يكتفي بني هاشم بأن يكون منهم نبيا؟
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية