[عشاق المجتبى]

دعا قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي اليوم السبت، الجهات المسؤولة الى التعامل بجدية مع مسببي الاحداث الاخيرة في البلاد.

وشدد آية الله خامنئي في كلمة له بالعاصمة الايرانية طهران، على عدم تدخل الجهات التي لا تملتك الصلاحيات القانونية في الموضوع.

كما دعا قائد الثورة الاسلامية الى توخي الحيطة والحذر وتجنب التصرفات الفردية لافشال مخططات مثيري الفتنة في البلاد.

واشاد بالحضور الشعبي الاخير تنديدا بانتهاك حرمة عاشوراء، مشيرا الى دور الشعب الايراني في افشال مخططات قوى الاستكبار.

ولدى استقباله اليوم في طهران الالاف من اهالي مدينة قم، اعتبر قائد الثورة الاسلامية المشاركة الجماهيرية الحاشدة والحاسمة للشعب الايراني المؤمن والابي والواعي في التظاهرات التي جرت في البلاد اخيرا تنديدا بانتهاك حرمة عاشوراء، اعتبرها بانها تجسيد ليد القدرة الاهلية وتحرك خالد في تاريخ الثورة.

وقال: ان قوى الاستكبار والتيارات المعادية للدين التي تطلق اليوم شعارات ضد النظام والثورة في ظروف الفتنة الضبابية هي نفسها التي اصطفت اعواما طويلة تحت لواء مناهضة الامام والثورة وان الجماهير بادراكها هذا المؤشر والحقيقة سجلت مشاركتها الحاسمة في صون النظام والثورة.

وأشار آية الله خامنئي الى أنه منذ انتصار الثورة الإسلامية وعلى مدى حياة الإمام الخميني (رض) انضوت أميركا وبريطانيا وباقي قوى الاستكبار والرجعيون اذناب نظام الهيمنة والمنحرفون في الداخل تحت لواء مناهضة الامام الخميني (رض) والثورة، مؤكدا بان ظروف اليوم هي كتلك.

وتساءل: أين تموضعت أميرکا و بريطانيا ووسائل الإعلام الصهيونية منذ الانتخابات الرئاسية الايرانية لحد الآن ؟ و أين التيارات المناهظة للدين کالشيوعيين و المنادين بالملكية و سائر مخالفي الثورة والأمام ؟ ألم يكونوا الا تحت لواء مواجهة النظام الاسلامي ؟ إذا لم تتغير الاصطفافات أبدا، و هذا مؤشر واضح !

ووصف قائد الثورة خروج فئات الشعب لنصرة الإمام والثورة في الـ30 من ديسمبر الماضي بالملحمة معداًٌ ذلك نتيجة انتباه الشعب لهذا المؤشر.

وقال: "لو سجدنا مئات المرات شاکرين نعمة صحوة الشعب وفطنته کان قليلا" .

واعتبر القائد يقظة الشعب العامل الأساس في بقاء الثورة والبلاد والسبب في هلع قادة الاستكبار من الهجوم على إيران، و قال : خلافاً لتسويق بعض الدعايات الغربية فإن الهاجس الأساس لأعداء هذا البلد هو فطنة الشعب الإيراني و الحمية الدينية لشباب هذا البلد .

وأضاف آية الله خامنئي: مع وجود هذه الحمية الدينية الهادرة ولكن الشباب يصبر على بعض القضايا، و هذا جدير بهم، ولكن ما إن يحن وقت التواجد في الساحة فإنهم ينزلون إليها .

وأکد السيد علي خامنئي على دور الانتباه لفشل الاستكبار في حساباته الدولية والاقليمية عند تقييم الأحداث التي شهدتها إيران في الأشهر الأخيرة.

و قال: ان صحوة الشعب الايراني قد قلبت حسابات الاستكبار ويحاول أرباب السلطة و عبر الضجة والضوضاء أن يحولوا دون وصول صرخات صحوة واستعداد هذا الشعب إلى الأمة الإسلامية کي لا تكون سبباً في مزيد من اليقظة لهذه الشعوب .

واعتبر السيد خامنئي ان الخطوة العظيمة التي اقدم عليها الشعب الايراني في 30 ديسمبر تمثل حجة دامغة للجميع، مضيفا ان مسؤولي السلطات الثلاث في ايران قد شهدوا ما يبتغيه ابناء الشعب لذا فمن واجب هذه السلطات القيام بما يلزم ازاء المفسدين والذين قاموا باعمال الشغب.

كما نوه قائد الثورة الى واجبات مسؤولي النظام في ادارة البلاد بصورة صحيحة والمضي قدما بتطور البلاد مؤكدا ان الاعداء ومن خلال الاحداث التي شهدتها البلاد في الاشهر الاخيرة هم بصدد تخريب عجلة التطور الاقتصادي والعلمي لايران وتواجدها المقتدر على الساحة الدولية، لذا يتوجب على مسؤولي البلاد عبر القيام بواجباتهم بشكل مقتدر في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية احباط ما يرمي اليه الاعداء.

واعتبر السيد خامنئي ان تواجد الشعب في الساحة يعتبر اعظم ثروة وداعم للنظام، مشيرا الى الدعايات المغرضة والخاطئة لوسائل الاعلام الاجنبية حول مسيرات 30 ديسمبر 2009 وزعمها انها مسيرات حكومية.

واضاف انهم ومن خلال هذه الدعايات المغرضة اعترفوا عن غير قصد باقتدار ابناء الشعب الايراني في الجمهورية الاسلامية لأنه ليس بامكان اي حكومة في العالم من حشد هذا الكم الهائل من ابناء الشعب خلال يومين لدعوتهم الى الشارع.

وفي نهاية خطابه اشاد قائد الثورة في ايران بيقظة واستعداد الشعب الايراني العزيز وقال انه وفي ظل انفاس الامام الخميني الراحل وتضحية الشهداء العظيمة فان الحكومة والشعب يمثلان في هذا البلد حقيقة واحدة وان جميع مسؤولي النظام ومن ضمنهم انا لا نمثل سوى قطرات صغيرة من المحيط العظيم لابناء هذا الشعب.


العالم
http://www.alalam.ir/detail.aspx?id=935351