بسم الله الرحمن الرحم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للنّاس)صدق الله العلي العظيم.
الكعبة المشرفة اعزها الله هي مركز القايم بما فيه مصلحة العباد لدينهم ودنياهم منذ ابراهيم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام.وقد قام منها رسول الله وانطلق لدعوته ومنها اسس لهجرته الى يثرب المدينة المنورة .
كذلك كان قيام الامام الحسين ع من مكة المكرمة وقد هيّأ ع لهذا القيام قبل موت معاوية بسنتين, حينما اتى الى مكة في موسم الحج وخطب خطبة في حضور عدد من الصحابة والتابعين واشهدهم على كل ما نزل بحق اهل البيت ع بحقه وحق ابيه وامه واخيه ع من ايات قرانية وما ورد من احاديث نبوية شريفة عن رسول الله ص .فشهدوا باجمعهم .اوصاهم ان يخبروا من يثقون به وبدينه بكل ما سمعوه وبان الحسين 
هو احق بالامامة .هذه الخطوة كانت على المستوى السياسي والاعلامي فقط .اما الخطوة التي بدا فيها مولانا الحسين ع صراعه العسكري مع بني امية مع النظام الظالم كانت بعد هجرته من المدينة ونزوله في مكة وتلك الاثناء كان ع يجري اتصالات ويبعث كتب ويتلقى رسائل من مسلم ابن عقيل .ووصله رسالة من مسلم ان بايعة ثمانية عشرة الفا فعزم الحسين ع على الهجرة الى العراق قاصداً الكوفة بحسب الظاهر ولكن هو يعلم انه سيحط رحاله في كربلاء .
وقد عبّر عن اهدافه من هذا الخروج حيث قال : اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما انما خرجت في طلب الاصلاح في امة جدي رسول الله وابي علي ابن طالب عليهما السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن ردّ عليّ هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبينه بالحق والله خير الحاكمين .
واعلن مولانا الحسين عن رحيله ليلة الثامن من ذي الحجة خطب خطبةفي المسجد الحرام بالمسلمين بع ان حمد الله واثنى عليه قال :خطّ الموت على ولد ادم مخط القلادة في جيد الفتاة وخير لي مصرح انا لاقيه كاني باوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملئن مني كراشا جوفا واجربتا سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا اهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا اجور الصابرين ... الا ومن كان فينا باذلا مهجته موقنا على لقاء الله نفسه فليدخل معنا فاني راحل مصبح انشاء الله تعالى .
ورحل الامام الحسين عن مدينة جده مودعا حاملا معه عياله واهل بيته وصلوا الى كربلاء يوم الثاني من محرم وجرى ما جرى عليهم من جوع وعطش بقوا ثلاثة ايام ليس في جوفهم شيئ وليس معهم لا ماء ولا طعام وصل الحال ببني امية ان منعوا الاطفال كذلك عن الماء يالهم من كفرة لعنة الله عليهم .
ووصل بهم الحال بعد مقتل الامام الحسين والاصحاب والانصار ان سبوا نساءه وعياله وحملوهم على نياق لا موطوئة ولا مرحولة نياق هزلة صعبة الانقياد كما عبّرت مولاتنا زينب 
لاخيها الحسين ع حيث قالت اخي جاؤونا بنياق هزل لا موطوئة ولا مرحولة ومع هزلها صعبة الانقياد اخي لو خيروني بين المقام عندك او الرحيل عنك لاخترت المقام ولو ان السباع ستاكل من لحمي ولكن هذه نياق الرحيل تجاذبنا المسير .
السلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون احياء .
نسالكم الدعاء
رحيل الامام الحسين عليه السلام
