حين تذكر كتب الأنساب هذا الرجل تقول : حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسي.
وكان ذا جمال وكمال وكان يحفظ القرآن كله يختمه في كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ونزل الكوفة وصحب أمير المؤمنين عليا في حروبه كلها وكان من خاصته وحملة علومه.
يصف أهل المقاتل أن حبيب بن مظاهر وهو صحابي مشهور وفقيه معروف ومجاهد شجاع مخلص في ولائه للنبي صلى الله عليه آله وسلم وقد نال شرف تكريم رسول الله له. أنه يوما قد قبله النبي وسلم حين كان صبيا
فقد ورد في الجزء الرابع والأربعين من البحار للمجلسي رحمه الله : أن رسول الله كان يوما مع جماعة من أصحابه مارا في بعض الطريق، وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق، فجلس النبي وسلم عند صبي منهم وجعل يقبل ما بين عينيه ويلاطفه، ثم أقعده على حجره وكان يكثر تقبيله، فسئل وسلم عن علة ذلك فقال وسلم : إني رأيت هذا الصبي يوما يلعب مع الحسين ورأيته يرفع التراب من تحت قدميه ويمسح به وجهه وعينيه. فأنا أحبه لحبه ولدي الحسين ، ولقد أخبرني جبرئيل أنه يكون من أنصاره في واقعة كربلاء
وحين كتب إليه الإمام الحسين رسالة خاطبه فيها بقوله : إنك ذو غيرة وشيمة
وروي إن الحسين كتب إلى حبيب بن مظاهر، أما بعد: يا حبيب فأنت تعلم قرابتي من رسول الله وسلم ، وأنت أعرف بنا من غيرك وأنت ذو غيرة وشيمة فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول الله وسلم يوم القيامة.
وحين وصل كتاب أبي عبد الله كان حبيب جالسا مع زوجته وبين أيديهما الطعام يأكلان غذ غصت زوجته من الطعام فقال: الله أكبر يا حبيب الساعة يرد علينا كتاب كريم من رجل كريم. فبينما هي بالكلام وإذا بطارق يطرق الباب، فخرج إليه حبيب وقال : من الطارق ؟ قال: أنا رسول الحسين إليك فقال حبيب : الله أكبر صدقت الحرة بما قالت ثم ناوله الكتاب ففضه وقرأه. فسألته زوجته عن الخبر فأخبرها فبكت وقالت بالله عليك يا حبيب لا تقصر عن نصرة ابن بنت رسول الله وسلم فقال: أجل حتى اقتل بين يديه فتصبغ شيبتي من دم نحري.
وكان لدى حبيب نية كتمان الأمر على عشيرته وبني عمه خشية معرفة ابن زياد بالخبر إذ إن عيون السلطة كانت تنتشر هنا وهناك وفعلا يبدو أن الخبر كاد أن ينتشر لولا حكمة حبيب وكياسته إذ أقبل بنو عمه إليه وقالوا له : بلغنا أنك تنوي الخروج لنصرة الحسين ونحن لا نخليك ما لنا والدخول بين السلاطين.
فأخفى حبيب أمره وقصده ونيته وأنكر عليهم فرجعوا عنه وسمعت زوجته فقالت : يا حبيب كأنك كاره للخروج لنصرة الحسين ؟
كأن حبيب كان يريد أن يجعل كل شيء محكما ليحيط كل عمله بالكتمان ويطمئن لكل شيء حتى لزوجته وإن كان واثقا من ذلك إنما آثر أن يختبرها فحين قالت له كأنك كاره للخروج قال : نعم فبكت وقالت: أنسيت كلام جده في حقه وأخيه الحسن عليهما السلام حيث يقول:
ولداي هذان سيدا شباب اهل الجنة وهما إمامان إن قاما وإن قعدا وهذا رسول الحسين وكتابه أتى إليك ويستعين بك وأنت لم تجبه. فقال حبيب : أخاف على أطفالي من اليتم وأخشى أن ترملي بعدي فقالت : ولنا التأسي بالهاشميات والأيتام من آل الرسول وسلم والله تعالى كفيلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فلما عرف حبيب حقية الأمر واطمئن تمام الإطمئنان شكرها وجزاها خيرا وأخبرها بحقيقة أمره وعزمه على الذهاب إلى كربلاء والإلتحاق بالحسين .
فقالت له : لي إليك حاجة فقال: وما هي ؟ فقالت : بالله عليك إذا رأيت الحسين قبل يديه نيابة عني واقرأه عني السلام.
وصدق فيهم قول الشاعر :
قوم إذا نودوا لدفع ملمة والخيل بين مدعس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون على ذهاب الأنفس
نصروا الحسين فيالها من فتية عافوا الحياة وألبسوا من سندس
وقال الآخر :
نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم نالوا بنصرته مراتب سامية
قد جاوروه ها هنا بقبورهم وقصورهم يوم الجزا متخاوية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدالله ربّ العالمين والصّلاة على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
وما ادراك من حبيب ابن مظاهر..
أحد الصناديد الذين نصروا الحسين صلوات الله وسلامه عليه، فضحّى من أجله..
إذ الجور مدّ باعه، و أسفر الظلم قناعه، و دعا الغيّ أتباعه؛
فاستقبل بوجهه النيّر ظلمات الدنيا، و صدّ بصدره الحديديّ و إيمانه الراسخ رماح الكفر و الجبروت، فرخصت أمامه الأموال و الدنيا و حبّ الشهوات، و رأى الانتقال إلى ربّ العالمين خيراً من مجاورة الكافرين، فكافح الفاسقين بنفس لا تخيّم لدى الناس و بيد لاتلين عند المراس..
فرحمك الله يا حبيب، و جعلك حبيباً للحسين و آل بيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و من الفائزين بجنّة الخلد و الرضوان…
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله و عجل فرجهم و العن أعداهم يااا علي
السلام عليكم
جزاكم الله خير الدنيا و الآخرة
حبيب بن مظاهر من عاشقي الحسين
ليته يتكرم علينا و يعلمنا شيء من علمه و عشقه
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين
و رحمة الله و بركاته
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا برأفتك ورحمتك يااا أرحم الراحمين
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن أعدائهم
يااا علي يا أبا الفضل
توقيع خادمة الحوراء
إن لله في حياة دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها و لا تعرضوا عنها..
الصلاة و السلام عليك سيدي يا حسين..متى نراك فنقر عينا!!
مولانا صاحب الزمان: "اكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم"
أعظم الله لكم الأجر مصابنا بأبي عبد الله الحسين
أشكر لكم وضع بصمتكم الزينبية على الموضوع الذي يستحق الوقوف عنده طويلا والتأمل بهذه الشخصيات العظيمة الشخصيات التي قال فيها الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه
لا أصحاب كأصحابي ، صدقت سيدي يا أبا عبد الله عليك صلاة الله وسلامه .
كان حبيب رضوان الله عليه صحابياً رأى النبي وصحب الإمام علي في حروبه كلها ، وكان من خاصته وحملة علومه ، وكان مع مسلم بن عقيل يأخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين .
وكان قائداً على المسيرة في يوم عاشوراء وعلى كبر سنه قاتل قتال الأبطال ، وقد هدّ مصرعه الحسين فقال : « عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي » .