اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يا شمس الشموس السلام عليك يا انيس النفوس
عمل الإمام الرضا جاهداً في بيان موقع الإمامة والولاية للأمّة سواء على مستوى المرجعية الدينيّة أو القيادة السياسيّة
فكان الإمام يجول البلدان لينشر علوم الإسلام المحمديّ الأصيل
حتى قال محمّد بن عيسى اليقطيني وهو من أصحاب الإمام: جمعت من المسائل ممّا سُئل عنه وأجاب خمسة عشر ألف مسألة
وقد كان الإمام (ع) يغتنم الفرص ليؤكد أنَّ الإمامة هي منصب إلهيّ وليست من شؤون الناس
وهذا ما نلاحظه جلياً في الأحداث التالية
- إضافة إلى مشكلته مع العبّاسيّين بعد قتل أخيه واجه المأمون الثورات العلويّة التي كان يقودها أحفاد أمير المؤمنين
وكان يضاعف من قلقه علاقة هذه الثورات بالإمام علي بن موسى الرضا
وهو يعرف أنّه صاحب الحقّ الإلهيّ في الإمامة
من هنا كان مخطّط المأمون الذي ابتدأه مع الإمام الرضا بالمناورة في الخلافة أوّلاً
ثم في عرض ولاية العهد عليه مُبطناً خلاف ما أظهره.
فكان جواب الإمام الرضا (ع) الرافض لهذا العرض يحمل العمق العقائديّ للولاية والإمامة
فقال للمأمون:
هل أنّ الخلافة هي ثوب ألبسك الله إيّاه، فلا يكون بإمكانك أن تنزعه عنك وتمنحه إيّاي، وإن لم يكن شيئاً أعطاه الله إيّاك، فكيف تعطيني ما لا تملك
- أجبر المأمون الإمام الرضا على قبول ولاية العهد والتوجّه إلى خراسان وحدَّد له طريقاً يبعده عن المدن المعروفة بحبّها وولائها لأهل البيت
واغتنم الإمام فرصة مروره في هذه البلدان ليعرفهم على الإمامة الإلهيّة ولو من خلال إظهار الكرامات كما حصل في البصرة والأهواز حتى قال رجاء بن أبي الضحاك مبرراً الاستعجال في رحيل الإمام عن الأماكن التي كانت تحطّ فيها رحال القافلة عنه: لئن أقام بعد هذا ليمدن إليه الرقاب
حديث سلسلة الذهب
- وحينما وصل الإمام في رحلته إلى خراسان إلى بلدة نيشابور دخلها
فاستقبله الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي مع خلق لا يحصون من طلبة العلم
قالا: أيّها السيد الجليل ابن السادة الأئمّة بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدِّك محمد صل الله عليه واله
فقال:
حدّثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه علي زين العابدين
عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب أنّه قال
حدّثني حبيبي وقرة عيني رسول الله عن جبرائيل أنّه قال
سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول: كلمة لا إله إلاّ الله حصني، ومن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي
فكتب الحديث أكثر من عشرين ألفاً ثمّ مضى الإمام والعيون تترقّبه
فإذا بالإمام يرفع الستار ليقف الناس مندهشين يتساءلون عن السرّ في توقف الإمام المفاجئ
فإذا به يقول للناس مكملاً حديثه السابق
لكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها
توقيع ياعلي مدد
ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
سلمت هذه الأنامل الرضوية التي خطت لنا سطور لتضمن بها الجنان
مما جعلني أن أكتب عن المقف من ولاية العهد مكملة هذه سطور .
الموقف من ولاية العهد:
في سنة 201 ه أمر المأمون بلبس الأخضر بدلا عن الأسود، وكان السواد شعار العباسيين، والأخضر للعلويين، وكتب بذلك إلى عماله في جميع الأقطار، فشق ذلك على العباسيين، وعدوه - بالإضافة إلى ولاية العهد - محاولة جادة لتجريد العباسيين من جميع امتيازاتهم وشعاراتهم.
فعندما بايع المأمون الرضا بولاية العهد في هذه السنة، ورد على عيسى بن محمد بن أبي خالد كتاب من الحسن بن سهل، يعلمه فيه بأن المأمون بايع للرضا () بولاية العهد، وأمر بطرح لبس الثياب السود، ولبس ثياب الخضرة، ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له، وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد بذلك جميعا.