عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
الحزن والبكاء في الشرع (الى من يحتج علينا بالبكاء على الحسين (ع))
بتاريخ : 17-Aug-2009 الساعة : 01:23 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم ألله ألرحمن ألرحيم
ان البكاء والحزن على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون (صلوات الله عليهم أجمعين) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي وان فيه اجر شهيد بل مئة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسف (عليهما السلام) , ولا يخفى ان المراد في المقام ليس الجزع على المصائب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى , واليك بعض ما يشهد لهذا المعنى :
آدم()
يبكي ويحزن على هابيل()
عن الإمام زين العابدين () : (انه لما سولت لقابيل نفسه قتل أخيه .... فلما قتله .... فحفر له حفيرة ودفنه فيها , فرجع قابيل لأبيه() .... فانصرف آدم () وبكى على هابيل أربعين يوماً وليلة ...)
وعن الإمام الصادق () : (.... وان آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحاً)
وعن الإمام الصادق () : (.... إلى ان قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعاً قطعه عن إتيان النساء خمسمائة عام)
يعقوب النبي()
يحزن ويبكي
بالرغم من ان الروايات تشير إلى ان يعقوب () يعلم بوجود يوسف على قيد الحياة لكنه() لم يتحمل فراقه وحزنه عليه وبكى لمدة عشرين أو أربعين أو ثمانين عاماً حتى التقى به . وقد أشار النبي ( وسلم) ان بكاء يعقوب() على ابنه له فيه اجر مئة شهيد واليك ما يشير إلى هذا المعنى :
أ- عن الإمام الباقر () عندما سئل عن يعقوب () هل كان يعلم بحياة يوسف وذهب عينيه عليه من البكاء , أجاب() : ( نعم علم يعقوب () انه حي .... فكتب إلى (عزيز مصر) يعقوب () : بسم الله الرحمن الرحيم , من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله
أما بعد : .... ثم رجعوا إليه وزعموا ان الذئب أكله, فاحدودب لهذا ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري ..... )
ب- ورد في تفسير الكشاف عند قوله تعالى (وأسفاه على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) ... قيل : ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف إلى حين لقاءه , ثمانين عاماً وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى منه .
ج- نفس المصدر السابق (الكشاف) , عن النبي( وسلم) : انه ( وسلم) سأل جبرائيل() ,
ما بلغ وجد يعقوب على يوسف ؟
قال جبرائيل : وجد سبعين ثكلى .
قال الرسول الأكرم ( وسلم) : فما كان له من الأجر ؟
قال جبرائيل : اجر مئة شهيد .
يوسف()
يحزن ويبكي على يعقوب()
بكى يوسف () على فراق أبيه حتى تأذى أهل السجن من ذلك , فصالحهم على ان يبكي في الليل فقط أو في النهار فقط ويشهد لهذا
عن الإمام الصادق () : (البكاؤون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف () وفاطمة بنت محمد ( وسلم) وعلي ابن الحسين ()
1- أما آدم , فبكى على الجنة حتى صار خديه أمثال الأودية .
2- أما يعقوب , فبكى على يوسف حتى ذهب بصره.
3- أما يوسف , فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن , فقالوا له : أما ان تبكي بالليل وتسكت بالنهار , وأما ان تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم () على واحدة منهما .
4- وأما فاطمة () فبكت على رسول الله ( وسلم) , حتى تأذى بها أهل المدينة , فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء , فتبكي , حتى تقضي حاجتها فتنصرف .
5- وأما علي ابن الحسين (عليهما السلام) فبكى على الحسين () عشرين سنة أو أربعين سنة , ما وضع بين يديه طعام إلا بكى , حتى قال له مولى له : جعلت فداك إني أخاف ان تكون من الهالكين ؟
قال () : انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم ما لا تعلمون , اني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة) .
قول وفعل وإقرار
النبي( وسلم)
لقد بكى النبي ( وسلم) على عمه أبي طالب () وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله ابن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة عندما كان ( وسلم) , وعلى سعد ابن عبادة . وقد اقر ( وسلم) بكاء البكائين , وكذلك نراه ( وسلم) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى ( وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر ابن الخطاب عندما كان يمنع وينهى الناس عن البكاء فكان النبي ( وسلم) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف
أ- عن أبي داوود والنسائي ... عن علي () لما مات أبو طالب () فعندما اخبر النبي ( وسلم) بكى وقال ( وسلم) : (اذهب اغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه)
ب- في سيرة الحلبي والدحلاني .... عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله ( وسلم) باكياً اشد من بكاءه على حمزة , وضعه في القبلة , ثم وقف على جنازته وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة , يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة , يا فاعل الخيرات يا حمزة , يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذاب عن وجه رسول الله ....)
ج- البخاري في صحيحه : (ان النبي ( وسلم) نعى جعفراً وزيداً وابن رواحة , وان عينيه لتذرفان )
د- مسلم في صحيحه : (يوم زار ( وسلم) قبر أمه آمنة فبكى وأبكى من حوله )
هـ - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ , فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟
قال ( وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء)
و- مسلم والبخاري .... يوم اشتكى سعد ابن عبادة فأتاه النبي ( وسلم) يعوده ومعه بعض أصحابه فوجده في غاشية أهله , فقال ( وسلم) : ( قد قضى ) .
قالوا : لا يا رسول الله .
فبكى النبي ( وسلم) , فلما رأى القوم بكاءه بكوا
فقال ( وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)
ز- ابن عبد البر في الاستيعاب ..... يوم استشهاد جعفر الطيار , إذ جاءت النبي ( وسلم) امرأته أسماء بنت عميس فعزاها , ودخلت فاطمة () وهي تبكي وتقول وا عماه) فقال النبي ( وسلم) : (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي )
ح- احمد في مسنده عن أبي هريرة , يوم مرت جنازة على رسول الله ( وسلم) ومعها بواكي , فنهرهن عمر , فقال له رسول الله ( وسلم) : (دعهن يا عمر فإن النفس مصابة والعين دامعة) .
وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) , ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الإنسانية إلى صنف السباع والوحوش الحيوانية .
|