[جارية العترة]

أربعينية أبي الأحرار الإمام الحسين السبط
1. أعطى وريدُكَ للوجودِ وريدا ________ و أدامَ نحرُكَ للإلهِ سجودا
2. أجريتَ نحرَكَ للكرامةِ ساقياً ________ و فرشتَ صدرَكَ للإباءِ صعيدا
3 . و ندين للجيدِ الذبيح بدينِنا ديْن________ يطوّقُ روحَنا والجيدا
4. لولا دماؤُك سيدي لطغى الدجى ________و لعادَ شِركٌ يطمسُ التوحيدا
5. لم يكتملْ قَدرُ الشهادةِ رتبةً ________حتى غدوتَ أيا حسينُ شهيدا
6. خسِئ الردى، ما عنه جُزتمْ إنّما________جُزتمْ إلى أفُقِ البقاءِ خُلودا
7. بأبي دماءٌ أشعلتْ شمسَ الهدى________ لمّا أراد َ لها الضلالُ خُمودا
8. بأبي القتيلُ و رأسُه فوق القَنا________ للظُلمِ و الظلماتِ دَكّ حُشودا
9. بأبي الذبيحُ على الثرى ورفاقُه________ لثلاثة لا يسكنون لحودا
10. عجَباً تطلُّ الشمسُ مِن شرقٍ وقدْ ________ذ َبحوا الضياءَ و أحيَوا التسويدا
11. قلمي يُيمّمُ شَطرَ نحرِكَ سيّدي________ فإذا المدادُ به يصيرُ مديدا
12. شِعري يخرُّ أمامَ مصرعِكَ الذي________ أبكى الجبالَ له وأبكى البيدا
13 بل إنّه أبكى السماء بحرقةٍ ________أبكى الفضائل َ كلّها والجودا
14. و صهرتُ روحي في الطفوفِ ________أعيشُه في كلّ ثانيةٍ يعودُ جديدا
15. ينمو على ضلعي فيورقُ حزنُه________ و يظلّ أبداً في الضلوعِ وليدا
16. و سماؤُه تهمي بعيني أدمعاً________ تسقي بها مثل اللهيبِ خدودا
17. و جمارُه تصلي الزفيرَ بأضلعي________ تصلي بجمرةِ لوعتي التنهيدا
18. إنّي لأعجبُ كيف ندركُ كربلا________ و نعيشُ يوماً في الحياة رغيدا !
19. لو كلّ أرزاءِ الحياةِ تجمّعتْ________لبدتْ بغابِ الغاضريةِ عودا
20. هو ذلك الحزنُ السحابُ، بغيثِه________ تحيا القلوبُ ربيعَها المنشودا
21. كالنار مع تبرِ التراب تذيبُه________ ليصيرَ كَنزاً غالياً و فريدا
22. فيه الفؤادُ يرقّ رغم ذنوبِه________ حتى ولو كان الفؤادُ حديدا
23. حيث الحسينُ له بقلبٍ مؤمن________ نارٌ تشبُّ ولا تعيشُ ركودا
24. روحي تحجّ إلى ضريحِك ________سيّدي حيثُ الملائكُ للسلامِ وُفودا
25. نبْعُ الإباءِ ونبْعُ كلّ فضيلة________يسقي العُطاشَ ولا يَمَلُّ وُرودا
26. كَشَفَ الصراط َ المستقيمَ إباؤه________ فَضحَ الصراط َ الأعوجَ المردودا
27. سالتْ دماؤكَ يستقي منها الهدى________ تغدو القلوبُ إذا ارتوته وُرودا
28. واللهِ إنّك لِلهدى مصباحُهُ كم ذا ________هدى قلباً وأعتقَ جيدا !!
29 . بإبائكمْ يا سيّدي الطيرُ انبرى فوقَ ________الغصونِ مرنّماً غِرّيدا
30. دمُكَ الذي أرضُ الفجيعةِ شُرّفتْ________ به فكّ عن أيدي النهارِ قيودا
31. ذكراكَ نقشٌ في الثغوروفي________ النُهى ويظلّ حبّكَ في القلوبِ وطيدا
32. حُبّ الحسينِ من القلوبِ صميمُها________نسقيهِ مع دَرِّ الحليبِ وليدا
33. ننمو به عقلاً وروحاً مع هدىً________ نغدو به مثلَ الجبالِ صمودا
34. والمُنكرونَ لِسبطِ أحمدَ مجدَه________ و كأنّ في أحداقِهم جُلمودا
35. أوَ ما رأوا تلكَ الجموع َ تؤمّهُ________ مثلَ السيولِ يجدّدونَ عُهودا؟!
36 أوَ ما درَوا أنّ الحسينَ مقامَه________ فاقَ الزمانَ تسامياً و خلودا ؟!
37. فانظرْ حسيناً والنجومُ بظلّهِ ________خجْلى تعاينُ نورَه الممدودا
38. انظرْهُ قد ملكَ الزمانَ وريدُه ________و انظرْ بمزبلةِ الوجودِ يزيدا
39. خَسرَ الذين تنكّبوا عن نهجِهِ________ و نأوا بعيداً عن بنيهِ جُحودا
40. حرقوا خياماً للحسينِ لهيبُها________ ما زالَ في صدْرِ المُحبِ شديدا
41. وسَبَوْا بناتِ محمّدٍ، تلكَ الخُطا________ ستظلُّ وقْعاً في القلوبِ جديدا
42. و يظلُّ ذاكَ اليومُ يطرقُ روحَنا ________و يقودُ أحفاداً لنا وجُدودا
43. ليستْ جمارُ الطفّ تخمُدُ كلّما ________َأتْ الفجيعةُ بل تصيرُ مزيدا
44. لهفي على وِلدِ الرسولِ بِغُربةٍ________ سِيقوا إلى قصرِ اللعينِ عبيدا
45. سِيقوا بأغلالٍ تهشّمُ لحمَهم________ بلْ صُفّدوا يا ويلتي تصفيدا
46. والناس ترشُقهم بسبٍّ مُقذعٍ________ و حجارةٍ أدمتْ يداً و خُدودا
47. تلكَ الحجارةُ إنّما نرمي بها ________في الحجّ شيطاناً هناكَ مريدا
48. لكنْ بنو هندٍ أمالوا أذرُعاً________رجَمتْ لأحمدَ أضلُعاً وكُبودا
49. سِيقوا بجُلّقَ لم يَرَوا من ________أهلِها إلاّ لئيماً جاهلاً و حقودا
50. غسلتْ أميّةُ بالخداعِ عقولَهم________ حتى رأوْا وِلدَ الرسولِ يهودا !!
51. هَدرتْ عقيلةُ هاشمٍ في جُلّقٍ_______ خَطَبتْ فبانَ يزيدُهم رِعْديدا
52. و إمامُنا السجّادُ فاضَ بيانُهُ________ جعلَ اللعينَ بقصرِهِ مطرودا
53. كُشِفَ الستارُ عن الشموسِ بهيّةً ________واللهُ أخزى ذلكَ العِربيدا
54. مَرّ الزمانُ و نحْرُ سِبطِ المصطفى________ ما زالَ يحْصِدُ في الطُغاةِ حصيدا
55. ما زالَ يرفعُ كلَّ يومٍ رايةً___________ و يصوغُ من نور الإباءِ شهيدا
56. سيظلُّ يومُ الطفِّ مدرسةً بها __________نبقى بوجهِ الظالمينَ سُدودا
57. سيظلَ كعبة َ كلِّ حُرٍ ثائرٍ________ و يظلُّ يحْقِنُ للأباةِ وريدا