تتوالى ردود الفعل على الاساءة التي وجهها رجل الدين السعودي الشيخ محمد العريفي للمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني.
وقد حث الرئيس العراقي جلال طالباني الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على التدخل لمنع التجاوزات ضد المرجع الديني الاعلى آية الله علي السيستاني.
جاء ذلك، بعد توجيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين انتقادات حادة الى المؤسسات الدينية السعودية لارتكابها تجاوزات كونها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا وعدائيا بحسب وصفه.
وفي برقية الى الملك السعودي، قال طالباني: ان التطاول على شخص المرجع السيستاني يصب في سياق دعوات الفرقة والخصام التي اشعلت نيران الفتنة في العراق والسعودية وغيرهما من البلدان.
واشار طالباني الى ان السيستاني رمز في الدعوة للتسامح والاخاء.
بدوره، بعث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي رسالة الى الملك السعودي طالبه فيها بالتدخل السريع لمنع تكرار مثل هذه الاساءات التي اعتبر انها تضرب الوحدة الاسلامية.
وكان المالكي قال في وقت سابق للصحفيين "عقب لقائه آية الله السيستاني في النجف الأشرف": "اعتدنا الكثير من
المؤسسة الدينية السعودية ومن رجالها الذين يسمون انفسهم بالعلماء، فهي ترتكب تجاوزات بشكل دائم كونها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا".
المالكي وردا على تهجم رجل الدين السعودي محمد العريفي على السيد السيستاني دعا عقب لقائه المرجع الديني السيد على السيستاني في النجف، الى ضبط هذه المؤسسات الدينية.
وفي المقابل حاول مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل شيخ تبرير تهجم العريفي على المرجع السيستاني، قائلا ان رجال الدين في بلاده متزنون ولا يكفرون احدا دون حق، متهما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي انتقد بشدة تصريحات العريفي باطلاق مغالطات.
واعتبر آل الشيخ أن كلام المالكي عن المؤسسة الدينية السعودية فيه "مغالطة"، وقال إن "علماء السعودية أهل اتزان في ما يقولون وليسوا أهل تكفير أو تبديع، ولكنهم متبعون للكتاب والسنة، فهم يتعاملون مع كل شيء على حسب ما دل عليه الكتاب والسنة" على حد زعمه.
واضاف: إن "دعوى أنهم يحملون فكرا تكفيريا فهذه دعوى مغالطة ان العلماء السعوديين لا يسعون في تكفير أحد بلا حق".
من جانبه، اعتبر المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان، ان "العريفي لا يمثل رأي الحكومة".
تصريح العبيكان جاء متناقضا مع جملة من الاحداث المشابهة لتجاوزات العريفي كان آخرها ما حدث خلال هذا الاسبوع، ان كاتبا نشر في جريدة عكاظ (بتاريخ 31 ديسمبر 2009) مقالا مس برئيس اساقفة المطران الماروني بولس مطر، لا يصل الى مستوى خطاب العريفي المتطرف للسيد السيستاني، ولا يرتبط بمشاعر فئة من المواطنين كما ارتبط خطاب العريفي بمشاعر اكثر من ثلاثمائة مليون مسلم من أتباع آل البيت (
)، غير ان الجريدة نفسها اعتذرت عن الاساءة في اليوم التالي مباشرة، كما ان السفير السعودي في بيروت اتصل بالمطران ونقل إليه تحيات واعتذار وزير الاعلام.
وفي السياق، الشيخ محمد المحفوظ: "ان الاختلاف الديني والمذهبي لا يسمح بالاساءة للطرف الاخر"، معتبرا ان الخطاب المتشنج يعيد جو الشحن الطائفي.
وفي مدينة النجف الاشرف جنوبي بغداد، تظاهر الاف العراقيين احتجاجا على تطاول العريفي على المرجعية الدينية في العراق المتمثلة باية الله السيد علي السيستاني.
كما أدان البرلمان العراقي التصريحات السعودية المسيئة للسيد السيستاني، وطالب الرياض باتخاذ موقف صريح ازاء التصريحات التي تبث الفرقة بين المسلمين.